آخر التحديثاتأبرز العناوينمقال الرأي

سوريا: حول مافيا الشبكة العسكرية‎‎

الاستماع للمقال صوتياً

المحامي أدوار حشوة

مافيا الشبكة العسكرية الطائفية التي (صادرت) تمثيل الطائفة العلوية، وادّعت انها الحامية لها، هي التي ورّثت بشار الأسد، وهي التي تحكم سوريا من وراء اسمه حتى الآن.
.
هذه الشبكة تجتمع دوريا وتبتّ في السياسة العامة وفي قرار الحرب وفي دعوة قوات أجنبية، وما تتركه للأسد هو بعض القضايا الإدارية. وحتى المراسيم أو القرارات التي يصدرها تخضع للرقابة من الشبكة.

العلويون في الجبل كانوا يتندّرون ويقولون في وصف هذه الحالة بأن المافيا تطيع الأسد ما أطاعها.

من يعتقد أن بشار الأسد وحده هو الحاكم المنفرد كما كان أبوه، يقع في خطأ الاستنتاج.

الفرق بين حافظ وبشار كبير في الحكمة والنضج السياسي والعسكري، فحافظ كان يتمتع بشخصية قيادية وعلى علم ومعرفة بالسياسة ما هو داخلي منها وما هو عربي ودولي، في حين أن بشار صار قائدا بالصدفة.

لم تهدف الثورة إسقاط شخص واحد وتكتفي به، بل معه اسقاط الشبكة العسكرية التي تشكل مافيا من الحرامية والمجرمين، والتي بالحل الأمني تسببت في حرب أهلية تم فيها توريط الطوائف وكل مكونات المجتمع السوري – بما في ذلك الطائفة العلوية- جبرا وتخويفا.

هذا لا يعني أن الرئيس غير مسؤول، لأنه في النظام الرئاسي الذي يحتكر الرئيس فيه كل الصلاحيات يصبح مسؤولا عن أصغر الارتكابات في مؤسسة الحكم.

ما قصدته ومازلت أقصده هو أن ربط نجاح الثورة برحيل شخص واحد لاغير لا يكفي، لأن الشبكة قادرة على توريث أوفرض شخص جديد حتى من خارج بيت الأسد.

هذه الشبكة المحدودة العدد من اللصوص المنتفعين من الحرب هي التي تسيطر على المراكز العسكرية في الجيش والأمن وخاصة في القوى الجوية ومخابراتها وفي الحزام العسكري حول دمشق، وقد صادرت باقي الجيش.

لا بد من تصحيح هذا القصور في فهم المشكلة، و لا بد من مصالحة وطنية تساعد العلوين على استرداد طائفتهم المسروقة من هذه المافيا الضيقة.

ولابد أن تسترد المعارضة الثورة من الذين سرقوها وحولوها من حلم الديمقراطية إلى كابوس التطرف، وانتفعوا منها، فوقعوا في المستنقع الذي قادتهم إليه الشبكة التي استغلت هذا التحول لتوريط العلوين بالإكراه أو  التخويف في حرب أهلية أخذت خيرة شبابهم.

لا الأمم المتحدة ولا أي مبعوث دولي ولا عشره من أمثاله يستطيعون تحقيق السلام الوطني الداخلي بدون أن ترحل كل شبكات الجريمة التي تعمل تحت غطاء الدولة.

الحكماء والشرفاء من كل الطوائف من الصامدين والصامتين الذين فقدوا أولادهم وشردوا وجاعوا وأضحوا بلا وطن، هم من يستطيعون باتفاقهم على العيش المشترك
استرداد جيشنا ووطننا المسروق، و بناء الوحدة الوطنية، وطرد كل الغرباء.

من ينتظر حلا (مع) أو(مِن) محتلين أو من مافيات سينتظره ألف عام.

انتقال سوريا من الحرب الأهلية إلى السلام والديمقراطية هي مهمة جيل جديد من شعب جبار يعرف طريقه إلى الحرية ولن يهزمه التاريخ.

المحامي أدوار حشوة

محامي وسياسي ومفكّر سوري أميركي له ما يزيد على 30 مؤلّف في السياسة والأدب والقانون
زر الذهاب إلى الأعلى