من الرقّة.. هنا دمشق!
الاستماع للمقال صوتياً
|
الرقة- خاص وايتهاوس إن أرابيك
الحمام الملكي الدمشقي بالرقة.. قبلة للوافدين وارتياد علاج للسكان المحليين
بقلم وكاميرا أسامة الخلف
افتتح منذ عدة أشهر الحمام الملكي الدمشقي في مدينة الرقة على أطلال معرض للتحف والآثار التي أحرقها تنظيم “داعش” للراحل “طه الطه” ومتحفه التاريخي الذي أفنى عمره وهو يجمع التحف والمخطوطات والرسومات، ونقلها إلى مدينة أورفا التركية التي توفي فيها منذ عامين.
والحمام الشعبي الجديد بالرقة والذي هو طارئ وابتكار جديد لم تعهده حاضرة مدينة الرقة، وفق تصميم دمشقي أرخّته الحكايا والمسلسلات بالطراز التراثي.
يقول صاحب الحمام عاصم الطه: “الفكرة قائمة منذ ثلاثة أعوام حيث أنني أمتلك نادي للقوة البدنية، وكانت البداية بإنشاء غرفة للبخار تتبع للنادي ثم غرفة “للساونا “، ومع مرور الوقت قررت بتشجيع من إخوتي والأصدقاء بنقل الفكرة الدمشقية إلى الرقة والتي تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الجزيرة السورية ومحافظاتها “ديرالزور-الرقة- الحسكة”.
ويتألف الحمام من غرفة للاستقبال وهي مقهى واستراحة على النمط المعماري الشامي، وغرفة لتبديل الملابس وارتداء المناشف، ثم غرفة من الخشب ” الساونا” وغرفة البخار، وحمام “إفرنجي “”جاكوزي ” ثم صالة كبيرة على النمط الدمشقي، وفيه قسم للعلاج الفيزيائي والمساج الطبي، وقسم من الخبراء الدمشقيين المختصين من العاملين في حمامات الشام”.
ويضيف الطه: “مزجت بين التراث الفراتي والتراث الدمشقي، حيث رواد الحمام من أبناء الرقة وحلقات الطرب والمناخ الرقاوي في صالة الحمام، وهو مازاد في ارتياد العديد من كافة الأعمار بالإضافة لطقس الأعراس في الحمام كما هو معروف في التراث الدمشقي”.
بدوره يقول الحاج أحمد العمر (67 عاما) وهو وافد من مدينة ديرالزور ويسكن بالرقة:عهدنا سابقاً حين نزور العاصمة دمشق الذهاب إلى حماماتها الشامية القديمة، وهو من الأمور التي اشتهرت فيها , لكن اليوم مع افتتاح الحمام الملكي بالرقة قد وفر علينا العناء للذهاب إلى العاصمة، وأنا في عقدي السابع أعاني من آلام بالعظام والمفاصل وبشكل دائم آتي إلى الحمام من أجل العلاج بالبخار والمساج الفيزيائي و ومثلي من كبار السن العديد من رواد الحمام”.
بالمقابل يقول الناشط الإعلامي “إبراهيم الحسين”من ديرالزور :فكرة وجود حمام السوق الشعبي هي فسيفسائية جميلة جمعت بين الصورة التراثية الدمشقية والنمط الفلكلوري الفراتي، وحين زيارة مدينة الرقة أصبح من المعروف علينا أن نذهب للحمام الشعبي، من باب استكشاف الفكرة الجديدة التي لم تظهر سابقا في الجزيرة السورية”، وأضاف: “أغلب الوافدين والنازحين إلى الرقة هم رواد للحمام، حيث هي فرصة للاستحمام والتعرف على بيئة لطالما شاهدناها بالمسلسلات الشامية”.
أما الشاب خالد الحسن من مدينة الرقة يقول : “كشباب من مدينة الرقة نجيء إلى الحمام الكائن في حي العجيلي القديم ، حيث الاستراحة والجلسة الشعبية والتراث والطرب، ونجتمع بالحمام كأصدقاء حيث المناخ الفراتي الممزوج بطقوس الشام، وهو ما رأيناه منذ الصغر وحلمنا من خلال المشاهد بالمسلسلات الشامية التي جسدت أعراف وتقاليد تخص الدمشقيين لكننا الآن نعيشها في الرقة”.
الحاج أكرم عيسى (62عاماً) وهو يعاني من إنقراص فقرات يقول :” أحتاج بشكل أسبوعي إلى جلسة مساج ومعالجة فيزيائية لمنطقة العمود الفقري والرقبة، منذ إصابتي بالمرض، وحين افتتح الحمام، بدأت بارتياده من باب العلاج حيث أن غرفة المعالجة والمساج الطبي، قد وفرت علي عناء الذهاب إلى العاصمة”.