آخر التحديثاتأبرز العناوينبوّابة سوريا

الجيش العراقي لتأمين “الخط الصفري” على الحدود مع سوريا وإيران

الاستماع للمقال صوتياً

بغداد- WHIA

بقلم ريهام الحكيم

أعلن الجيش العراقي عن بداية تنفيذ أمر للقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال الإجتماع الأمني الأخير لضبط ما يعرف بـ “الخط الصفري” الخاص بالحدود بين العراق وكلا من إيران وسوريا.

وجاء إعلان يحى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، بأن وزير الدفاع الحالي ثابت محمد سعيد قد أمر بالمضي بنظام “البديل”، بالتزامن مع تصاعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” داخل العراق وسوريا في الأشهر الأخيرة.

القرار الذي اتخذه السوداني، رئيس الوزراء المحسوب على قوى”الإطار التنسيقي” المقربة من إيران، استبق القرار بزيارة طهران لبحث مسألة أمن الحدود بين البلدين، بعد سلسلة من الهجمات الإيرانية على مواقع تابعة لأحزاب كردية إيرانية معارضة تتمركز في إقليم كردستان العراق.

دعت إيران، الحكومة العراقية، مرات عديدة لنشر قوات حرس الحدود العراقية على كامل الحدود مع إيران، الخطاب الإيراني حمل التهديد بالتدخل في العراق ضد مواقع الأحزاب الكردية المعارضة المتمركزة في إقليم كردستان.

فهل تفلح الخطوة العراقية لدرء التهديد الإيراني ووقف الهجمات التركية على الأراضي العراقية تحت ذريعة ممارسة مسلحي حزب “العمال الكردستاني” PKK المعارض لأعمال إرهابية؟

أما عن موقف حكومة اقليم كردستان من عملية نشر قوات حرس الحدود، وموقف قوات “البشمركة” التابعة لحكومة الإقليم، فهل تقبل إيران مشاركة كردية في ضبط الحدود بينها وبين العراق بعد أن شغلت سلسلة من عمليات القصف والضربات الصاروخية من إيران، على أراضي إقليم كردستان العراق خلال عام 2022، ملقية عبئا إضافيا على كاهل الكيان الكردي المثقل منذ سنوات بأزماته الداخلية وخلافاته العصية على الحل مع الحكومة الاتحادية في بغداد؟

يحظى أكراد العراق، منذ مطلع التسعينات الماضي، بحكم شبه مستقل عن بغداد، وعرف الإقليم بأنه الأكثر استقرارا بالمقارنة مع بقية المناطق العراقية، لكن خطواتهم المعروفة باسم “الحلم الكردي للاستقلال” تعترضها جملة من التحديات، أهمها مخاوف دول الجوار المتمثلة بإيران وتركيا و تداعيات ذلك على التوازن الإقليمي، وكذا موقف واشنطن الذي يقف دون مشروعهم في الاستقلال.

في السنوات الأخيرة، تحول الإقليم الكردي المستقر نسبيا، لساحة للصراع على النفوذ بين الدولتين اللتين غالبا ما تتخذان نشاط المجاميع الكردية المعارضة للدولتين على الحدود داخل الإقليم ذريعة لشن عمليات عسكرية.

اتهمت إيران حكومة الإقليم بدعم أنشطة استخبارية إسرائيلية، وشن “الحرس الثوري” الإيراني ضربات صاروخية من نوع باليستي في مارس/آذار الماضي، مستهدفا منزل رجل أعمال ورئيس شركة نفطية أسمه الشيخ باز البرزنجي من دون وقوع خسائر بشرية، واتهمه الإيرانييون بأنه “يمثل مركزا استراتيجيا للمؤامرات الصهيونية في أربيل”، وهو ما نفته حكومة الإقليم التي كانت أعلنت حينها نيتها إنشاء مشروع لتصدير الغاز إلى تركيا.

توالت هجمات صاروخية محلية متكررة طالت منشآت نفطية في أربيل، أتهم فيها بعض الفصائل الشيعية التي تتبع قوات “الحشد الشعبي” المقربة من إيران، ثم جاءت عمليات قصف مدفعي جديدة لـ “الحرس الثوري” الإيراني على مجاميع كردية معارضة لطهران داخل الحدود العراقية.

وفي زيارة غير معلنة هدد الجنرال الإيراني، اسماعيل قآني، قائد فيلق القدس، المسؤولين العراقيين باجتياح الحدود مع الإقليم، وطالبهم بنشر قوات عسكرية وإبعاد المجاميع الكردية المعارضة، وهو ما دفع بحكومتي أربيل وبغداد أخيرا إلى الاتفاق لتشكيل ألوية جديدة ونشرها على الحدود.

زر الذهاب إلى الأعلى