السعودية تنفرد بحركة سلام استباقي
الاستماع للمقال صوتياً
|
وايتهاوس إن أرابيك – رسالة المحرر
بقلم مرح البقاعي
قامت المملكة العربية السعودية بمبادرة هي أشبه باختراق سياسي يحرّك الركود في الشرق الأوسط، حين أبرمت اتفاقاُ مع إيران لتطبيع العلاقات، وبحضور وضمان من دولة الصين.
وقد أعطت المملكة العربية السعودية وإيران بعضهما البعض شهرين فقط لإثبات الجدية وحسن الالتزام بشأن الاتفاق المفاجئ يوم الجمعة لتطبيع العلاقات.
وقبل إعادة السفراء في البلدين إلى مناصبهم، من المرجح أن تناقش الدولتان سبل إنهاء ما يقرب من سبع سنوات من العداء، وهي مهمة كبيرة مقارنة بمدى تداعيات حال المواجهة التي كانت قائمة بينهما.
تحدث المصالحة فيما تجد إيران نفسها معزولة بشكل متزايد على المسرح العالمي، بينما تميل السعودية في مسار سياستها الخارجية لصالح الدبلوماسية بدلاً من المواجهة.
تحركت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة لإصلاح العلاقات مع خصومها الإقليميين.
وقد تراجعت الرياض عن السياسة الخارجية المتشددة التي تبنتها عندما دخل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المشهد السياسي بقوة، إثر أن تولى والده الملك سلمان العرش في عام 2015. فقد تصالحت مع تركيا، وانخرطت مجدداً في ملف سوريا، ودعمت وقف إطلاق النار في اليمن. لكنها تركت أصعب الملفات، وربما الأهم من ذلك كله، حتى النهاية، وفاجأت العالم الأسبوع الماضي عندما أعلنت عن اتفاق لتطبيع العلاقات مع إيران بعد سنوات من المحادثات التي بدا أنها لم تؤت ثمارها.
كان للحرب الباردة الإيرانية السعودية تأثير على كافة أشكال الصراع في المنطقة تقريباً. لذلك يمكن أن يكون لإنهاء تلك الحرب تداعيات قوية بنفس القدر.
فصل المقال يكمن في أن المملكة ستكون بلا ريب رابحة على وجهي هذا الاتفاق، الأبيض والأسود منه. فالمملكة ستربح شرف المبادرة وتحقيق السلام إذا التزمت إيران بشروطها؛ والمملكة ستبقى غير خاسرة في حال لم يلتزم الطرف الآخر، لأنها ببساطة تقدّمت بمبادرة للحل السياسي، وصدقت في عهدها، بينما أخفق الآخرون.
أما الموقف الأمريكي من هذه الاتفاقية فقد عبّر عنه بوضوح مستشار الأمن القومي، جون كيربي، حين صرّح لتلفزيون فوكس نيوز حول تبني الصين لرعاية المبادرة السعودية: “لا نشعر بالغصة (We have no sour grapes) إذا قامت الصين بقيادة وساطة لمبادرة تحقق السلام في الشرق الأوسط”.