آخر التحديثاتأبرز العناوينالسياسات الخارجية الأميركية

20 عاماً منذ عملية “حرية العراق”.. ما للأميركيين وما عليهم

الاستماع للمقال صوتياً

واشنطن – وايتهاوس إن أرابيك

إثر مرور عقدين على إطلاق الولايات المتحدة لعملية حرية العراق، فإن العراق “ليس حراً”، على الأقل وفقاً لتحليل “فريدوم هاوس” الأخير.

فالتدخّل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة قبل 20 عاما من هذا التاريخ، وأطاح بسرعة غير مسبوقة بأحد أكثر الأنظمة قمعية في العالم، كان مهندسوه من إدارة جورج دبليو بوش يأملون منه أن يبشر بفجر جديد للديمقراطية في المنطقة.

وبدلاً من الاحتفاء بالديمقراطية الموعودة في ذكراها السنوية، يتداول معظم العراقيين مشاهد من “إحباطات الواقع الحالي في نظام الكليبتوقراطية ونقص الخدمات”، كما أشار عمر النداوي، مدير البرامج في مركز تمكين السلام في العراق.

يقول النداوي: “أتى الغزو  بطبقة جديدة من السياسيين، العديد منهم من المنفيين الذين عادوا للتنافس على السلطة”، ويتابع “لقد وضعوا أقدامهم في الباب، واكتسبوا الموارد، وساعدت شبكات المحسوبية وموارد الدولة والميليشيات على ترسيخ سلطتهم”.

أما جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في CNAS، فيقول: “قد كان الفساد والطائفية مستوطنين في  أروقة السياسة العراقية منذ الغزو، حيث قامت الأحزاب الشيعية والسنية والكردية بتوزيع المناصب العليا والوزارات الحكومية، واستخدام حصصها من الميزانية لإثراء أعضائها وتوظيف أنصارها”.

ويتابع لورد: “تمويل الميزانية يكاد يأتي بالكامل من النفط، بينما لا يوجد اقتصاد قطاع خاص  يمكن الحديث عنه في العراق. وفي حين أن نصف سكان العراق ولدوا بعد الغزو، إلا أن الشباب العراقيين غير قادرين على تأمين وظيفة في الحكومة أو في صناعة النفط”.

انسحبت القوات الأمريكية بعد ثماني سنوات من الحرب – التي قُتل فيها ما يقدر بنحو 200 ألف عراقي إلى جانب ما يقرب من 5000 جندي أمريكي – لكنها عادت في عام 2014 للمساعدة في مواجهة صعود تنظيم داعش، ولا يزال حوالي  2500 جندي أمريكي في البلاد للمساعدة في منع عودة التنظيم من الظهور، كما أنهم يراقبون عن كثب إيران التي ازدادت قوتها داخل العراق بعد سقوط صدام وانسحاب الولايات المتحدة، فللميليشيات الإيرانية داخل العراق صلات مع كل من طهران والأحزاب السياسية في بغداد.

 جوست هيلترمان من مجموعة الأزمات الدولية يخبرنا أن العراق قد تحدى السائد، ويقول: “أصبح المجتمع العراقي يتمتع بقدر من الحرية، وإن كان محدودا. ولأول مرة في تاريخه يتمتع بنظام متعدد الأحزاب، وبانتخابات برلمانية دورية ونزيهة نسبيا، وصحافة حرة”. ويتابع “لكن في المقابل، تراجع إقبال الناخبين، وارتفعت موجات الاحتجاج التي غالبا ما تكون مدفوعة بنقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء”.

 رئيس الوزراء الحالي، محمد شياع السوداني، تولى منصبه في أكتوبر 2022 بعد صراع طويل ومتقلب على السلطة.

جاء السوداني مدعوما من كتلة من الأحزاب الموالية لإيران، لكنه حاول تبديد مزاعم أنه موالٍ لطهران وأشار إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع على أنها “شريك استراتيجي”.
اليوم، صنف مؤشر غالوب للمشاعر العالمية العراق على أنه ثالث أكثر الدول تعيسة في العام، بعد أفغانستان ولبنان.

AXIOS

زر الذهاب إلى الأعلى