“بحر من الدماء” إيران تكشف عن عقيدتها العسكرية
الاستماع للمقال صوتياً
|
بقلم سيث فرانتزمان – جيروزاليم بوست
نقلته إلى العربية ريهام الحكيم
في مقابلة تليفزيونية مطوّلة لوكالة فارس الإيرانية، الموالية للنظام والقريبة من الحرس الثوري، تحدث نائب وزير الدفاع الإيراني، علي رضا الشيخ، عن قراءة النظام الإيراني لعقيدته العسكرية.
كشفت المقابلة عن ارتباط العقيدة العسكرية في إيران بالعقيدة العسكرية الروسية، و جزءا من العقيدة الباكستانية ايضا، وكيف ترتكز التدريبات على الصواريخ والطائرات بدون طيار(الدرونز)، والهدف هو إرسال تحذيرات لخصوم إيران في الخليج بزعزعة استقرار المنطقة في حال واجهت إيران صراعا أكبر.
كيف تفسر إيران عقيدتها العسكرية؟
ينقسم الجيش الإيراني إلى قوى عسكرية “تقليدية”، كالقوات البحرية والجوية والبرية، وقوى عسكرية “غير تقليدية”، كقوات “الحرس الثوري الإيراني” وهو ما يمثل قوات النخبة التي تحرس النظام في الداخل، وتنفذ عمليات خارج الحدود الإيرانية في أماكن مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.
تحدث الشيخ عن اهتمام النظام الإيراني بالتدريبات البحرية والعسكرية، وقال أن الجمهورية الاسلامية قد أجرت نوعين من التدريبات الأسبوع الماضي، الأول هو تدريب يركز على البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، والآخر تدريبات عسكرية بشكل أكبر.
وبالنسبة للتدريبات العسكرية الأخيرة، والتي قد أجريت على مساحة ملايين الكيلومترات المربعة، وضمت مساحة كبيرة من الساحل وكذلك خليج عمان والمحيط الهندي، بإستخدام الدرونز وصواريخ بعيدة المدى لتشمل تغطية مناطق واسعة من المحيط الهندي وبعض المناطق الساحلية، ولتظهر طهران أنها تستطيع ضرب السفن في خليج عمان.
وصف الشيخ التدريبات بـ “المهمة” لإظهار قوة التكتيك والاستراتيجية الإيرانية، حيث أن الحروب لا تعتمد على قوة واحدة، بل عملية تسلح وقوات مشتركة والجمع بين مختلف الوحدات لتشمل كل موارد الأمة.
ولأن الحرب الحديثة أصبحت تعتمد على عمل الوحدات المختلفة معا، تريد إيران أن تكون قادرة على استخدام أسطولها البحري بجانب قواتها البرية والجوية، بالإضافة إلى الحرس الثوري الإيراني ايضا. وهو ما يشبه خطة “قوة الدفع الخماسية” التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في عمل الوحدات العسكرية معا، وسلاح المشاة البحرية الأمريكي ايضا.
كيف ستدافع إيران عن نفسها ضد أى هجوم عسكري؟
أستبعد القائد الإيراني أى غزو يتم من الحدود العراقية الغربية، وذلك لان إيران عملت على مدى عقد ونصف للسيطرة على جارتها الغربية، وكذلك من المستبعد أن يكون هناك خطرا على الحدود الشمالية على طول الحدود الأذربيجانية الأرمنية، بعكس التوترات مع الخليج المصاحبة لتهديدات الولايات المتحدة؛ وعليه فان إيران تتخذ من السياسية الدفاعية أو ما أسماه “الدفاع الحاسم” نهجا يعمل ألا يصل أي عدو إلى أرضها، وأي دولة تأمل في الوصول إلى إيران، عليها عبور “بحر من الدماء”.
وقال الشيخ أن إيران تستعد لأي هجوم برمائي محتمل، عبر الخليج ’الفارسي’ أو خليج عمان، بإستخدام قواتها البحرية والبرية والجوية، وذلك عن طريق التسلل إلى دولة أخرى قبل القيام بأي غارة.
واستعرض الشيخ قوة إيران الصاروخية، ذكر نجاح طهران في تصدير طائرات الدرونز لروسيا، واستخدامها في التدريبات الأخيرة واستهداف نماذج بالحجم الطبيعي لسفينة، كما كان في عملية “ذو الفقار”، حيث قام الجيش الإيراني بإنشاء نموذج بالحجم الطيبعي لسفينة Sa’ar 6 الإسرائيلية، بالإضافة لإنشاء نظام دفاع جوى معقد متعدد الطبقات، والذي استخدم في إسقاط الطائرة الأمريكية بدون طيار من طراز Global Hawk في عام 2019.
واعترف القائد الإيراني بوجود بعض المشاكل خلال التدريبات الأخيرة، كونها مكلفة جدا في ظل العقوبات الإقتصادية على الإقتصاد الإيراني.
هذا وتحاول إيران إنشاء دفاعات جوية أفضل، عن طريق دمج أنظمة الرادار والكشف لدفاعتها الجوية، حتى لا تكرر الخطأ الذي تسبب في كارثة سقوط الطائرة الأوكرانية عام 2020 عندما كانت انظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب للغارات الجوية الأمريكية، ولم يتم تنبية الطائرات المدنية وإعادة توجيهها.
وعن قدرات الجيش الإيراني البرية، قال الشيخ إن الحرب “الكلاسيكية” أي التقليدية لم تتغير في عقيدة الجيش الإيراني منذ فترة الحرب مع العراق الذي كان يمتلك أسلحة أفضل في ذلك الوقت. ولمّح الشيخ إلى أن القوات البرية الإيرانية قد تكون كبيرة على الورق، ولكنها غير مجهزة لخوض حرب على الطريقة الحديثة.
فغير الحرب على “داعش” ومساعدة العراق على محاربة الجماعات الجهادية، إيران تحاول التعلم من الدول الأخرى، كمثال العمليات البرية في باكستان والحرب الروسية في أوكرانيا.
وأنهى الجنرال الإيراني حديثه بالقول: “الأعداء يعرفون قوتنا.. ويراقبوننا.. كما أننا نظهر لهم جانبا من قدرتنا، فالتدريبات الإيرانية ليست فقط مهمة لتعلم الجمع بين الوحدات الإيرانية (البرية والجوية والبحرية)، بل هي رسالة لأعدائنا بأن إيران ليست مثل أي دولة أخرى”.