القنوات العسكرية الأميركية مغلقة على بكين
الاستماع للمقال صوتياً
|
مقال رأي بقلم كيتلين دورنبو – نيويورك بوست
نقله إلى العربية المهندس بسام أبوطوق
أعربت الولايات المتحدة للقادة في الصين مؤخرا “عن مخاوفها بشأن إرسال بكين لبالون تجسس في المجال الجوي الأمريكي، ولكن الاتصالات بين القادة العسكريين ما زالت مغلقة” حسب ما يقول جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي.
“لا يزال لدينا علاقات دبلوماسية مع الصين، ولا يزال لدينا سفارة هناك”، يقول كيربي، ويتابع “من الواضح أن الاتصالات العسكرية ليست مفتوحة لنا الآن، وهذا أمر مؤسف”.
تعتمد القنوات العسكرية عادة خط هاتف للتواصل، بما يمنح الطرفان وسيلة مباشرة للتواصل تفادياً لاحتمالات سوء التفاهم والاشتباك الخاطئ، إلا أن محاولات الولايات المتحدة لاستخدام الخط لم يتم الرد عليها في الأزمة الأخيرة بين القوتين.
يقول كيربي أن واشنطن استخدمت القنوات الدبلوماسية الخاصة لمعالجة مخاوفها مع بكين، ولكن لم يتحدث القادة العسكريون الصينيون والأمريكيون منذ أن أمر الرئيس بايدن في 4 فبراير طائرة مقاتلة من طراز F-22 بإسقاط بالون المراقبة الذي قضى أسبوعا في التحليق عبر المجال الجوي الأمريكي.
حاولت واشنطن التواصل.. حيث طلب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مكالمة وزير الدفاع الوطني الصيني، وي فنغ، “فور اتخاذ إجراء لإسقاط منطاد جمهورية الصين الشعبية”، لكن بكين رفضت السماح للمسؤولين العسكريين بالتحدث، حسب تصريح المتحدث باسم القوات الجوية الجنرال بات رايدر الأسبوع الماضي.
أوقفت بكين اتصالاتها العسكرية مع الولايات المتحدة منذ أن قامت رئيسة مجلس النواب آنذاك، نانسي بيلوسي، بزيارة تايوان رغم تحذيرات إدارة بايدن.
يقول رايدر إنه “رغما عن هذا الازدراء، فإن البنتاغون سيواصل الضغط من أجل الحوار بين الجيشين لمنع سوء التفاهم الذي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات”.
ويتابع “نحن نؤمن بأهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية من أجل إدارة العلاقة بمسؤولية، إن القنوات بين جيوشنا لها أهمية خاصة في لحظات مثل هذه، وسيستمر التزامنا بفتح خطوط الاتصال”.
هذه الاتصالات مهمة بشكل خاص، حيث يستمر البنتاغون في تعقب وإسقاط الأجسام مجهولة الهوية في الجو، على مدار الأسبوع. يقول كيربي إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأجسام بالونات أو من أين أتت، لكن جهود جمع المعلومات جارية.
ويتابع “الحقيقة هي أننا لم نتمكن من الوصول إلى الأجسام الثلاثة التي أسقطت بسبب الأحوال الجوية”، والثالث تم إسقاطه فوق بحيرة هورون، لذا فهو تحت الماء، لذلك سنبذل قصارى جهدنا لاستعادتها.”
يحمل بالون التجسس الصيني هوائيات ومواد أخرى لجمع المعلومات، ويقول كيربي إنه من المحتمل أن هذه البالونات لا تحمل نية خبيثة، فمن المعروف أيضا أن مؤسسات البحث وشركات تحديد المواقع الجغرافية تستخدم هذا النوع من المعدات.
وأفاد: “يوجد كيانات مؤسسية لتحديد وإيضاح هذه الأنشطة، وهناك مؤسسات بحث أكاديمي تعمل عليها “. وأضاف: “نحن لا نعرف، ولكن بمجرد أن نتمكن من الحصول على الحطام ونكتشف فإننا سنشارك المعلومات”.
وفيما تواصل بكين نفي استخدام البالون قبل أسبوعين للمراقبة، فهي أصرت بداية “على أنه منطاد لرصد الطقس خرج عن مساره، ثم أشارت إليه لاحقا على أنه “منطاد مدني” كان إسقاطه “إساءة استخدام للقوة ورد فعل مبالغ فيه، حسب تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ ون بين.
يقوم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حاليا بمعالجة المواد المسترجعة من البالون الذي تم استرداده قبالة ساحل ولاية كارولينا الجنوبية.
هذا وقد شنت الصين في الأيام الأخيرة حملة إعلامية كان آخرها اتهام الولايات المتحدة بإرسال أكثر من 10 بالونات عالية الارتفاع إلى مجالها الجوي في العام الماضي.
وينفى كيربي وزميله المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون هذه التقارير، مضيفين أن أي ادعاء بأن الحكومة الأمريكية تشغّل بالونات مراقبة فوق الصين غير صحيح.
يقول واتسون: “إن الصين لديها برنامج لمناطيد مراقبة تحلق على ارتفاعات عالية لجمع المعلومات الاستخباراتية، وهو مرتبط بجيشها، وقد استخدمته لانتهاك سيادة الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة عبر القارات الخمس”.
*الترجمة والتحرير الخبري خدمة يقدمها المحرّر في منصة WHIA نقلاً عن النص الانكليزي الأصل، مع الاحتفاظ بجوهر الخبر ومراعاة دقة نقل المعلومات.