آخر التحديثاتأبرز العناوينأميركا والعالم

ماكرون يختار الصين على الولايات المتحدة

الاستماع للمقال صوتياً

بقلم توم روغان

نقلته للعربية: ريهام الحكيم

يعد الصراع الحالي بين كل من الولايات المتحدة والحزب الشيوعي الصيني القضية الجيوسياسية الأبرز على الساحة الدولية، ويدور حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على الحفاظ على النظام الدولي الديمقراطي الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية منذ العام 1945، أم أن الصين ستستبدل هذا النظام الديمقراطي بنظام تجاري عالمي جديد بقيادة بكين، وستعيد رسم ملامح الحرية والازدهار اللذان سادا في القرن الحادي والعشرين على طريقتها.

يبدو، أن فرنسا احد أقدم حلفاء الولايات المتحدة، قد اختيارت بكين، حين تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ APEC، الأسبوع الماضي، عن رفضه للسياسات الأمريكية تجاه الصين، وبعبارات حملت انحيازا للصين، حيث قال “يخطأ من يرى أن مصلحة العالم تكون في وجود قطبيين كبيرين هما الولايات المتحدة والصين، فلو فرضنا اننا نعيش في غابة ولدينا فيلان كبيران، فصراع الفيلين لن يكون في مصلحة بقية سكان الغابة، فالغابة تحتاج حيوانات أخرى كالنمور والقرود… ونحن لا نؤمن بالهيمنة، ولكننا نؤمن بالاستقرار”.

كلمات ماكرون حملت في الظاهر دفاعا عن النظام الدولي القائم. وبمقارنة خطاب ماكرون بخطاب زعيم الحزب الشيوعي الصيني، شي جينبينغ، بدا الخطاب الصيني متناغما مع خطاب الرئيس الفرنسي لجهة رفض الزعيم الصيني للعقلية التي حكمت العالم منذ الحرب الباردة، وضرورة مواجة التكتلات ببناء نظام أمني لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، وذكر شي جينيبغ كلمة “تعاون” ثلاث عشر مرة، وهو ما يتشابه مع خطاب ماكرون.

قررت فرنسا بوضوح التوجه شرقا والفوز بمكاسب تجارية. فماكرون قليلا ما يتحدث عن النظام الدولي، ولكن فقط عندما يتماشى مع المصالح الفرنسية.

يتجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن، هذا الأسبوع، بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويدرك الرئيس الفرنسي وسفارته في واشنطن رسالة البيت الأبيض لحلفائها بالحاجة إلى دعم النظام الديمقراطي الدولي الذي ترغب الصين في إزاحته.

دفعت الإدارة الأمريكية في عهد ترامب وبايدن، حلفاء الولايات المتحدة لرفض أوضح لسلوك الصين بخصوص تايوان وانتهاكات حقوق الانسان وسرقة الملكية الفكرية، وهى القضايا التي ترتبط بجهود الصين لتغيير قواعد النظام الدولي.

حديث ماكرون لا ينفصل عن نيته الأساسية، في توسيع حجم التبادل التجاري بين الصين وفرنسا ليرتفع إلى 20 مليار دولار إجمالي من الصادرات الفرنسية إلى الصين، خاصة بعد زيارة المستشار الألماني أولاف شولتز إلى بكين، وهو ما دفع ماكرون للرغبة في الحصول على قطعة من الكعكة الصينية.

ماكرون الذي يتبنى أجندة “الاستقلال الاستراتيجي” الأوسع للاتحاد الأوربي، يسعى لتحقيق مصالح فرنسية ضيقة. وقد اختار التقرب للزعيم الصيني بترديد كلامته، وإن كان بعبارات أقل وضوحا.

إلا أن غضب فرنسا من خسارتها لصفقة تصدير الغواصات إلى أستراليا لصالح الولايات المتحدة وبريطانيا، لم يمنعها من إرسال قوات غواصة للتدريب مع الولايات المتحدة في المحيط الهادئ. بالرغم من أنه كان ينبغي على الولايات المتحدة تخفيف الخسائر الاقتصادية لهذه الصفقة.

 الدرس المستفاد من منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ واضح: عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحدي الصيني، فقد لا يكون أقدم وأقرب حلفاء أمريكا موثوقا به تماما!

المصدر:Washington Examiner

زر الذهاب إلى الأعلى