آخر التحديثاتأبرز العناوينبوّابة سوريا

الصدر وحكومة محمد السوداني .. انسحاب تكتيكي أم استعداد للجولة الثانية؟

الاستماع للمقال صوتياً

بغداد/ وايتهاوس أن أرابيك

تقدمت الكتل السياسية العراقية، خطوة نحو الأمام باختيار عبداللطيف رشيد، رئيساً جديداً للجمهورية، ومحمد شياع السوداني، رئيساً للحكومة المقبلة، في ظل اعتراض شديد اللهجة من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وصوت المجلس النيابي، في جلسة حاسمة عُقدت الخميس الماضي، لصالح رشيد، على حساب المرشح الرئيس السابق، برهم صالح، وهو المرشح الرسمي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة بافل جلال طالباني.

وفي نفس الجلسة كلف الرئيس العراقي الجديد، المرشح عن قوى الإطار التنسيقي، المدعومة من إيران، محمد شياع السوداني، بتشكيل الحكومة الجديدة، فيما يبدو أن المحاصصة والتوافقية ستكون حاكمة على الجميع، خاصة وأن الحكومة الحالية هي مؤقتة، ومهمتها تنظيم انتخابات مبكرة، تسمح للبرلمانيين التابعين لمقتدى الصدر بالعودة مجدداً إلى المجلس النيابي.

موقف الصدر

ولم يمهل الصدر خصومه السياسيين إلا يومين، حتى شن هجوما لاذعاً على حكومة السوداني، ووصفها بأنه “مليشياوية”.

و قال الصدر في بيان: “إذ نشجب ونستنكر قمع صوت الشعب الرافض لإعادة العراق للمربع الأول، ونستنكر العصيان الصريح للتوجيهات الشرعية والوطنية الصادرة من أعلى المستويات من داخل العراق أولا ومن خارجه ثانيا، فإننا نوصي بعدم تحوّل العراق إلى ألعوبة بيد الأجندات الخارجية، وأن لا يتحوّل السـلاح إلى الأيادي المنفلتة، وأن لا تتحول أموال الشعب إلى جيوب وبنوك الفاسدين”.

وشدد الصدر على رفضه القاطع والواضح والصريح “لاشتراك أيٍ من التابعين لنا ممن هم في الحكومات السابقة أو الحالية أو ممن هم خارجها أو ممّن انشقوا عنّا سابقا أو لاحقا، سواء من داخل العراق أوخارجه أو أي من المحسوبين علينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بل مطلقا وبأي عذر أو حجة كانت في هذه التشكيلة الحكومية التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسـدين وسلطتهم ممن لا همّ لهم غير كسر شوكة الوطن وإضعافه أمام الأمم”.

وعلى رغم الانتقاد الشديد من قبل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، لحكومة السوداني، لكنه لم يوجه أنصاره، بالوقوف ضدها، أو التظاهر، في المنطقة الخضراء، للحيلولة دون عقد جلسة للبرلمان لتمريرها، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، على المدى المتوسط، والبعيد، خاصة وأن الصدر، اعتاد على تحريك الجماهير، والمشاركة في السلطة وكذلك في المعارضة.

قلق من تحرك صدري

وبدت الأوساط السياسية العراقية، قلقة من اي تحرك للصدر، أو توجيه لأنصاره، بالنزول إلى الشوارع، لذلك أسرعت في تكليف السوداني بتشكيل الحكومة، كما يُتوقع أن يقدم الأخير حكومته بأقرب وقت ممكن، تحسباً من أية احتجاجات صدرية.

وامتلكت قوى الإطار التنسيقي الآن، زمام المبادرة، وأدوات القوة، والمواجهة، بيدها، ما يجعل إمكانية تحرك الصدر ضدها، معقداً، وصعباً، وقد يُفسر على أنه خروج على الدولة والشرعية، ما يعني العودة نحو الصدامات المسلحة، والتناحر السياسي، الذي على طغى على المشهد خلال الأشهر الماضية.

خطوات، بدت غير مفهومة، حتى لأنصاره الذين أصيبوا بالإحباط، واليأس من عدم قدرة زعيمهم على الوجود السياسي بقوة، والمناورة، واستقطاب حلفاء قادرين على المضي معه في مشروعه الذي ذهب أدراج الرياح وهو “حكومة أغلبية وطنية”، لكن الانسحاب من البرلمان، وترك الساحة بيد حلفاء إيران، طرح العديد من الأسئلة حول استراتيجية الزعيم الديني، الذي يحظى بشعبية جماهيرية واسعة، ولديه القدرة على تغيير الخارطة السياسية.

الآن.. يبدو أن الصدر، سيدخل في سبات وصمت، بشأن الوضع السياسي، وترقب ما ستؤول إليه الأمور، وفيما إذا كانت مجريات الحالة السياسية تسير وفق المخطط له، وهو الانتخابات النيابية المبكرة، وفيما عدا ذلك، فإن الساحة العراقية موعودة بالمزيد من الاحتقان والاحتجاجات الصدرية.

زر الذهاب إلى الأعلى