كلمة الرئيس بايدن في ختام “قمة الديمقراطيات” في واشنطن
الاستماع للمقال صوتياً
|
البيت الأبيض
10 ديسمبر/كانون الأول 2021
الرئيس: شكرا للجميع على المشاركة في مؤتمر
قمة الديمقراطية هذا، وعلى تجديد إخلاصكم للقيم المشتركة التي تشكل أساس قوتنا الوطنية والدولية.
وفي الفترة التي سبقت هذا التجمع، وعلى مدى اليومين الماضيين، استمعنا إلى قادة حكوميين ــ وكذلك الإصلاحيين الديمقراطيين ــ من كل منطقة من مناطق العالم وهم يتحدثون عن التحديات التي تواجهها الديمقراطية ــ والفرص المتاحة لتجديدها.
وقد سهلنا الحديث والتواصل بين رؤساء البلديات حول العالم-من ميسا، أريزونا إلى مانهايم، ألمانيا- وغيرهم من القادة الذين يقفون في الخطوط الأمامية لإظهار قوة الديمقراطية من خلال الحكم المحلي.
لقد سلطنا الضوء على أهمية حماية حرية الإعلام، وكيف أن النهوض بوضع النساء والفتيات هو استثمار في نجاح ديمقراطياتنا.
وقد ركزنا على الحاجة إلى تمكين المدافعين عن حقوق الإنسان، والتأكد من أن استخدام التكنولوجيا التي تمكننا في الكثير من جوانب حياتنا بحيث يتم استخدامها لنهوض بالديمقراطية ورفع مستوى الناس – وليس لقهرهم.
لقد سمعنا مخاوف الشباب المعنيون بالمستقبل أكثر من أي شخص آخر وقد أوضحوا ذلك بجلاء – بشأن المسائل التي تهمهم بدرجة أكبر ومدى أهمية التأكد من أن أصواتهم مضمّنة في ديمقراطياتنا.
وعلى الرغم من أن كل دولة من دولنا تواجه تحديات فريدة من نوعها، والعديد من الظروف المحددة مختلفة، إلا أن التهديدات التي نواجهها والحلول التي نسعى إليها لها سوابق مشتركة.
هذا ليس صراعا يواجهه أي منا بمفرده بل نواجهه نحن مجتمعين.
فالالتزامات التي قطعناها على أنفسنا ولشعبنا – ولبعضنا البعض – لن تعزز ديمقراطياتنا فحسب – بل من خلال دفع الاستبداد إلى الوراء ومكافحة الفساد وتعزيز حقوق الإنسان للجميع – ستساعد على توفير أرضية خصبة للديمقراطية كي تزدهر في جميع أنحاء العالم.
لقد تفاءلت بشدة بما رأينا من طاقة وحماس لدى الحشود في جميع أنحاء العالم تعبيرًا عن الدعم لقيمنا الديمقراطية المشتركة.
وكمثال واحد فقط، قبل مؤتمر القمة هذا – شكل رؤساء بنما وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان “تحالفا لتعزيز المؤسسات الديمقراطية” – للتعاون في مجال الشفافية وحقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية وتعزيز الديمقراطية في جميع أنحاء المنطقة.
هذا هو نوع الالتزام المشجع والشراكات الملهمة، وآمل أن نرى المزيد منها بينما نتولى هذه المسألة في العام المقبل الحافل بالعمل.
وآمل أن يقوم كل بلد من بلداننا بقياس نتائج جهودنا حتى نتمكن من الإبلاغ عن التقدم الذي أحرزناه، في دورة ثانية من مؤتمر القمة من أجل الديمقراطية في العام المقبل، حيث آمل أن أرحّب بكل واحد منكم شخصيًا.
من جانبنا، وكما قلتُ بالأمس، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز ديمقراطيتنا في الداخل، والعمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم لإثبات أن الديمقراطيات يمكن أن تساعد الناس في القضايا الأكثر أهمية بالنسبة لهم.
هنا داخل الوطن، يعني ذلك العمل على تحقيق وعد أميركا الكامل – بما في ذلك سنّ قانون حرية التصويت وقانون جون لويس لتعزيز حقوق التصويت.
لأن ما هو صحيح حول العالم ينطبق أيضًا على الولايات المتحدة: فالحق المقدس في التصويت، التصويت بحرية – الحق في أن يكون صوتك محسوبًا، هو مستهل الحرية اللازمة للديمقراطية – لكل ديمقراطية. فمعه، يكون كل شيء ممكنا. وبدونه، لا شيء تقريبًا ممكن.
لذلك، يجب أن نتكاتف وننجزه – وسنفعل ذلك.
كما ستواصل الولايات المتحدة أيضًا جهودنا للتغلب على هذا الوباء، بالعمل مع منظمة الصحة العالمية ومبادرة تسهيل الوصول العالمي للقاح كوڤيد19 ’كوڤاكس‘ والشركاء الآخرين، لإنقاذ الأرواح وتطعيم العالم ضد كوڤيد19 وتعزيز الأمن الصحي لكل فرد.
نحن نستفيد من شراكاتنا الديمقراطية، مثل مجموعة السبع والمجموعة الرباعية، لتوسيع قدرتنا المشتركة على إنتاج وتوزيع اللقاحات والمساعدة في إعطاء الجرعات لجميع الناس في كل مكان.
إننا نتعامل مع أزمة المناخ بجدية وسرعة ضرورية – مستجيبين بالوضوح الأخلاقي الذي نراه نابعًا من الشباب في جميع أنحاء العالم.
ونحن نؤكد على القيم الديمقراطية التي تقع في صميم نظامنا الدولي، والتي كانت بمثابة العناصر التأسيسية لعقود من النمو والازدهار العالميين.
ونحن ملتزمون – ملتزمون بالعمل مع جميع الذين يشاركوننا هذه القيم لتشكيل قواعد الطريق التي ستحكم تقدمنا في القرن الحادي والعشرين، بما في ذلك قضايا الأمن السيبراني والتقنيات الناشئة، حتى تستمر الأجيال القادمة في جني فوائد الحرية والديمقراطية كما جنيناها نحن وما زلنا نجنيها.
والرسالة الأخيرة التي أريد أن أنقلها ونحن نختتم هذه الدورة من القمة من أجل الديمقراطية – هي أننا نعلم أن العمل الجاد هو ما ينتظرنا – لكننا نعلم أيضًا أننا على مستوى التحدي
ولأنني كما قلت من قبل، وكما أوضح هذا التجمع، فإن العالم الديمقراطي، فإن العالم الديمقراطي موجود في كل مكان.
إن الاستبداد لا يمكن أن يطفئ جذوة الحرية التي تشتعل في قلوب الناس في جميع أرجاء العالم. فهي لا تعرف الحدود. وتتحدث بكل اللغات.
إنها تحيا في اجتماعات مجالس البلدات- وفي انتخابات النقابات- وفي الأفعال الصغيرة التي تحدث كل يوم في العالم أينما يجتمع الناس لحل المشكلات وتجاوز الخلافات – وفي كل السبل التي يمكّن بها المجتمع المدني الأفراد لتكون لهم كلمة في القضايا التي تؤثر على حياتهم.
ولهذا، فإن الدفاع عن الديمقراطية يتطلب جهدًا جماعيًا من المجتمع.
وباعتبارنا قادة للحكومات، تقع علينا مسؤولية الاستماع إلى مواطنينا، وتقوية حواجز حماية الديمقراطية، ودفع الإصلاحات التي تجعل الحكومة الشفافة والخاضعة للمساءلة أكثر مرونة في مواجهة قوى الاستبداد البائسة، وأولئك الذين يضعون السعي المجرد للحصول على السلطة في مرتبة أعلى مما فيه الصالح العام.
كما تعلمون، فإن علينا أن نعمل جميعًا مع القطاع الخاص من أجل القضاء على الفساد وأن نبني نظمًا اقتصادية تكون أكثر إنصافًا، حيث يمكن أن يشارك المزيد من الناس في الفوائد.
علينا أن نمكّن مواطنينا بحيث يستطيعون محاسبتنا جميعًا طبقًا لأسمى مثلنا ومبادئنا- وأن نتأكد من أن أفعالنا تتماشى مع أقوالنا.
وفيما نختتم أول لقاء لنا، دعونا جميعًا نكرر التأكيد على أن المستقبل سيكون ملكًا للذين يحتضنون الكرامة الإنسانية، وليس لأولئك الذين يقمعونها.
للذين يطلقون العنان لقدرات شعوبهم – وليس للذين يسحقونها.
والذين يمنحون شعوبهم القدرة على التنفس بحرية – وليس للذين يسعون لخنق شعوبهم بقبضة حديدية.
وكما كتب الشاعر الأيرلندي سيموس هيني –” مرة واحدة في العمر، يمكن أن ترتفع موجة المد العارمة للعدالة -التي طال الشوق إليها، وأن يردد صداها الأمل والتاريخ.”
وموجة المد العارمة هذه لا تأتي من فراغ. إنها لا تحدث بالصدفة. إنها تحدث لأن الشعب يطلق العنان للقوة التي لا تُقاوم لأحلامه وتصميمه.
إن الديمقراطية هي التي تجعل من الممكن للتاريخ والأمل أن يردد الصدى.
واليوم، إن التاريخ والأمل يكمنان بين أيدينا. فلننهض جميعًا لمواجهة هذا التحدي- معًا. شكرًا لكم.
للاطلاع على النص الأصلي: Remarks by President Biden at the Memorial Service of Senator Robert J. Dole