أميركا لا تسيطر على نفط سوريا بل تحميه
الاستماع للمقال صوتياً
|
قراءة سياسية للعلاقات الأميركية السورية
تقرير أعدّه فريق شباب برو الإعلامي
أقامت منصة فريق “شباب برو”، مساء الأحد، ندوة بعنوان: “قراءة سياسية للعلاقات الأميركية السورية” قدّمتها السياسية السورية- الأمريكية مرح البقاعي، وذلك ضمن سلسلة الندوات والتدريبات التي تقيمها المنصة، وضمن مسار تعزيز المشاركة السياسية للشباب.
بدأت الندوة بتعريف بشخصية البقاعي، من قبل المنسقة عائشة صبري، لتبدأ البقاعي حديثها حول أهمية أن يتفهّم الشباب سياقات السياسة الأمريكية في سوريا، ودورها في دعم القضية السورية العادلة، وتطور العلاقة الأمريكية السورية على ثلاثة مستويات: السياسي والإنساني والعسكري.
قالت البقاعي: إنَّ أول دعم سياسي تلقاه السوريون الأمريكيون كان عبر لقاء مباشر مع وزيرة الخارجية هيلاري كيلنتون، في مطلع الثورة السورية عام 2011. وتم نشر صورة رسمية جماعية للمعارضة والوزيرة بشكل واسع في الإعلام الدولي لترسل رسالة قوية عن تصميم واشنطن على دعم المعارضة السورية، فأمريكا داعمة للملف السياسي السوري منذ ذلك الحين، هذا فضلاً عن فرض العقوبات الأمريكية على بشار الأسد وحلفائه.
وأفادت عن دعم الولايات المتحدة تشكيل مجموعة “أصدقاء سوريا” التي ضمت 134 دولة اعترفت بالحراك الثوري والسياسي السوري. وأول مؤتمر للمجموعة احتضنته العاصمة التونسية يوم 24 شباط 2012. مشيرة إلى أنَّ السبب الرئيسي لتغيير معادلة الثورة هو التدخل الروسي المباشر إلى جانب نظام الأسد في نهاية أيلول 2015.
وعلى المستوى الإنساني، تعتبر أمريكا من الدولة الأعلى داعما للشعب السوري، ومجموع ما قدمته إلى اليوم يبلغ 14.1 مليار دولار (مساعدات إنسانية)، 1.3 مليار دولار لتحقيق الاستقرار، حسب صفحة الوكالة الأميركية للتنمية الدوليةUSAID.
]ومن المساعدات الأمريكية عبر مؤسستي سامز ويوسم للإعاثة الطبية، بدعم يقدر بـ 134 مليون دولار بعد كارثة الزلزال.
تلى هذه المقدمة فتح باب الحوار مع “شباب برو” حيث حضر الندوة ما يريد على 400 شاب/ة، ومن الأسئلة كيف تدعم أميركا الثورة السورية سياسياً، فأكدت البقاعي أنَّ الموقف الأمريكي ثابت لدعم الملف السوري عبر مؤسسات المعارضة (الائتلاف الوطني، الحكومة المؤقتة، هيئة التفاوض/اللجنة الدستورية) وكذا عبر المجتمع المدني السوري حتى تحقيق أهداف الثورة.
وأشارت إلى أنَّ العقوبات الأمريكية (آخرها قانون الكبتاغون الصارم جداً) لا تؤثر سوى على شخصيات النظام، وليس على المدنيين ضرر منها كما تروج ماكينة النظام الإعلامية الداعية مؤخراً لرفع العقوبات عنه. فيما لم تمنع أمريكا تطبيع الدول مع الأسد لكنَّها أكدت أنَّها لن تكون جزءاً من هذا التطبيع حتى يمتثل الأسد للقرارات الدولية وأبرزها 2254.
وعن كيفية تجاوز أمريكا وأوروبا مجلس الأمن الدولي في دعم القضية الأوكرانية بينما في سوريا تتحجج بالفيتو الروسي- الصيني؟، أجابت البقاعي بأنَّ الإرادة الدولية تصطدم بالفيتو الروسي بمجلس الأمن. أما الإرادة الأميركية فتتعلق بحكومات معينة، وباختلاف الحكومات الأمريكية اختلف الدعم لسوريا خاصة العسكري، حتى جاء التدخل الروسي العسكري ليشكل عقبة رئيسة أمام مسيرة الثورة.
وأوضحت أنَّ الدعم العسكري الأمريكي كان عبر التحالف الدولي لقتال “داعش” بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية في العام 2015، حتى تم القضاء على التنظيم. وما قبله كان الدعم للجيش الحر عبر غرف “الموك والموم”، وحالياً الدعم موجود لـ”جيش سوريا الحرة” في منطقة التنف بريف حمض.
وعن سيطرة أمريكا على آبار النفط شرق سوريا، نفت البقاعي هذا الموضوع، معتبرة أنَّ أميركا لا تسيطر على النفط السوري ولا يدخل في ميزانيتها كما يشاع، بل هي تحميه من سيطرة النظام أو “داعش”.
وعن تأخير دخول المساعدات الدولية إلى الشمال السوري بعد كارثة الزلزال، عزت البقاعي الأمر إلى عدم فتح المعابر الحدودية في تركيا، وعندما فتحت كان الوقت متأخراً لإنقاذ الضحايا. ولا ترى البقاعي أي مصلحة لأمريكا ببقاء بشار الأسد في الحكم، مشددة على أهمية دور الشباب في التغيير وأهمية منصة شباب برو لتحقيق ذلك.
وصفت البقاعي الوضع السوري بالمعقد جداً بسبب عدد الدول والجيوش المتدخلة على الأرض وانتشار الميليشيات، ما يجعل الدول عاجزة عن إيجاد حل، ويحتاج حلاً إقليمياً بقيادة عربية.
وتؤكد البقاعي على أهمية الدور العربي في مبادرة سلام شاملة لإيجاد خرق لحال الركود السياسي في منطقة الشرق الأوسط لما فيه مصلحة الشعوب وليس الحكومات.
وعن سؤال عدم تحرك فعلي أمريكي لإسقاط الأسد، أفادت البقاعي أنَّ السبب يعود إلى عقد تاريخية تشكلت لدى الأمريكيين من التدخل العسكري المباشر، فهم لا يريدون تكرار السيناريو العراقي.
في ختام الجلسة أعرب الشاب ديبو فلاحة عن معاناة الشباب في الشمال السوري وتأكيده على الحاجة للتكاتف لإيجاد بديل عن الأجسام المعارضة الموجودة لتغيير الخارطة السياسية السورية، وأثنى الجميع على حديثه، فيما أفاد مدير منصة شباب برو، وسيم الحاج مدير منظمة GLOCA عن أهمية دور الشباب في فهم جميع السياقات ومن عدة وجهات نظر لفهم أعمق ومساهمة فاعلة في رسم الحل السياسي لمستقبل لسوريا.
من هو شباب برو؟
هو مجتمع شبابي افتراضي للتفاعل والتواصل وبناء قدرات الشباب السوري، يضم آلاف السوريين من الطلبة الجامعيين والخريجين المقيمين داخل سورية من عمر 18-39 سنة، يهدف لدعم قدرات الأعضاء في مجالات قيادية وسياسية وتقنية شاملة وصولاً لزيادة تأثيرهم وتعزيز دورهم واستثمار طاقاتهم في بناء المجتمع السوري والتأسيس لسوريا المستقبل.
مرح البقاعي في سطور:
مرح البقاعي أكاديمية ومستشارة في السياسات الدولية وأستاذة جامعية. هي سوريّة ـ أميركية ولدت في العاصمة دمشق وتعيش في عاصمة الولايات المتحدة الأميركية واشنطن منذ 25 عاماً.
الحياة المهنية:
البقاعي مؤسسة ومديرة تحرير منصة وايتهاوس إن أرابيك وهي عضو رابطة صحافيي البيت الأبيض في واشنطن.
-عملت مسؤولة برنامج الدبلوماسية العامة في قسم الشرق الأوسط والأدنى في أكاديمية الدبلوماسيين التابعة لوزارة الخارجية الأميركية.حازت قي 23-7-2012 على الجائزة التقدبرية لوزارة الخارجية عن دورها في نطوير برنامج الدبلواسية العامة الخاص بمنطقة الشرق الأوسط.
شغلت البقاعي موقع كبيرة المستشارين في قسم الإعلام الدولي التابغ لوزارة الخارجية الأميركية.
عملت البقاعي أستاذة للغة العربية في جامعة ميريلاند في واشنطن، وأستاذة لمادة الإسلام المعاصر في جامعة جورجتاون ـقسم ادراسات المستمرّة.
الجوائز التقديرية:
في العام 2019 انتخبت واحدة من 200 امرأة عربية مؤثرة في الشرق الأوسط من جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة.اختيرت في العام 2018 عضواً في اللجنة الدستورية السورية للأمم المتحدة.
حازت في العام 2015 على جائزة تقديرية من الخارجية الأميركية لدورها في تعليم الللاجئين السوريين في الولايات المتحدة الأميركية.انتخبت في العام 2012 في المرتبة 5 بين الـ 10 سيدات عربيات الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط.، وحازت على 149 ألف صوت في استفتاء جماهيري مفتوح أجرته مجلة الأهرام العربي المرموقة.
البقاعي حائزة على جائزة وزارة الخارجية الأميركية لبرنامج الدبلوماسية العامة للعام 2012.
اختيرت في العام 2009 من قبل ناشر كتاب “أبرز معالم وشخصيات واشنطن” كواحدة من أبرز الشخصيات التي أثْرت الحوار العربي ـ الإسلامي الأميركي وساهمت في تفعيله على المستويين الثقافي، ومستوى الدبلوماسية العامة.
اختيرت في العام 2007 ضمن قائمة أفضل أساتذة مادة الشرق الأوسط في الجامعات الأميركية حسب “منبر الشرق الأوسط” الأميركي.اختيرت البقاعي من مؤسسة أطلس للأبحاث في واشنطن للقب: المرأة المفكّرة الريادية من الشرق الأوسط للعام 2007.