آخر التحديثاتديمقراطيات

في أميركا.. أين تبدأ الديمقراطية؟

الاستماع للمقال صوتياً

واشنطن – وايتهاوس إن أرابيك

متى تبدأ الديمقراطية؟ في أميركا، يختبر الأطفال الديمقراطية ابتداءً من الصف الأول الابتدائي.

من خلال المشاركة في مجموعات الأنشطة، يتشبع التلاميذ الأميركيون بالمبادئ الديمقراطية مثل الاختيار، الإجماع، وحرية التعبير منذ سن مبكرة.

في المدارس الابتدائية – أو المرحلة الأولية- يتخذ المدرسون والتلاميذ قرارات في بداية العام الدراسي حول السياسات التي سيتبعها كل فرد مثل:

  • أن تكون لطيفًا مع الزملاء الآخرين
  • ارفع يدك وانتظر إلى أن يأتي دورك في الكلام
  • أدي واجباتك الدراسية
    في بعض الأحيان يُطلب منهم التصويت لاختيار قائد للفصل. وهذا الشخص لديه مهام ممتعة مثل اختيار الكتاب الذي سيقرأه الفصل في الوقت المخصص لقراءة القصص، أو اختيار اللعبة التي سيمارسها الفصل أثناء فترة الفسحة.

ومع انتقالهم إلى المرحلة الثانوية أو المدرسة العليا- يختبر الطلبة الأميركيون الديمقراطية بدرجة أكبر بالمشاركة في انتخابات مجلس الطلاب. فيشنون حملات انتخابية ويتنافسون سنويًا على المراكز التي تشبه مناصب الحكومة الديمقراطية (الرئيس، ونائب الرئيس، وأمين الصندوق، وما إلى ذلك…)

وعادة ما يلقي المرشحون خطابات الحملة الانتخابية أمام الجمعية العمومية للمدرسة. وتتراوح وعود الحملة الانتخابية بين تحسين جودة الطعام في كافيتيريا المدرسة وتغيير تميمة المدرسة.

وبعد الانتخابات، يشكل المرشحون الذين فازوا بغالبية الأصوات الحكومة الطلابية الجديدة. ويكونوا مكلفين بتمثيل مصالح كل الطلبة الموجودين بالمدرسة، حتى الذين لم يصوتوا لهم. وهم يجتمعون مع المسؤولين في المدرسة ويدعون إلى البحث عن طرق لتحسين ظروف الحياة في المدرسة.

جنا كومبستون، تلميذة بالصف الخامس في كنتاكي، تعهدت بأن تعمل على إنشاء ملعب جديد للمدرسة حينما رشحت نفسها لمنصب رئيس مجلس الطلبة. وفازت في الانتخابات. ومن خلال القيادة والعمل الجماعي، جمعت المدرسة ما يقرب من 70 ألف دولار كتبرعات من الشركات المحلية والشركاء في المجتمع لإنشاء ملعب جديد.

جينا، كان يحركها دافع لإجراء تغيير دائم إيجابي في مدرستها الابتدائية. وفي لقاء أجرته معها صحيفة (ديلي إنديبندنت) قالت جينا: ” إن أختي هنا في المدرسة، وإنني أريد أن أترك لها شيئًا بعدما أتخرج ، كما أريد أن يستمتع به كل شخص بالمدرسة.”

وهذه أمثلة أخرى لأنشطة الحكومة الطلابية:

في كاليفورنيا، تمكنت مجموعة من تلاميذ المدارس الابتدائية في العام 2019 من إقناع رئيس بلدية مدينة بتركيب مصابيح في الشوارع وعلى الأرصفة لمساعدة التلاميذ على السير في أمان من وإلى المدرسة.

في أريزونا، يتبرع مجلس من مجالس الطلبة بهدايا من سلال الطعام، والكتب والألعاب للأسر المحتاجة. وفي العام الحالي 2021 تبرع ذلك المجلس في مناسبة عيد الشكر بـ38 سلة طعام وبطاقات هدايا تتجاوز قيمتها 3 آلاف دولار.

في فلوريدا، استطاعت رئيسة مجلس الطلبة الطالبة ماهورو أماني، وعمرها 15 سنة، الضغط على المدرسة لكي توفر لطالبات المدرسة حفاضات نسائية مجانية في دورات المياه لإتاحة استخدامها أمام الطالبات في أيام الدورة الشهرية.

وفي جميع أرجاء الولايات المتحدة تُحدث مجالس الطلبة تأثيرًا إيجابيًا داخل المدارس وفي مجتمعاتها. إنهم يرفعون أصواتهم ويحثون على النشاط. إنهم يؤثرون على الحكومات المحلية لكي تتبنى وتدرس سياسات جديدة. وهم يتعلمون القيم الديمقراطية التي تكون مرشدًا لهم في حياتهم العملية بعد التخرج.

ShareAmerica

زر الذهاب إلى الأعلى