حدث اليوم

اسرائيل تضرب جنوب دمشق وروسيا تستمرّ بقتلها المدنيين في الشمال

الاستماع للمقال صوتياً

WP/WHIA

لا يكاد يمضي يوم واحد منذ 11 عاماً إلا وكان فيه السوريون يعيشون تحت مقصلة القتل والتدمير والملاحقات على سبل الحياة والعيش من قبل النظام السوري أو الميليشيات الداعمة له، أو حتى من الجيوش النظامية المتواجدة على أرضه وتعتدي على المدنيين الأبرياء من السوريين.

فقد لقي ما لا يقل عن 10 أشخاص مصرعهم في سوريا خلال الليل وصباح اليوم، إثر ضربات إسرائيلية على العاصمة في الجنوب وضربات روسية في شمال غرب البلاد.

وأفادت وكالات الأتباء عأن ضربات إسرائيلية تركزت في مرتفعات الجولان المتنازع عليها بعد منتصف ليل الجمعة بقليل، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة آخرين وإلحاق أضرار مادية.

ويتهم النظام السوري عادة إسرائيل بشن ضربات جوية تستهدف منشآت عسكرية، ومستودعات أسلحة ومواقع أخرى، وهي بالفعل مواقع خاضعة لسيطرة ميليشيات إيران التي هي السيب الحقيقي في استهداف ومقتل وهجرة ملايين من السوريين.

وفي الشهر الماضي، استهدفت الضربات الجوية التي نسبتها الحكومة إلى إسرائيل مطار سوريا الرئيسي في العاصمة دمشق، مما ألحق أضرارًا بالغة بالمدارج وقاعة واحدة على الأقل في صالة المطار.

على الجانب الآخر من البلاد في ريف إدلب الشمالي الغربي، قتلت غارات جوية روسية سبعة مدنيين، بحسب ما نقلت الفرق التطوعية “الخوذ البيضاء”.

وقال المكتب الإعلامي للخوذ البيضاء، لصحيفة واشنطن بوست: إن “إحدى الضربات دمرت مبنى متواضعا في بستان زيتون كان سابقا مزرعة دجاج، مما أسفر عن مقتل أربعة أطفال من عائلة واحدة، كما قتلت غارة أخرى رجلين اقتربا من مكان الحادث بعد الهجوم الأول”.

وتظهر الصور التي نشرتها المجموعة مبنى مدمرا مع الركام والبطانيات والوسائد الملونة تتناثر.
كما تظهر جثة فتاة، نصف جسدها يبرز من تحت الأنقاض، معصمها مزين بأساور ذهبية.
وكانت أخرى قريبة من عمها الملطخ بالدماء، وهو جالس حافي القدمين، يراقب أفراد الدفاع المدني وهم يؤدون عملهم.
وفي ذات الوقت، ضرب هجوم آخر منازل مدنية قريبة، مما أسفر عن مقتل رجل على دراجة نارية، على حد قول فريق الخوذ البيضاء.

وروسيا من أشد المؤيدين لنظام بشار الأسد، الذي جعله قمعه الوحشي للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عام 2011 منه إلى حد كبير منبوذاً عالمياً.

وكان التدخل العسكري الروسي في عام 2015 بمثابة شريان حياة للأسد، الذي فقد في ذلك الوقت مساحات شاسعة من سوريا، لكنه استعاد منذ ذلك الحين الكثير من الأراضي التي فقدها.

ويستضيف الجيب، الذي يمتد عبر محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، ما يقرب من 4.5 مليون شخص، العديد منهم نزحوا عدة مرات بسبب الحرب، حيث تسيطر الجماعات المسلحة المعارضة على المنطقة، وقد أدى تدهور الظروف المعيشية العامة إلى وجود 4.1 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وأصبحت الضربات الجوية مشهداً يومياً للسوريين الذين يعيشون في تلك المنطقة، مثل الأطفال الصغار الذين نشأوا في الحرب التي دامت عقدًا من الزمن، لكن إدلب مرت بفترة من الهدوء النسبي في الأشهر القليلة الماضية، بعد غارة شنتها القوات الخاصة الأمريكية في فبراير /شباط على منزل أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية.

وفقًا للنتائج التي توصلت إليها مجموعة حقوقية هذا الأسبوع، فقد نفذت الحكومتانفي دمشق وموسكو عشرات الغارات الجوية على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في سوريا منذ عام 2013 – وهو نمط من الهجمات غير القانونية التي قصفت فيها روسيا وسوريا مواقع يتجمع فيها المسعفون، مثل الخوذ البيضاء لمساعدة ضحايا الهجمات.

زر الذهاب إلى الأعلى