الديناميات السياسية الأميركية وأفغانستان
الاستماع للمقال صوتياً
|
السياسة الأميركية في أفغانستان: رؤى من مقابلة نيويورك تايمز مع حقاني
الدكتور عبيد الله البرهاني
تشكل المقابلة الأخيرة لسراج الدين حقاني مع نيويورك تايمز لحظة هامة، تأتي في وقت حساس بينما تقترب الولايات المتحدة من انتخابات رئاسية حرجة. وهذا يثير سؤالًا أساسيًا: ما هي العلاقة بين العملية الانتخابية الأمريكية والأوضاع في أفغانستان؟
هناك عدة عوامل تستدعي النظر في هذا التحليل:
تلعب الولايات المتحدة، بصفتها قوة عالمية بارزة، دورًا كبيرًا في الشؤون الدولية. إن سياساتها لها تأثيرات عميقة على السياسة العالمية، وأفغانستان كانت محورًا للاهتمامات الاستراتيجية الأمريكية على مدى العقدين الماضيين. وقد شمل ذلك وجودًا عسكريًا كبيرًا واستثمارات ملحوظة، خاصة في سياق الحرب على الإرهاب. حتى بعد اتفاق الدوحة، لا يزال الانخراط الأمريكي في أفغانستان بارزًا.
أفغانستان قضية محورية في الحملة الرئاسية الأمريكية، تؤثر بشكل كبير على نقاشات المرشحين. ومع تاريخ يمتد لعشرين عامًا من التورط العسكري، ظهرت مناقشات حول الموارد العسكرية، حقوق المرأة، الهياكل الحاكمة، ومكافحة الإرهاب كمواضيع أساسية. علاوة على ذلك، فإن الحاجة لمواجهة نفوذ دول مثل الصين وروسيا تعزز من أهمية أفغانستان في الخطاب السياسي الأمريكي.
في هذا السياق، تحمل مقابلة حقاني مع وسيلة إعلام مرموقة دلالات متعددة. إن نيويورك تايمز، بقراءتها العالمية الواسعة، تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الرأي العام والسياسة الأمريكية. إن تأثير حقاني في الحكم الأفغاني والمشهد السياسي لا يمكن التقليل منه؛ حيث يُنظر إليه كفاعل رئيسي في النقاشات الجارية.
علاوة على ذلك، تشير تقارير حديثة إلى أن حقاني قد اجتمع مع الشيخ زايد آل نهيان، زعيم الإمارات، رغم القيود المفروضة على السفر. وقد لعبت الإمارات، الحليف للولايات المتحدة، إلى جانب قطر، دورًا داعمًا في أفغانستان خلال الوجود الأمريكي. كما قامت الإمارات باستثمارات كبيرة في البلاد وتحافظ على علاقات قوية مع طالبان، مما يعزز الروابط الدبلوماسية لشبكة حقاني. يجدر بالذكر أن الإمارات أصبحت وجهة لآلاف الأفغان الذين استثمروا موارد كبيرة وأسسوا أعمالًا هناك، مستفيدين من بيئة مستقرة.
نظرًا للمستقبل، من المتوقع أن تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة على وضع استراتيجية شاملة لأفغانستان بعد الانتخابات. قد تشير مقابلة حقاني إلى أن هناك عناصر داخل طالبان تحمل وجهات نظر معتدلة، وتظهر استعدادًا للانخراط دوليًا، وقادرة على إدارة فعالة. يمكن أن تسهم هذه الرسالة في تعزيز التغيير الإيجابي والالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في اتفاق الدوحة.
يجب على طالبان إعادة تقييم تحالفاتها مع الفصائل المتطرفة، إذ إن مثل هذه الروابط لا تخدم مصالح أفغانستان، أو المنطقة، أو المجتمع الدولي. يجب استكشاف استراتيجيات بديلة، تتجاوز الحلول العسكرية، لخلق بيئة تعزز من الشرعية الداخلية والعلاقات الخارجية.
على الرغم من انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان، فإن الالتزام الأمريكي بالمنطقة لا يزال قائمًا. لا تزال أفغانستان تُعتبر منطقة استراتيجية حيوية، وتسعى الولايات المتحدة إلى إدماجها في المجتمع الدولي مع حكومة ملتزمة بحقوق الإنسان، والتعليم، وحقوق المرأة، وفقًا للالتزامات التي حددها اتفاق الدوحة.