آخر التحديثاتأبرز العناوينإيرانمقال الرأي

النظام الإيراني مازال ضمن محور الشّر

الاستماع للمقال صوتياً

أوهايو – مقال الرأي

رفعت الزبيدي

خلال اليومين الماضيين تابعتُ تحليلات متعددة الاتجاهات بخصوص إيقاع السلوك الإيراني  بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي و برفقة عدد من المسؤولين بمنطقة جبلية في شمال غرب البلاد يوم الأحد الماضي.

لو عدنا الى ثمانينيات القرن المنصرم نجد أن مسلسل الاغتيالات لقادة من الصّف الأول في قيادة الخميني قُتلوا في عمليات انتحارية قامت بها المعارضة الإيرانية مثل مقتل أكثر من سبعين عضوا في الحزب الجمهوري الإسلامي  بالإضافة الى رئيس الجمهورية محمد علي رجائي ورئيس وزرائه عام ١٩٨١ مع عدد آخر من المسؤولين في الحكومة وكانت حينها إيران في حالة حرب وخسائر في جبهات القتال مع العراق.

مع ذلك صمدت واستمر نظام الملالي في فرض قبضته الدموية على البلاد. ولعلّ من مرتكزات السلوك الإيراني السيئة الأخرى خارج حدودها الجغرافية مادة دستورية تتعلق بتصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى الدول الإسلامية والتي تعبّر عن شعوب تلك الدول بالمستضعفة تحت حكم الأنظمة العميلة والفاسدة بل والكافرة أيضا على حد معتقد قادة الثورة الإيرانية التي صادرها الخميني لنفسه ونظريته ولاية الفقيه المستنسخة من صاحبها حسين علي منتظري.

في حين نجد تفاصيل السلوك السيء في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل أجهزة النظام الإيراني ضد الإيرانيين واضحة خصوصا أن مكونات الشعب الإيراني أجمعت ومن خلال تياراتها السياسية على مواجهة النظام الى حد تبنّي العنف الثوري ضد أهم دعائم بقاء نظام ولاية الفقيه وهو الحرس الثوري الذي تخطّى واجباته خارج ايران لتشمل دولا مثل العراق ، سوريا ، لبنان واليمن. مما اوجب حالة من القلق الإقليمي والدولي لخطورة النظام الحاكم إلى الحد الذي وصفته إدارة الرئيس جورج دبليو بوش بمحور الشر.

هل مقتل إبراهيم رئيسي يغير من سلوك إيران؟ 

الحقيقة الاجابة على سؤالي من خلال شخصية الرئيس المقتول نفسه إبراهيم رئيسي. فقد اتهمته  جماعات حقوقية بالتورط في إعدام الآلاف من المعتقلين السياسيين من خلال عضويته في لجنة الموت ١٩٨٨ ،وكان يشغل قمة السلطة القضائية في إيران قبل توليه منصب الرئيس. كاريزما رئيسي تبدوا شخصية هادئة و ودود لكن سجلّه يفصح عن أمر آخر فهو من المحافظين المتشددين.

ورغم انفراج العلاقات الإيرانية مع دول الخليج لاسيما المملكة العربية السعودية لكن السلوك السيء في محور شرّه مستمر لا يتغيّر ولعل دعوة المرشد علي الخامنئي بالدعوة الى حج البراءة مع اقتراب موسم الحج لهذا العام يمثّل استفزازا لسيادة الدولة السعودية وانتهاك لحرمة فريضة الحج لدى المسلمين فلا علاقة بالفريضة مع ما يحدث في غزّة خصوصا ان المبادرات العربية مستمرة وفي حالة من النجاح الدبلوماسي لتفعيل حقوق الشعب الفلسطيني بحل الدولتين وإنهاء كافة أشكال العنف وجرائم الإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين. 

أعتقد أن السلوك الإيراني السيء لن يتوقف عند حد معين خصوصا في ظل تمدده داخل أربعة عواصم عربية ، بغداد ، دمشق، بيروت وصنعاء. هناك وسائل أخرى يمكن أن تجبره على تغيير سلوكه من خلال المعارضة الإيرانية إذا ما توحّدت استقطبت تأييدا إجماعا دوليا يفرض إرادته في احترام حق الشعب الإيراني في تقرير مصيره من خلال ممثليه الشرعيين ووفق خارطة طريق تعيد بناء الدولة الإيرانية بما يتوافق ومفاهيم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية لكل مكونات الشعب الإيراني.

فرض العقوبات على إيران لم يعد كافياً كما أعتقد ولابد من تطوير وسائل ردع أخرى. المعارضة الإيرانية أحد أهم هذه الوسائل.

رفعت الزبيدي

سياسي عراقي وكاتب في النظم والحقوق المدنية - خريج جامعة Grand Canyon University.

تعليق واحد

  1. الف نعم تسلم اماملك وحقيقة تحليل منطقي وقيك ويستند لمعلومات وتاريخ وسياسة

زر الذهاب إلى الأعلى