آخر التحديثاتأبرز العناوينمقال الرأي

شمولية نظام الصين تهدّد استقرار العالم

الاستماع للمقال صوتياً

بقلم النائب مايكل ماكول*

ترجمة WHIA

منذ ما يقرب من 200 عام، حذر نابليون بونابرت من أن “الصين عملاق نائم، دعها تنام، لأنها عندما تستيقظ ستهز العالم”.

ومع استمرار الصين الشيوعية في نشر نفوذها الخبيث في أطراف متعددة من العالم واتخاذ مواقف أكثر عدوانية، أصبح هذا التحذير الذي مضى عليه قرنان حقيقة واقعة.

التطورات الأخيرة لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المنعقد خلال الخريف الفائت، يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي. فعلى الرغم من الجهود المبذولة لعقود من الزمن لإدراج الصين ضمن دائرة الأسرة الدولية، فقد أصبح من الواضح أن بكين ستواصل السير على طريق الاستبداد والعدوان العابر للحدود المتزايد. بينما حصل الرئيس الصيني شي جين بينغ على فترة ولاية ثالثة بصورة غير مسبوقة، فإن الأمر سينتهي حكماً أن يصير إمبراطورا مدى الحياة.

لكن الواقع اليومي في الصين يشهد احتجاجات شعبية حاشدة في لم نشهدها منذ مظاهرات العام 1989 في ميدان تيانانمين.

فقد أدى انعدام الكفاية في نظام الرعاية الصحية الاشتراكي إلى جانب عمليات الإغلاق الشديدة في ظل انتشار جديد لفيروس COVID-19 واللقاحات  الصينية غير الفعالة، إلى خلق حالة مثالية لعاصفة جماهيرية حقيقية، وهاهي الاحتجاجات العارمة تجوب مدن الصين ضد السياسات غير الإنسانية التي وضعها شي والحزب الشيوعي الصيني.

وفي الوقت الذي قال شي أمام مؤتمر الحزب إن الشعب يؤيده وأنه حصل على الحق في ولاية ثالثة من الشعب، نرى أن الناس لهم قول آخر، بينما سيستمر شي في مواجهة الاحتجاجات المتعاظمة، سيستمر شي في التمسك بالسلطة وقمع أي معارضة محتملة بدأت تتشكل. فهذا نظام قمعي يأتي فيه الحزب أولاً، وقبضة شي قاسية.

وبينما يعتقد البعض أننا ببساطة في منافسة استراتيجية مع الحزب الشيوعي الصيني، فإن الحقيقة هي أننا نجد أنفسنا في منافسة عدائية ضد حكم أوتوقراطي أصم، يرفض القيم التي نعتز بها من حرية التعبير والديمقراطية والانتخابات النزيهة.

علينا ألا نسمح للصين بإخلال توازن الاستقرار العالمي. هذه منافسة بين الأجيال لا يمكننا تحمل خسارتها. نحن نشهد تنامي دولة ذات نظام شمولي وتعادي غلى المدى البعيد قيم العالم الحر.

وكانت الصين واضحة بشأن نيتها إعادة دمج تايوان. كما أعلن شي بأن “قضية تايوان جزء من السياسة الداخلية للصين. وأي تدخل أجنبي غبر مقبول”. وقال أيضا إن دعم تايوان هو أشبه بـ “اللعب بالنار. ومن يلعب بالنار سيحترق”. هدف الحزب الشيوعي الصيني واضح – إعادة التوحد مع تايوان، بغض النظر عن التكاليف أو العواقب العالمية.

علاوة على ذلك، تستخدم الصين دبلوماسية فخ الديون لوضع الدول تحت سيطرة وضغط قبضتها، انظر فقد  إلى الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها بكين مع جزر سليمان الجزر التي حررها جيل والدي في الحرب العالمية الثانية، أو علاقتها مع ما يقرب من 20 دولة أفريقية امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة على القرار الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا. والصين تتعدى على نصف الكرة الغربي. ومع وجود موانئ على جانبي قناة بنما، تعمل على زيادة نفوذها تماماً في حديقتنا الخلفية. حان الوقت الآن للعمل مع حلفائنا في المنطقة لضمان سلامة واستقرار نصف الكرة الأرضية.

أخيرا، يجب علينا تعزيز ضوابطنا على الصادرات، وإنهاء التدفق الخارجي لاستثمارات رأس المال في الصين والتي تزود بكين بالتكنولوجيا لتعزيز حكم العسكرتاريا.

يسرق الحزب الشيوعي الصيني أو ينسخ تقنيتنا، وفي كثير من الأحيان يتم بيع التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة التي نجدها بعد ذلك في منظومات الأسلحة واللوجستيات العسكرية الصينية. في أحدث الأمثلة وأكثرها إثارة للقلق، تم استخدام التكنولوجيا الأمريكية المباعة في تطوير صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت.

يجب أن تفكر الشركات الأمريكية ألف مرة قبل أن تقدم على زيادة الاستثمار في الصين لأن عمليات الإغلاق تمنع الإنتاجيةن بينما يضع الحزب نفسه فوق كل شيء آخر. علاوة على ذلك، سيشكل الاستثمار الأمريكي المستمر والمتزايد في الصين خطرا على أمننا القومي.

ببساطة، شي طاغية خطير يجب احتواؤه. حان الوقت للحكومة والقطاع الخاص للعمل معا لمواجهة هذا التهديد المتنامي للأمن القومي والفوز بالمنافسة العالمية الكبرى القادمة.

نقلاً عن Washington Examiner

مايكل ماكول هو نائب في الكونغرس الأميركي، أعيد انتخابه في انتخابات 2022  ممثلاً للدائرة العاشرة لتكساس عن الحزب الجمهوري.

زر الذهاب إلى الأعلى