الدعم الأميركي لمزارعي سوريا في معالجة أزمة الغذاء
الاستماع للمقال صوتياً
|
وايتهاوس إن أرابيك/ وزارة الخارجية الأميركية/USAID
شهد شمال شرق سوريا واحدا من أسوأ مواسم المحاصيل على الإطلاق في العام 2021. ولمنع تكرار حدوث ذلك، استجابت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لطلبات السوريين المحليين للحصول على المساعدة، وقدمت ما يقرب من 3000 طن متري من بذور القمح عالية الجودة في الوقت المناسب لموسم الزراعة الشتوي للعام 2021.
القمح هو العمود الفقري للزراعة السورية، لكن مزارعي القمح في الحسكة ودير الزور في شمال شرق سوريا عانوا من هطول أمطار أقل من المتوسط وانخفاض مستويات نهر الفرات، فضلا عن ارتفاع تكاليف الإمدادات مثل البذور والأسمدة والمعدات الزراعية.
ومما أدى إلى تفاقم تأثير تغير المناخ، هو أن حرب روسيا ضد أوكرانيا خنقت الصادرات الزراعية الأوكرانية، بما في ذلك القمح والحبوب والزيوت النباتية. ويمكن أن تسهم هذه الاضطرابات في سلسلة التوريد في تداخل الأزمات الزراعية التي تؤدي إلى سوء التغذية.
وفي ما يلي الكيفية التي ساعدت بها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مزارعي القمح في شمال شرق سوريا على تحسين الوصول إلى الغذاء:
الفحص الرامي لضمان جودة البذور
ومن خلال العمل مع الشركاء في المنطقة الكردية في العراق، حددت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية البذور المناسبة للظروف السائدة في شمال شرق سوريا وأجرت اختبارات معملية للتأكد من أن البذور ذات نوعية جيدة. تم نقل حمولات الشاحنات من البذور من العراق إلى سوريا في الوقت المناسب لموسم الزراعة الشتوي للعام 2021.
دعم ما يقرب من 7000 مزارع
وبعد التشاور مع التعاونيات الزراعية، حددت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية المزارعين الأكثر استفادة من الأصناف الجديدة من البذور عالية الجودة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2021، جمع ما يقرب من 7000 مزارع البذور التي من شأنها أن تسمح لهم بزيادة الإنتاج وجعل المحاصيل المستقبلية في الحسكة ودير الزور أكثر مرونة وصمودا في مقاومة التغيرات المناخية.
التوسع في الزراعة
القمح محصول شتوي أساسي في شمال شرق سوريا، لكن توافره المحدود وارتفاع أسعار بذوره شكّلا عقبات كبيرة أمام المزارعين. ففي دير الزور، ارتفع سعر بذور القمح بنسبة تصل إلى 17٪ في العام 2021، بحسب منظمة الأغذية والزراعة. ومع قيام الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتوفير البذور وتسليمها، زرع المزارعون ما يقرب من 10715 هكتارًا من القمح.
زيادة دخل الأسر
البذور التي تبرعت بها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والتي بلغت كميتها حوالى 3 آلاف طن متري أنتجت 35 ألف طن متري من القمح، أي أكثر من عشرة أضعاف. وهذه الإنتاجية القوية تُترجم إلى زيادة دخل المزارعين في الأجزاء غير الخاضعة لسيطرة النظام في شمال شرق سوريا.
قال أحد المزارعين في شمال شرق سوريا “إن البذور عالية الجودة التي تلقيتُها من الولايات المتحدة [أنتجت] حوالى 30 زكيبة من القمح، بينما أنتجت البذور المحلية أقل من 20 [زكيبة].”
دعم الخبز وتأمينه على أوسع نطاق
من خلال توفير أنواع جديدة من البذور عالية الجودة، لم تعمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على تحسين محصول عام واحد فحسب، بل ضمنت أيضًا أن يتمكن المزارعون من حصاد بذور ذات جودة أفضل لموسم الزراعة التالي. يشمل عملاء المزارعين السلطات المحلية التي تقدم الخبز المدعوم للسكان المحليين، مما يزيد من فرص الحصول على الطعام بأسعار معقولة.
تعمل برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على منع النقص الكارثي في الغذاء والصعوبات الاقتصادية العميقة في المستقبل القريب.
المصدر: Shareamerica