القمم العربية وحق التنقّل العربي
الاستماع للمقال صوتياً
|
المحامي أدوار حشوة
نجحت الجزائر في عقد القمة العربية في موعدها المقرر بأكثرية عددية من ممثلي الدول ولكن ليس من الرؤساء والملوك الذين أرسلوا ممثلين عنهم وعن دولهم.
دعت الجزائر عددا من الرؤساء من دول أفريقية وإسلامية لا علاقة لهم بجامعة الدول العربية، وبررت حضورهم بحجة أن انعقاد القمة صادف ذكرى ثورة الجزائر.
وفي غياب قادة السعودية والبحرين والإمارات والمغرب، وغياب عدد من رؤوساء أرسلوا ممثلين عنهم، لم يعد هناك نصاب قممي. هذا يعني فشلا لقمة لم تحل خلافات كان من المفترض أن يحلها إجماع قادة الدول، وهي القضايا المعلّقة بين المغرب والجزائر، وكذا في ليبيا والسودان واليمن وسوريا ولبنان والمغرب، وتدخلات الدول في المنطقة من روسيا إلى أميركا ومن تركيا إلى إيران.
وحين تكون كل هذه الخلافات خارج البحث وجدول الأعمال، فإن القمة تصبح أقرب إلى رحلة سياحية!
مقررات القمة هي تكرار للمقررات السابقة (مبادرة السلام مع اسرائيل، دعم القضية الفلسطينية وتوحيد قياداتها، والدعوة إلى لم الشمل للدول العربية ).
بقي أن الذين استنكفوا عن المشاركة أكدوا حضورهم في القمة القادمة دون أن يوضحوا سبب عدم حضورهم هذه القمة.
لم تعد الجامعه منظمة إقليمية ذات أهمية سياسية ولاإق تصادية، ولا قابلة لتحقيق أحلام العرب بالوحدة، ولا حتى إمكانية التنقل العربي بين دولها بلا قيود ولا تأشيرات دخول.
صار الأوربيون والأميركيون يدخلون ويتنقلون بلا تأشيرات، ويُرحّب بهم في فرص العمل، بينما العربي تجلده مخابرات كل دولنا مراقبةً ومعوقات، حتى تفرّقنا أديانا وطوائف لا تختلف فيما بينها وحسب، بل تتحارب تحت علم الجامعه العربية!
في قمة الكبار أو بدونهم لم يتبدل شيء، ولا جديد يُذكر قادراً على تغيير الحقيقة الوحيدة المتوارثة في أننا في كل اجتماعاتنا (نتّفق على ألا نتّفق).