السلاح النووي على زناد الكبرياء الروسي الجريح
الاستماع للمقال صوتياً
|
المحامي ادوار حشوة
الغزو الروسي لأوكرانيا تطور إلى مشروع حرب طويلة تشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتحولت إلى حرب عالمية بلا نووي.
كل أسلحة الحرب الحديثة دُفعت إلى ساحة الحرب، وبلا حدود، ترافقها أموال وإحداثيات ومخابرات وأقمار صناعية وعقوبات وحصار.. وكل ذلك تحت اسم (مساعدات لاوكرانيا ).
اذا كان كل ذلك ليس حربا ولا تدخلا، فيها فما هي الحرب إذاً، وما الذي ينقصها لتكون عالمية ولو بلا نووي؟
مما لا شك فيه أن المخطط الروسي الزمني لخريطة غزو أوكرانيا قد فشل تماما، وما نجح منه هو نشر الخراب في غير قدرة على سيادة مستقرة على المكان بمواجهة مقاومة عنيدة وباسلحة متطورة لم تخطر على بال الروس وانزلت بقواتهم اكثر من خمسين الف قتيل في خمسة اشهر .
مما لا شك فيه ان روسيا كدولةعظمى ونووية لا يمكن أن تهزم كما هزم هتلر، ولكنها في أوكرانيا لن تنتصر أبدا، وغزوها يستحيل نجاحه في حرب لم تعد فيها أوكرانيا وحيدة.
ما هو من السياسة، وفي ظل وجود السلاح النووي ما هو من الحكمة، أن يُمنع تحوّل الحرب الروسية إلى حرب ذات أنياب نووية، ولو محدودة. ولا بد من فسحة هدوء تتحرك خلالها أطراف دولية باتجاه حل سياسي لا تبدو فيه روسيه مهزومة.
مع وجود السلاح النووي على زناد كبرياء روسي مجروح قد يدفع بوتين إلى استعماله خارج العقل، ودون أن يفكر في ما وراء ذلك من دمار عليه وعلى روسيا وعلى العالم.
بقي أن حلا من الداخل الروسي (الشعبي أو العسكري) قد يعيد ترتيب قيادة جديدة توقف الحرب وتعيد روسيا إلى حاضنتها الأوروبية، وربما جزءا من الاتحاد الأوروبي.
الوساطة السعودية بشأن الأسرى ونجاحها خطوة باتجاه حل سياسي. أما الثلاثي الصيني- الأميركي- الفرنسي، فعليه المسؤولية لوقف حرب اقتربت من الخط النووي الأحمر، ويجب أن تنتهي، فقد أخذ منها الطرفان دروسا كافية من الجنون والخراب.