هل تغتنم واشنطن فرصتها ضمن الحدث الإيراني الحالي؟
الاستماع للمقال صوتياً
|
The Hill/WHIA
مقال رأي بقلم تارا د. سونينشاين
الإيرانيون الرياضيون ولاعبو الشطرنج والطهاة والمشاهير وحتى عامة الناس محاصرون بحملات القمع التي يشنها النظام الثيوقراطي الإيراني عليهم في كل مدينة وقرية. أما أحكام الإعدام، فيتم تنفيذها بشكل شبه يومي.
في شوارع طهران ومدن أخرى، تصاعدت الاحتجاجات منذ منتصف سبتمبر الفائت، عندما احتج الآلاف من المواطنين على مقتل امرأة إيرانية كردية بريئة تبلغ من العمر 22 عاما، مهسا أميني، والتي أصبح اعتقالها وموتها رمزاً لوحشية النظام، ولرغبة النساء المتزايدة في خلع لباس الشادور المفروض عليهم من النظام.
الآن تضاعف إيران من وحشيتها من خلال فرض مجموعة أكثر صرامة من القواعد على الشادور، وتطلب من المسؤولين “التصرف بشكل حاسم” ضد النساء اللواتي لا يلتزمن به.
في هذه الظروف، يجب على الولايات المتحدة وأوروبا دق ناقوس الخطر، وتحفيز الدعم لهؤلاء المواطنين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل التغيير.
في كثير من الأحيان، وعلى مدى العقود القليلة الماضية، فوتت الولايات المتحدة لحظة الاحتجاجات في إيران، كما فعلت في العام 2009 عندما اكتسبت الحركة الخضراء زخماً واسعاً.
عندما غادر شاه إيران محمد رضا بهلوي بلاده للمرة الأخيرة في 16 يناير 1979، ترك وراءه أمة في حالة غضب دائم. وجدت الدولة التي حكمها الملوك لمدة 2500 عام نفسها فجأة محكومة من قبل رجال الدين الشيعة منذ وصول آية الله خميني، واستمرت على هذا الحال من طغيان الثيوقراطية القاتلة حتى اليوم. أما الولايات المتحدة، فلم تنجح في التأثير على الوضع القائم في إيران بشكل إيجابي رغم رغبة الشعب الإيراني في التغيير.
تحت سطح الحكم الديني كانت هناك حركة احتجاجية هادئة وثابتة ترفض أن تنطفئ حتى في مواجهة السجن والموت.
ما سيأتي بعد ذلك في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة قد يكون له توابع تؤثر على كل شيء من أسعار النفط إلى الحرب النووية إلى الحرب في أوكرانيا.
هناك أدلة متزايدة على أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بأعلى مستوى له على الإطلاق، ما يجعلها دولة تصنع فعلاً قنبلة نووية؛ وإن أي آمال في التوصل إلى اتفاق مشترك (خطة العمل الشاملة المشتركة) لتجميد التخصيب الإيراني قد ماتت في مهدها، حتى أن الولايات المتحدة، وهي أحد أكبر الداعمين للاتفاق النووي، عازمة اليوم على فرض عقوبات مكلفة على إيران بهدف تدمير اقتصادها المتدهور أصلاً.
سيصادف العام 2023 انتهاء صلاحية الاتفاق النووي رسميا. كما أن التوترات بين إسرائيل وإيران عالية جداً بعد اغتيال مسؤول إيراني كبير في طهران، وهي سلسلة أخرى غامضة من مقتل أفراد أمنيين داخل إيران، إلى جانب ضربات جوية متوالية ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا.
يبقى أحد أكبر التهديدات من إيران قدرتها على تنفيذ هجمات إرهابية في العالم. ففي نهاية الأسبوع الماضي، اعتقلت السلطات الألمانية إيرانيا يشتبه في أنه كان يخطط لهجوم إرهابي بعد معلومة من الولايات المتحدة. كما وتؤكد البحرية الأمريكية أنها صادرت أكثر من 2100 بندقية هجومية متجهة إلى اليمن ويعتقد أنها مصدرها إيران.
وفي الوقت الذي تحتل فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا نصيب الأسد من الاهتمام والموارد ، فإن إيران تثير كثيرا من القلق في أمريكا وأوروبا كمورد رئيسي للطائرات بدون طيار في هجوم موسكو المستمر على البنية التحتية لأوكرانيا.
تحاول الولايات المتحدة منع شحنات الطائرات بدون طيار الإيرانية حيث تواصل روسيا قصف شبكة الكهرباء الأوكرانية. الأمر الأكثر إثارة للخوف هو فكرة إرسال روسيا معدات ذات صلة بالأسلحة النووية إلى إيران لاستخدامها.
ما يثير إحباط الحكومة الأمريكية هو التقارير التي تظهر أن الطائرات بدون طيار المتفجرة وغيرها من الذخائر الموجهة المقدمة من إيران يتم تصنيعها بشكل أساسي من أجزاء من الولايات المتحدة، يتم شحنها على الرغم من العقوبات.
مع وجود إيران في دائرة الضوء العالمية، بما في ذلك تحقيق الأمم المتحدة في الانتهاكات المرتكبة ضد المتظاهرين، فإن الغرب لديه فرصة سانحة لتشديد الخناق على حكومة طهران.
يجب على الحكومة الأمريكية زيادة المساعدة للمتظاهرين بأدوات اتصال سلكية ولاسلكية متطورة، ومساعدة الإيرانيين العاديين على الوصول المستمر إلى الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) للسماح لهم بتجنب اكتشاف الإنترنت من الحملات الأمنية. لكن، من المفارقات أن هذا يعني تخفيف العقوبات على الشركات الخاصة في قطاعات معينة.
لدينا فرصة تاريخية لمساعدة الشعب الإيراني على إعادة بلده إلى الحالة المدنية للدول، والمساعدة على شفائها من قيود التطرف الديني وملاحقة شرطة الأخلاق والمراقبة الداخلية للمواطنين الأبرياء، إلى جانب حماية العالم من إيران النووية المتلهفة لإلحاق الضرر في الداخل والخارج.
*الترجمة والتحرير الخبري خدمة يقدمها المحرّر في منصة WHIA نقلاً عن النص الانكليزي الأصل، مع الاحتفاظ بجوهر الخبر ومراعاة دقة نقل المعلومات.