آخر التحديثاتأبرز العناوينحوار خاص

المستشار حازم الغبرا: السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لم تعد فاعلة ومحفِّزة بل منفعلة

الاستماع للمقال صوتياً

واشنطن – حوار خاص

Figure of the Week -WHIA

المستشار حازم الغبرا لمنصة البيت الأبيض بالعربية:
** هاريس وترامب لا يملكان خطة واضحة لأول 100 يوم

** السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لم تعد فاعلة ومحفّزة بل منفعلة
** واشنطن تحتاج إلى إعادة بناء التحالفات مع السعودية والإمارات قبل أن تخسرها إلى الأبد
** تظل إيران عدواً، ليس باختيارنا، ولكن لأنها اختارت أن تكون كذلك
** لا يحتاج السلام إلى حوافز؛ بل يجب السعي لتحقيقه لقيمته الجوهرية
** يلزم أن تقرر الشعوب بنفسها في المنطقة السير قُدماً

شخصية الأسبوع التي سيحاورها ’البيت الأبيض بالعربية’ من واشنطن هو المستشار السياسي حازم الغبرا.

حازم الغبرا من مواليد العاصمة دمشق العام 1983. انتقل الغبرا إلى الولايات المتحدة العام 1999 حيث درس السياسة الدولية والاقتصاد. بدأ حياته المهنية العام 2003 ضمن الفريق الذي أسس قناة الحرة التلفزيونية الأميركية في العاصمة واشنطن. في العام 2006، انضم إلى وزارة الخارجية الأميركية، حيث شغل مناصب متعددة، وأصبح كبيرالمستشارين للدبلوماسية العامة في الشرق الأوسط بحلول العام 2016.
غادر الغبرا العمل الحكومي ليؤسس مجموعة ’فرونتيرز’ الاستشارية وشركة الغبرا القابضة، وهو عضو في الحزب الجمهوري في ولاية فرجينيا منذ العام 2001.

في السؤال الأول الذي وجّهه دين عايش مراسل البيت الأبيض بالعربية من نيويورك للمستشار الغبرا، حول المناظرة الرئاسية الأخيرة بين المرشحين السيدة كامالا هاريس ومنافسها السيد دونالد ترامب، ومن هو الفائز برأيه، وما التأثير الذي سيأتي به على السياسة الخارجية الأميركية، أفاد الغبرا: “كانت المناظرة الرئاسية مثيرة للاهتمام، لكني أعتقد أن الأمسية بأكملها كانت غير ملهمة. كنت أشجع ترامب، وكنت أشاهد المناظرة مع مجموعة كبيرة من الجمهوريين المؤيدين لترامب. إليكم ما أعتقد أنه حدث: بعد المناظرة الأولية مع بايدن والأداء الباهت لهاريس مع دانا باش، جاء ترامب غير مستعد. لقد دخل ليحقق فوزاً سهلاً، ربما كان يعتقد أنه سيكون فوزاً مباشراً”.
وتابع الغبرا “بصراحة، كان الأداء مقابل هاريس منخفضاً جداً، لدرجة أنه كان من السهل عليها أن تفاجئنا! لكن دعني أكون غير حزبي وأسلط الضوء على القضايا: لم يكن لدى أي من المرشحين أجندة واضحة أو خطة في المائة يوم الأولى من الوصول إلى البيت الأبيض، وهو أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة من الحملة. كان أسوأ جزء هو التركيز على أمور تافهة مثل المهاجرين الهايتيين الذين يأكلون القطط. أنا أستغرب.. نحن في العام 2024، وهذا هو مستوى الحوار العام؟!”.

WHIA: ننتقل الآن إلى ما هو أكبر تحدٍ تواجهه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط اليوم، وخاصة فيما يتعلق بإيران وإسرائيل، وكذا عن الشراكة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية؟
حازم الغبرا: منذ الحرب على الإرهاب، حوالي عامي 2003 و2004، توقفت السياسة الأميركية في المنطقة عن كونها فاعلة ومحفّزة وأصبحت منفعلة فقط. لقد تعاملنا مع قضايا مختلفة مثل الحوثيين وإيران، لكن نهجنا كان مجرد ردود فعل وحسب. نحن بحاجة إلى إعادة تقييم أولوياتنا. لقد ابتعدت الإدارة الحالية عن حلفاء لها على المدى الطويل مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أثناء محاولتها استرضاء إيران، وفشلت هذه الاستراتيجية.
نحن بحاجة إلى إعادة بناء هذه التحالفات قبل أن تضيع إلى الأبد. إن الوضوح في قيمنا وسياساتنا أمر ضروري لأن التناقض هو مشكلتنا الأكبر. تظل إيران عدواً، ليس باختيارنا، ولكن لأنها اختارت أن تكون كذلك. يظل الإرهاب تهديداً حقيقياً، وما زال أمامنا الكثير من العمل للقيام به.

WHIA: الانتخابات المقبلة سواء أسفرت عن فوز كامالا هاريس أو دونالد ترامب، كيف برأيك ستؤثر على العلاقات والمواقف القائمة في الشرق الأوسط؟
حازم الغبرا: هناك الكثير من الغموض حتى الآن، ولكن يمكننا أن نفترض أن إدارة ترامب الثانية ستواصل السياسات التي اتبعتها في الفترة 2016-2020، في حين من المرجح أن تواصل إدارة هاريس سياسات بايدن – هاريس الحالية.
إدارة بايدن كانت تدفع بصعوبة لفرض السياسات الأميركية في الخارج. بينماعلى النقيض من ذلك، كانت لدى إدارة ترامب سياسات وتوجهات أكثر وضوحاً، مثل اتفاقيات أبراهام وصفقة السلام في الشرق الأوسط. كان هناك وضوحاً أكثر في الرؤية، وهو ما نفتقر إليه حالياً.

WHIA: دعنا نتحدث عن إسرائيل وغزة. كيف تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن توازن بين علاقاتها ومصالحها في الشرق الأوسط والتزامها بحقوق الإنسان والديمقراطية؟
حازم الغبرا: إنها قضية معقدة. الولايات المتحدة ليست متداخلة بشكل مباشر على الأرض، وهناك الكثير من الضوضاء والارتباك في المفاوضات الدولية. نحن بحاجة إلى وقف الضوضاء، وجمع كافة الأطراف على الطاولة، والعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي.
تبدو الولايات المتحدة حريصة بشكل مبالغ فيه للتوصل إلى اتفاق، وهو ما يضعف موقفها. هناك حاجة إلى أهداف واضحة من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل لحل هذا الصراع بشكل فعال.

WHIA: بالانتقال إلى اتفاقيات أبراهام، كيف تعتقد أن الولايات المتحدة يمكن أن تبني عليها لتشجيع السلام في المنطقة مع مكافحة التطرف والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية؟
حازم الغبرا: اتفاقات أبراهام خطوة مهمة، ولكن يجب البناء عليها. لا ينبغي النظر إليها على أنها مجرد “مشروع لترامب” ولكن كمبادرة أميركية للسلام. تحتاج الولايات المتحدة إلى دعم وتوسيع هذه الاتفاقات باستمرار، مع التركيز على قصص النجاح في مختلف القطاعات. لا تحتاج إقامة السلام إلى حوافز؛ بل يجب السعي لتحقيقه لقيمة السلام الجوهرية.

WHIA: أخيرًا، ما هي الاتجاهات التي تعتقد أنها ستشكل العلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط على مدى السنوات العشر القادمة؟
حازم الغبرا: نحن عند مفترق طرق. إن الولايات المتحدة إما أن تستمر في اتخاذ مواقف ردود الفعل، فتسمح لأفعال الآخرين بتحديد سياساتها، أو أن تصبح أكثر استباقية وتدعم رؤية شرق أوسط أفضل. وهذا يتطلب أيضاً من شعوب المنطقة أن تقرر المضي قُدماً، مع استمرارالولايات المتحدة في تقديم الدعم، وخاصة في مجالات مثل الاقتصاد والتكنولوجيا.

زر الذهاب إلى الأعلى