نانسي بيلوسي بين قوة المنصب وجدل الحزبية
الاستماع للمقال صوتياً
|
واشنطن-WHIA
توجهت الأنظار يوم الخميس 17 نوفمبر باتجاه السيدة نانسي بيلوسي، البالغة من العمر 82 عاماً، حين أعلنت تقاعدها، وقالت:” لقد حان الوقت لجيل جديد لقيادة الحزب الديمقراطي”.
نانسي بيلوسي اسم مؤثر في السياسة الأمريكية منذ عقود عدة، وهي أول امرأة في الولايات المتحدة تتولى رئاسة مجلس النواب، المنصب الذي يضعها في المرتبة الثالثة في هرم السلطة بعد الرئيس ونائبه.
قضت بيلوسى معظم حياتها السياسية داخل الكابيتول، لكنها لم تُعرف للجمهور العريض إلا عندما تصدرت خلافاتها وأزماتها مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب خلال السنوات الأخيرة.
فقد تولت نانسي بيلوسي رئاسة مجلس النواب الأميركي في العام 2018، لكن على مدى 6 سنوات، منذ انتخاب دونالد ترامب عام 2016، شهدت مسيرتها محطات أثرت في الحياة السياسية لبلادها والعالم، من أشهرها خلافاتها مع ترامب:
– تعطيل تمرير الميزانية لأول مرة منذ عقد حيث ظلت الولايات المتحدة لأكثر من أسبوع بدون ميزانية بسبب طلب ترامب مبالغ ضخمة لتمويل بناء جدار حدودي بين أميركا والمكسيك لأجل مكافحة” تجارة المخدرات ودخول المهاجرين”، وهو الأمر الذي عطله حزب الديمقراطيين.
-قيادتها مجلس النواب لإصدار تشريع يحد من صلاحيات الرئيس العسكرية بعد قرار ترامب الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا.
– واقعة البيان الاتحادي، حين لم يصافح ترامب بيلوسي، والتي ردت بتمزيق البيان في وجهه أمام الكاميرات.
أشعلت بيلوسي الصراع بعد تمريرها تشريعا لعزل ترامب داخل الكونغرس بحجة إساءة استخدام النفوذ وعرقلة الكونغرس، قبل أن يبرئه مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية حينها.
وبعد هزيمة ترامب في انتخابات 2020، استطاعت الضغط لإخضاعه لتحقيق بتهمة تحريض محتجين على اقتحام مجلس النواب ومازال التحقيق جاريا حتى الآن.
وواصلت بيلوسي إثارة الجدل بزيارتها الى تايوان، الدولة التي تعتبرها الصين مقاطعة منشقة، ولكنها تتلقى دعماً عسكرياً أمريكياً. ولم يكن في الأمر مفاجئة بالنسبة للذين تابعوا المسيرة المهنية لهذه السياسية الأمريكية، فخلال ما يقرب من 40عاماً من العمل السياسي، لطالما كانت بيلوسي من أشد المنتقدين للصين.
فيما بدت بيلوسي شخصية مثيرة للانقسام ومقاتلة شرسة، إلا أنها أجرت مساومات مع الجمهوريين حول تشريعات تاريخية، مست حياة الأمريكيين بطرق عديدة، منها ما يتعلق بكيفية حصول الملايين على الرعاية الصحية وحالة الطرق وتخفيف أعباء الديون على الطلاب والحد الأدنى للأجور والتقدم في مكافحة تغير المناخ.
بيلوسي التي أعلنت تخليها عن قيادة الديمقراطيين بالمجلس بعد أكثر من عقدين على توليها هذا الدور، هي أقوى امرأة في السياسة الأمريكية، وواحدة من أكثر القادة التشريعيين أهمية في الولايات المتحدة حيث عاصرت أوقات الحرب والاضطراب المالي والوباء والهجوم على الديمقراطية.
ويقول نيوت غينغريتش، الجمهوري المحافظ الذي تولى من قبل منصب رئيس مجلس النواب “إن بيلوسى لديها مسيرة رائعة. وأضاف أنها كانت مهيمنة تماما وهي واحدة من أقوى من ترأس مجلس النواب في التاريخ ولديها انضباط ومثابرة هائلة”.
ولدت بيلوسي في 26 مارس 1940 في مدينة بالتيمور، ماريلاند، وتنحدر من عائلة سياسية اشتغلت في الشأن العام، إذ كان والدها عمدة بالتيمور لمدة اثني عشر عاما، بعد أن مثل المدينة لمدة خمس فترات في الكونغرس.
“لن أنسى أبدا المرة الأولى التي رأيت فيها مبنى الكابيتول، كان ذلك في يوم بارد من شهر يناير عندما كان عمري 6 سنوات”، قالت بيلوسي في خطاب التنحي.
كانت هي وإخوتها ووالدها توماس داليساندرو جونيور في طريقهم إلى الكابيتول، ليؤدي والدها اليمين الدستورية لولايته الخامسة في الكونغرس عن ولاية ميريلاند.
وعلى مدى 35 عاما، مثلت رئيسة مجلس النواب بيلوسي سان فرانسيسكو، الدائرة 12 في كاليفورنيا، في الكونغرس.
بيلوسي هي الرئيسة رقم 52 لمجلس النواب، بعد أن صنعت التاريخ في عام 2007 عندما تم انتخابها أول امرأة تشغل منصب رئيس مجلس النواب.