لجان دولية لمحاسبة روسيا على جرائم التهجير القسري
الاستماع للمقال صوتياً
|
ShareAmerica/WHIA
تتزايد الدلائل على أن القوات الروسية، كجزء من غزو فلاديمير بوتين الشامل لأوكرانيا، استهدفت المدنيين وقامت بترحيل مواطني أوكرانيا من بلدهم بشكل غير قانوني.
يُعدّ استهداف المدنيين والترحيل غير القانوني لهم من جرائم الحرب.
قالت بيث فان شاك، السفيرة الأميركية لشؤون العدالة الجنائية العالمية، “إن العدوان على أوكرانيا هو انتهاك فاضح لميثاق الأمم المتحدة.” وأشارت فان شاك إلى تقارير تتحدث عن مقتل مدنيين بأسلوب الإعدام مع تقييد أيديهم، و”روايات مروعة عن العنف القائم على نوع الجنس”، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء والأطفال. كما أشارت أن مكتب المدعي العام الأوكراني حدد آلاف الحوادث التي قد تشكل جرائم حرب.
وقال شهود وناجون في بوتشا وأوزيرا وبابينتسي وزدفيجيفكا لوكالة أسوشيتيد بريس وبرنامج فرونتلاين الوثائقي الذي تنتجه هيئة الإذاعة العامة، إن جنود روسيا عذبوا وقتلوا أشخاصا لأدنى شك في أنهم ربما يساعدون الجيش الأوكراني.
تشمل الانتهاكات الروسية الواضحة للقانون الدولي تأسيس بنية تحتية واسعة تتخطى الحدود الوطنية لإجراء عمليات الفرز البشري. وقد تم نقل ما يصل إلى 1.6 مليون مواطن أوكراني قسرًا إلى أجزاء من أوكرانيا تسيطر عليها روسيا أو تحتلها أو تم ترحيلهم إلى روسيا نفسها من خلال هذه العمليات.
يتم استجواب المواطنين الأوكرانيين الذين يخضعون لعمليات الفرز. ثم يواجهون أحد ثلاثة مصائر: السماح لهم بالبقاء في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا، أو الترحيل إلى روسيا، أو البقاء رهن الاحتجاز، وفقا للسفيرة فان شاك.
وأشارت فان شاك إلى النتائج التي توصل إليها مرصد الصراع [Conflict Observatory] باستخدام صور الأقمار الصناعية التي تشير إلى وجود مقابر جماعية بالقرب من أحد مواقع الفرز. وتشير تقارير موثوقة أيضًا إلى تعرض آلاف الأطفال الأوكرانيين للاختطاف ثم تبنيهم من قِبل عائلات داخل روسيا.
قالت أنييس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، “إن أسلوب روسيا المُستهجن المتمثل في النقل القسري والترحيل يُعتبر جريمة حرب.”
تحقيقات دولية
المدعون العامون من أوكرانيا ومن جميع أنحاء العالم مصممون على تقديم مرتكبي مثل هذه الأعمال إلى العدالة.
قالت فان شاك إن الولايات المتحدة تدعم الجهود الدولية الرامية للتحقيق في الفظائع المرتكبة في أوكرانيا وتقصي الحقائق، والتي تشمل:
- التحقيق الجاري من قِبل المحكمة الجنائية الدولية.
- لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة تركز على انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي.
- فريق تحقيق من خلال شبكة ’العدالة الأوروبية‘ [Eurojust].
وقالت فان شاك إن هذه الكيانات والمدعون يتبادلون المعلومات والاستراتيجيات.
وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت ’المجموعة الاستشارية للتحقيق في الجرائم الفظيعة‘، والتي من خلالها تشترك الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لتقديم المساعدة المتخصصة إلى أوكرانيا بشأن التحقيق في الجرائم الفظيعة ومقاضاة مرتكبيها.
قال ويليام إم ترينور، عميد مركز القانون بجامعة جورجتاون، إن “محاكمة مرتكبي جرائم الحرب في أوكرانيا من أكثر تحديات العدالة الدولية أهمية في عصرنا الحالي.”
جدير بالذكر أنه قد تم تعيين إيلي روزنباوم لقيادة جهود وزارة العدل الأميركية للتحقيق في جرائم الحرب في أوكرانيا.
وأشارت فان شاك إلى أن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، والتعذيب، والإعدام في أوكرانيا تتبع نمطًا معينا.
وقالت “إن ما نراه في الصور ومقاطع الفيديو والتقارير، بما في ذلك شهادات الشهود، يوحي بأن هذه الفظائع ليست من أعمال وحدات مارقة أو أفراد مارقين وحسب، وإنما هي جزء من نمط مقلق للغاية من انتهاكات تم الإبلاغ عنها في جميع المناطق التي نشهد فيها انخراط القوات الروسية.”