آخر التحديثاتمقال الرأي

لجنة خاصة في الكونغرس لمواجهة الصين

الاستماع للمقال صوتياً

بقلم كيفن فريكينج وإلين كنيكمي – أسوشيتد برس

ترجمة المهندس بسام أبوطوق – وايتهاوس إن أرابيك

شكل مجلس النواب الأميركي لجنة خاصة مكرسة لمواجهة الصين، بدأت عملها يوم الثلاثاء المنصرم بجلسة استماع، حيث عرّف رئيس هذه اللجنة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على أنها”صراع وجودي حول كيف ستبدو الحياة في القرن الحادي والعشرين”.

واستجابة لقلق البعض من أن جلسات الاستماع قد تصعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، سعى المشرعون إلى إظهار الوحدة وأوضح كبير الديمقراطيين في اللجنة أنه لا يريد “صراع الحضارات” بل سلامًا دائما.

منذ سنوات تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرض كلا البلدين رسوما جمركية انتقامية على مجموعة من الواردات خلال فترة حكم الرئيس دونالد ترامب.

وقد أدى رد الصين الغامض على جائحة كوفيد 19، و تعديها على تايوان، والتحليق الأخير لمنطاد تجسس فوق الولايات المتحدة، إلى تأجيج رغبة المشرعين في بذل المزيد من الجهد لمواجهة الحكومة الصينية. ومن المتوقع أن تكون اللجنة القيادية الجديدة للحزب الشيوعي الصيني في مركز اهتمامهم خلال العامين المقبلين.

افتتح رئيس اللجنة، النائب مايك غالاغر، وهو جمهوري من ويسكونسن، جلسة الاستماع بالدعوة لاتخاذ إجراء، مشيرا إلى صعوبة إيجاد أرضية مشتركة بشأن التشريعات التي تركز على الصين، وإلى إن الحكومة الصينية وجدت أصدقاء في وول ستريت وفي جماعات الضغط بواشنطن، وهم على استعداد لمعارضة جهود اللجنة. وصرّح غلاغر: “الوقت ليس في صالحنا. فلمجرد أن هذا الكونجرس منقسم، لا يمكننا تحمل إضاعة السنتين القادمتين في البقاء في طي النسيان التشريعي أو ممالأة الصحافة، يجب أن نتصرف”.

غالاغر سيعمل من خلال اللجنة لرعاية العديد من مشاريع القوانين في العامين المقبلين وإصدار مجموعة من التوصيات بشأن السياسات طويلة الأجل. يبدو أن غالاغر يحظى بتأييد ودعم الديمقراطيين حتى الآن، فنتيجة التصويت على إنشاء اللجنة من الحزبين، 365-65.

وفيما أعرب المعارضون من الجانب الديمقراطي عن قلقهم من أن اللجنة قد تثير زيادة أكبر في جرائم الكراهية ضد الآسيويين، قال غالاغر إنه ملتزم بضمان التركيز على الحزب الشيوعي الصيني، وليس على شعب الصين.

وقال النائب رجا كريشنامورثي، وهو ديمقراطي بارز في اللجنة، إن كلا من الجمهوريين والديمقراطيين قد استخفوا بالحزب الشيوعي الصيني الذي يهدف إلى اتباع سياسات اقتصادية وتجارية تقوض الاقتصاد الأمريكي. وقال: “لا نريد حربا مع (جمهورية الصين الشعبية) لا باردة ولا ساخنة،لا نريد صدام الحضارات، لكننا نسعى إلى سلام دائم ولهذا السبب علينا ردع العدوان”.

من بين شهود جلسة الثلاثاء مستشاران سابقان لترامب: ماثيو بوتينجر، نائب مستشار الأمن القومي الذي استقال مباشرة بعد تمرد 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول الأمريكي، وماكماستر الذي كان مستشار الأمن القومي.

قدم بوتينجر وماكماستر تقييمات شاملة لما قالا إنه التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة من الصين، تراوح ذلك من محاربة تأثير TIKTOK على خطاب الأمريكيين عبر الإنترنت، والحد من هيمنة الصين على سلاسل التوريد، إلى دعم تايوان في مواجهة الجيش الصيني.

قال بوتينجر إن التركيز الرئيسي في شهادته كان لفت النظر إلى الكيفية التي أصبحت بها الولايات المتحدة راضية جدا عن الوضع الحالي، وقال: “قبل أن نأخذ زمام المبادرة، علينا الرد على حقيقة أن مصلحتنا الوطنية قد تم تقويضها بشدة على مدار ربع القرن الماضي”.

تحدثت تونغ يي، وهي ناشطة صينية، خلال جلسة الاستماع عن مخاوفها بشأن حقوق الإنسان، حيث تم القبض عليها في التسعينيات بعد أن عملت كمترجمة لمعارض بارز حث الولايات المتحدة على ربط التجارة بأداء الصين في مجال حقوق الإنسان. أمضت تسعة أشهر في الحجز قبل أن يُحكم عليها بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة “الإخلال بالنظام الاجتماعي” وإرسالها إلى معسكر عمل، حيث قالت إن السلطات نظمت سجناء آخرين لضربها. وقالت تونغ يي: “في الولايات المتحدة، نحتاج إلى مواجهة حقيقة أننا ساعدنا في إطعام تنين صغير وهو الحزب الشيوعي الصيني حتى ينمو إلى ما هو عليه الآن “.

سكوت بول، رئيس تحالف شكلته بعض شركات التصنيع ونقابة عمال الصلب المتحدة، قدّم شهادته في الجلسة وقال: “إن 51 عاما من طريقة التفكير بالتمني للقادة الأمريكيين، قد فشل في تغيير الديناميكية التي يمثلها الحزب الشيوعي الصيني الذي يشكل خطرا واضحا وقائمً على أمريكا، بعمالها، مبتكريها، وأمننا القومي”.

تأتي جلسات الاستماع في وقت يتصاعد فيه التنافس والتوتر بين الصين والولايات المتحدة. يعمل الجانبان – الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة، والصين من جهة أخرى، على تعزيز مواقعهم العسكرية في المحيطين الهندي والهادئ في حالة حدوث أي مواجهة بشأن تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي تدعي الصين أنها أراضيها.

في الصيف الماضي، أطلقت السفن والطائرات الحربية الصينية صواريخ فوق تايوان أثناء التدريبات العسكرية الصينية المكثفة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي إلى حليف الولايات المتحدة، رفضت حكومة الرئيس شي جين بينغ في ذلك الوقت تصريحات الرئيس جو بايدن بأن إدارته لا تسيطر على تصرفات المشرعين الأمريكيين.

وقبل ثلاثة أسابيع، استخدمت إدارة بايدن صاروخ Sidewinder الذي أطلقته طائرة F-22 لإنهاء رحلة ما تقول الولايات المتحدة إنه منطاد تجسس صيني عملاق خلق مخترقا أجواء الأراضي الأمريكية.

استحوذ الحادثان، وخاصة المنطاد، على اهتمام الرأي العام الأمريكي والسياسي، وأثارا الجدل حول كيفية التعامل مع الصين.

قال مايكل سوين، محلل الدراسات الأمنية الصينية في واشنطن، عن لجنة غالاغر: “إنه مؤشر آخر على التدهور في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين”، وأضاف: “إن جلسات الاستماع ستضيف إلى الضغط السياسي على بايدن لاتخاذ موقف متشدد”.

أما رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، وهو جمهوري من كاليفورنيا، فقد أفاد إنه عمل مع الزعيم الديمقراطي النائب حكيم جيفريز وهو ديمقراطي من نيويورك، في تشكيل اللجنة وأن إخفاقات الولايات المتحدة مع الصين هي نتيجة عدم التحدث “بصوت واحد”. وقال ماكارثي: “نحن بحاجة إلى التحدث بصوت واحد للجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. أعتقد أنه عندما تنظر إلى غالاغر والعمل الذي يقوم به، سنتأكد بأننا نسير بخطى ثابتة، وأعتقد أن كل أمريكا ترغب في ذلك إلى حد كبير”.

بسام أبو طوق

مهندس وكاتب سوري - كندي مقيم في مونتريال
زر الذهاب إلى الأعلى