معتقل أميركي خارج سجن طهران تحسّباً من عودة الجمهوريين (سيناريو ريغان والرهائن)
الاستماع للمقال صوتياً
|
مرح البقاعي
رسالة التحرير
يتحدّث التاريخ إنه حين احتُجز الدبلوماسيين الأميركيين في العام 1980رهائن في السفارة الأميركية بطهران، قام الرئيس الجمهوري آنذاك رونالد ريغان حال فوزه على منافسه الديمقراطي الرئيس جيمي كارتر في انتخابات الرئاسة للعام نفسه، قام بمخاطبة الخميني قائلا: “لو كنت في موقعك لسعيت للتوصل إلى حل مع كارتر فهو رجل لطيف، وأنا على ثقة من أن موقفي حينما أصل إلى البيت الأبيض حيال هذه القضية لن يعجبك”! أما ردّ الفعل الإيراني فجاء مباشرا وحاسما بإطلاق سراح الرهائن الأميركيين في اليوم الأول لدخول الرئيس ريغان ومباشرته لمهامه الرئاسية من المكتب البيضاوي.
اليوم، وفي موقف غير متوقّع، أعلنت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية -وهي وسيلة إعلامية حكومية تنطق باسم الدولة – إن مواطنا أمريكيا إيرانيا محتجزا في إيران قد غادر البلاد. وذكرت الوكالة أن، باقر نمازي، وهو في منتصف الثمانينيات من عمره، غادر إلى عُمان يوم الأربعاء، وعرضت لقطات له وهو يستقل طائرة.
حدث هذا بينما تجتاح إيران أعتى موجة اضطرابات عرفتها منذ ثلاث سنوات، تدّعي حكومة طهران أن “قوى خارجية” تقوم بتأجيج الاحتجاجات.
اعتقل باقر في فبراير 2016 أثناء محاولته زيارة نجله المسجون بتهمة “التواطؤ مع دول أجنبية”. ولأن الشيء بالشيء يذكر، وأن حكومة طهران تدرك كيف ستنقلب الأمور إذا ما عاد الجمهوريون (كما تشير معظم استطلاعات الرأي) إلى الواجهة السياسية في واشنطن في الانتخابات القادمة بعد أسابيع، لذا قاموا بحركة استباقية وأفرجوا عن رهينة أميركية، تحسّبا من تاريخ قد يُعيد نفسه.