آخر التحديثاتأبرز العناوينشخصيات مؤثِّرة

إيلون ماسك.. هل استحوذ على منصّة تويتر بهدف إنهائها؟

الاستماع للمقال صوتياً

واشنطن – WHIA

قبيل إتمامه لصفقة الاستحواذ على منصة تويتر بمبلغ 44 مليار دولار، دخل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مقر الشركة وهو يحمل حوض غسيل كرمز لخطته لإجراء الكثير من التعديلات على المنصة الشهيرة بدءاً بإلغاء عدد كبير من الوظائف.

وهاهو يتحرك سريعاً لوضع بصمته على الشركة فهو لا يكتفي بطرد عشرات الموظفين وإجبار آخرين على الاستقالة وحسب، بل هو يدفع ملايين الحسابات للإلغاء عبر عزمه على فرض تسعيرة 8 دولار مقابل العلامة الزرقاء.

إيلون ماسك مؤسس تيسلا للسيارات الكهربائية، وكذا تطبيق إكس دوت كوم والذي تحول إلى شركة بي بال، وشركة غزو الفضاء سبيس اكس، هو أغنى رجل في العالم بصافي ثروة تقدر بحوالي 320 مليار دولار، وهاهو يستحوذ على منصة تويتر ويحولها من شركة عامة الى شركة خاصة، أي أنه سيخرجها من أيدي المساهمين العامين ولن يتم تداول الأسهم في البورصات. وبهذا تصبح منصة التواصل الاجتماعي هذه ملكية خاصة بالكامل لصاحبها له السلطة الكاملة لوضع القواعد لها أو إزالتها أوتعديلها كما يشاء ولن يضطر إلى إجراء إفصاحات عامة ربع سنوية أو تدقيق تنظيمي إلخ ..

إيلون ماسك المثير للجدل نموذج تقليدي للملياردير العصامي، دأب على إثارة العالم بصدمات وصرعات إعلامية ليبقى مالئ الدنيا وشاغل الناس، ففي أغسطس 2018 تعرض ماسك للانتقادات عقب تدخينه الماريغوانا خلال حوار معه في بث تلفزيوني، وهو واجه تهمة التشهير بغواص بريطاني شارك في عملية إنقاذ(( فتية الكهف ))، وعندما يتلقى دعوة للإيمان بالخالق من لاعب سعودي سابق يجيبه: (( شكراً لك على مباركتي لكن لا مانع عندي من الذهاب إلى الجحيم لأن أغلبية البشر ستكون هناك))، وكثيرة هي تصريحات ماسك عن الفضائيين الموجودين بيننا، والذكاء الاصطناعي الأخطر من القنبلة النووية بينما كل أعماله وشركاته ومصانعه تعمل بالذكاء الاصطناعي، وعن تضخيم أعداد ضحايا فيروس كورونا ورفضه لتلقي اللقاح بينما يظهر لاحقاً أنه وأفراد عائلته قد تلقوه بالفعل، كل هذا يظهر ضرر هذه التصريحات والمواقف على الرأي العام العالمي من حيث أن لدى ماسك 93 مليون متابع على تويتر حتى لو تبين أن أكثر من 23% من هذه الحسابات زائفة.

أثارت إجراءات ماسك على تويتر المخاوف بشأن مقاربته للمعلومات المضللة وخطاب الكراهية، حيث تشمل عمليات التسريح الجماعية موظفين معنيين بشؤون حقوق الإنسان والأخلاقيات والتنظيم في تويتر وهو بذلك يضرب البنية الأساسية لتويتر كمنصة للتواصل الاجتماعي الحر.

ماسك الذي غرد بأن سعيه للاستحواذ على منصة العلامة الزرقاء هو(( لخدمة الإنسانية)) و((لا يتعلق بالمال)) هو نفسه الذي يسلك اليوم مسار تضييق لم يسبق أن شهدته مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن ضمن تعديلاته أن يسدد أصحاب الحسابات المغردون 8 دولار شهرياً لتطبيق تويتر، وهذا يعني حكماً أن من يملك المال لتغطية تغريداته باستطاعته أن يدفع المبلغ وينتحل صفة أو ينشر أخباراً كاذبة أو خطاب كراهية.

وإذا كان ماسك استخدم الحسابات الكوميدية التهكمية أو ما يعرف باسم ((Parody)) في ردوده على منتقدي ال (( 8 دولارات)) مقارناً بين سعر كوب الستارباكس وشهرية العلامة الزرقاء، فهو في نفس الوقت لا يخفي ضيقه وغضبه من مستخدمي البارودي في تغريداتهم ويلاحقهم بتعليق حساباتهم.

يقول بروس دايزلي نائب رئيس تويتر السابق “ماسك لا يعرف ما الذي يفعله وهو يثير قلق الجميع وهو يتاجر بشرعية المصادر التي تم التحقق منها مقابل مصروف الجيب وهذا إجراء غير ديمقراطي”، وذلك في إشارة إلى فرض مبلغ الثمانية دولارات.

باحثون في جامعة تانتس الأمريكية توصلوا إلى أن منصة تويتر تسير مساراً خاطئاً تحت قيادة إيلون ماسك، وفي وقت غير مناسب، فيما يسعى تحالف NAACO الذي يضم أكبر 20 معلناً على المنصة لإخبار ماسك أنهم سيوقفون الإعلانات إذا تابع خططه لتقويض معايير مجتمع الشبكة الاجتماعية والاعتدال في المحتوى، فهل هذا سيخيف ماسك؟

الإجابة بلا على الأغلب، بل إن هذا المسعى يتوافق مع سياسته الظاهرة من حيث أن الاستحواذ على المنصة هو لتخريبها وليس لتنشيطها، وهو يرفع شعار (( تويتر سيء ولكنه الأفضل)).وهو يوجه تحذيراً في أول بريد رسمي له لموظفي تويتر مؤكداً أنها قد تعلن إفلاسها!

استحواذ ماسك على تويتر هو رمز لهجمة المال الفائض القوة على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ضريبة باهظة الثمن للحرية فمن آثارها الجانبية أنها تولّد عباقرة أو شياطين أو عباقرة-شياطين.

زر الذهاب إلى الأعلى