تكتيك أمريكي جديد في الشرق الأوسط.. ما أهمية رسائل الردع الأمريكية؟
الاستماع للمقال صوتياً
|
سوريا – خاص وايتهاوس
تقرير ميداني بقلم مصطفى النعيمي
تسعى الولايات المتحدة جاهدة إلى أن تكون حاضرة سياسيا وعسكريا واقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال تموضعها العسكري البري في دول الخليج العربي والعراق وسوريا، ويأتي تموضعها في سياق تعزيز أمنها الاستراتيجي تجاه التحديات المختلفة.
وتنطلق الرؤية العسكرية الأمريكية من خلال تواجد الجيش الأمريكي في المنطقة وانشاء قواعد عسكرية تمنح الحلفاء بتقديم الدعم العسكري ومنع الاستهداف من قبل خصوم الولايات المتحدة، وتمثل القواعد العسكرية نقطة انطلاق لتحقيق أبعاد استراتيجية الغاية منها تعزيز القدرة العسكرية للولايات المتحدة والدول الحليفة المختلفة.
وتحظى منطقة الشرق الأوسط بأهمية كبيرة للولايات المتحدة من حيث تربعها على قلب العالم فهي تصل دول الشرق بالغرب وتنتج النفط وتوصله للمستفيدين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبات يتطلب جهودا دولية في تأمين محطات استخراج النفط وخطوط الملاحة البحرية.
وتبرز هنا مجموعة من المصالح والتحديات في آن معا فالدول الحليفة للولايات المتحدة تسعى لضبط طرق الملاحة البحرية بالتعاون مع أمريكا من خلال ابرام اتفاقيات أمنية وعسكرية واقتصادية الغاية منها استدامة وصول النفط إلى العالم بانسيابية لكن التحدي الأبرز اليوم يتمثل في أهمية تقديم الدعم اللوجستي لتأمين ناقلات النفط الدولية وعدم تعرضها للتحرش من قبل زوارق الحرس الثوري الإيراني.
وفي هذا السياق أعلنت الولايات المتحدة في 17تموز الجاري نيتها ارسال بارجة حربية إضافية لأسطولها الخامس الذي يتمركز ضمن المياه الإقليمية لمملكة البحرين والعامل في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى مقاتلات من طراز “إف 16 – إف 35 ” وذلك لتعزيز المراقبة في الممرات المائية الرئيسية في المنطقة وذلك بعد استمرار الانتهاكات الإيرانية وتعرضها للناقلات النفطية الدولية واحتجازها قبالة الشواطئ الإيرانية قبالة مضيق هرمز.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني استهدف في هجماته الأخيرة ومنذ مطلع العام 2019 خمس ناقلات نفط وكان على متنها نفط خام إضافة إلى المشتقات النفطية الأخرى في مضيق هرمز البحري، ويمر نحو 20% من شحنات النفط الخام والمنتجات النفطية عبر مضيق هرمز لذلك تسعى الولايات المتحدة وحلفائها تقديم الدعم اللوجستي للحلفاء لتأمين طرق الملاحة البحرية عموما والنفطية خصوصا.
وتأتي تلك الخطوة الأمريكية استكمالا لإجراءات تعزيز قدراتها وحلفائها في المنطقة وذلك بعد مقتل متعاقد أمريكي وإصابة 3 جنود إثر استهداف بطائرة مسيرة إيرانية انطلقت من الأراضي العراقية واستهدفتهم في حقل العمر النفطي شمال شرق سوريا في شهر آذار الجاري، مما استدعى إلى اتخاذ إجراءات عسكرية صارمة تجاه التصعيد الذي تقوده طهران.
واستقدمت الولايات المتحدة في 11 من أيار الجاري سربين من القاذفات الاعتراضية من طراز “A-10” ونشرتها في قاعدة الظفرة العسكرية في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، وذلك من أجل استهداف أي متغير لقواعد الاشتباك العسكرية مع إيران.
ونستنتج من التصعيد والتصعيد المضاد بأن هنالك إجراءات أمريكية مختلفة عما كانت عليه سابقا وذلك بعد حجم الانتهاكات الإيرانية وزيادة وتيرة تحرشها مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة العربية بأن مسرح العمليات العسكرية والجوية بات يسخن تدريجيا وفق متغيرات التموضع الإيراني وحجم المخاطر الناجمة عنه.