هدوء حذر في بغداد بعد اشتباكات دموية بين أنصار الصدر وحلفاء إيران
هدوء حذر في بغداد بعد اشتباكات دموية بين أنصار الصدر وحلفاء إيران
الاستماع للمقال صوتياً
|
بغداد – وايتهاوس إن أرابيك
هدوء حذر تعيشه المنطقة الدولية وسط العاصمة العراقية بغداد، بعد أحداث دامية قُتل خلالها 30 شخصاً من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وأصيب العشرات، قبل أن ينسحبوا بعد ذلك، استجابة لأمر قائدهم.
قبل ذلك، أعلن الصدر اعتزاله العمل السياسي، ما أثار الغضب بين أنصاره الذين اقتحموا القصر الجمهوري، ومؤسسات حكومية فيما أعلن الجيش حظر تجول عام يشمل العجلات والمواطنين كافة.
وكان الصدر قد أعلن في بيان نُشرعلى تويتر، الاثنين، بعدم التدخل في الشؤون السياسية والاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات بالتيار، كما تم إيقاف العمل بحسابات وزير الصدر المعروف باسم صالح محمد العراقي، على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد دقائق من تغريدة الصدر.
بيان الحائري
موقف الصدر جاء كرد فعل على بيان أصدره المرجع الديني كاظم الحائري الذي يتبعه أنصار “التيار الصدري”، في بعض المسائل الدينية، إذ أنه وريث مرجعية والد مقتدى، محمد محمد صادق الصدر.
الحائري أعلن “اعتزاله” كمرجع ديني، بسبب المرض، والتقدم، في العمر، كما أغلق كل مكاتبه، لكن الضربة المفاجئة، كانت أنه وجّه أتباعه بتقليد مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي.
كما أوصى الحائري العراقيين بـ “تحرير العراق من أيّ احتلال أجنبي، ومن أيّ تواجد لأيّة قوّة أمنية أو عسكريّة، وخصوصًا القوّات الأمريكية، ودعم وتأييد الحشد وإبعاد البعثيين عن المناصب”.
وسريعاً، رد الصدر على بيان الحائري، وألمح إلى أن بيانه الأخير ليس بمحض إرادته، في إشارة إلى ضغط إيراني، وهو ما اعتبره الصدر وأنصاره بمثابة انقلاب من طهران، لسحب بساط الزعامة الدينية الكبيرة، لوالد مقتدى الصدر، ونقلها إلى خامنئي.
وكرد شامل على طهران، أوعز الصدر إلى أنصاره، باقتحام القصر الحكومي، وقصر السلام، حيث يقيم رئيس الجمهورية برهم صالح، كما أوعز إلى الفصائل المسلحة التابعة له، (سرايا السلام)، بدخول المنطقة الخضراء، قبل أن يأمرهم بالانسحاب الثلاثاء.
صدامات مسلحة
وشهدت بغداد، ليل الاثنين – الثلاثاء، صدامات مسلحة بين فصائل الصدر، ومليشيات مسلحة أخرى تتبع للحشد الشعبي، كما دارت اشتباكات أيضاً مع القوات الحكومية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء.
وقامت القوى الأمنية فى المنطقة الخضراء، بإغلاق جسر الجمهورية بعدما طوَّقه المتظاهرون، وكذلك إغلاق كل البوبات المؤدية إلى المنطقة الخضراء، بالإضافة إلى فرض حظر شامل على التجوال.
في ظل تلك التطورات، تصاعدت مطالب العراقيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بضرورة تدخل المجتمع الدولي، والمساعدة في إنهاء المعركة الدائرة، وتحديداً الولايات المتحدة، باعتبارها صاحبة نفوذ كبير في البلاد.
لكن السفير الأميركي السابق لدى العراق، دوغلاس سليمان، نفى وجود رغبة للولايات المتحدة، بأن تتدخل بشكل مباشر في الشأن العراقي، خاصة وأن منشغلة بقضايا أكثر تعقيداً.
لا خيارات أمام البيت الأبيض
وقال سليمان، لشبكة رووداو الكردية في ردٍ على سؤال بشأن إمكانية التدخل: “لأكون صادقاً، لا أعتقد أن هناك المزيد من الخيارات امام البيت الأبيض لفعله في العراق فالرئيس بايدن لديه قضايا داخلية أكثر أهمية، وكذلك على الصعيد الدولي، يبدو أن الأوكرانيين شنوا هجوما ضخما اليوم ضد القوات الروسية في شرق البلاد”.
وأضاف “لذلك أعتقد أن البيت الأبيض سيركز كثيراً على هجوم أوكرانيا التراجعي لمعرفة مدى نجاح الهجوم ضد روسيا، لكنني أعتقد أنه سيشارك على مستوى وزارة الخارجية”.
وأشار إلى أنه “على الرغم من أن وزارة الخارجية تعمل مع القيادة العراقية المشتركة. وهم يعملون مع رئيس الوزراء والرئيس ورئيس البرلمان وقيادة كردستان العراق. العديد من هؤلاء الأشخاص الذين تتحدث إليهم وزارة الخارجية ليسوا هم الذين تسببوا في المشكلة”.
وتابع، أن “مقتدى الصدر لا يتحدث إلى الولايات المتحدة، ولا يريد أن يفعل ذلك، لم نفلح في اقناع الصدر للقيام بأي شيء يعجبنا، لم نحقق نجاحا يذكر مع قيادة الحشد الشعبي”، مبينا أن “هناك بعض الجماعات داخل قوات الحشد الشعبي المعادية جداً جداً للولايات المتحدة، وجماعات أخرى عنيفة جدا وضد الولايات المتحدة”.