من هو بديل الرئيس في سوريا؟
الاستماع للمقال صوتياً
|
المحامي ادوار حشوة
الانفجار الشعبي في سوريا ضد النظام عام 2011 كان عفويا ومفاجئا وشبابيا، لم يخطط له حزب ولا كان بسبب مؤامرة دولية!
تحويل هذا الانفجار من الصراع ضد الاستبداد إلى حرب أهلية كان بسبب أخطاء توزعتها عدة جهات ودول ومن الطرفين. فسوريا تعيش تحت الحكم العرفي الذي ألغى الدستور والحريات والأحزاب لمدة 67 عاما، وانتهى بعد انقلاب العام 1963 إلى نظام يقوم على (حكم عسكري بجذر طائفي).
كان ذلك هو السبب في الثورة التي فاجأت العالم الذي أصبح يسأل عن البديل.
المؤسف أن دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية كانت تعتقد أن بشار الأسد يحكم سوريا. في حين أن من يحكمها هو مجلس عسكري طائفي مكوّن من مجموعة من شذّاذ الآفاق، يطيعون الأسد ما أطاعهم الأسد. والمؤسف أن دولا عديدة تعتقد أنه لا يوجد في المعارضة بديل مؤهل، في حين أن سوريا تعاني من كثرة الزعامات والأحزاب إلى درجة أن شكري القوتلي قال لجمال عبد الناصر يوم إعلان الوخدة بين البلدين العربيين: (أودعك دولة تعاني من وجود 3 ملاين زعيم!).
كل دولة تريد وتبحث عن رئيس بديل يحقق مصالحها:
تركيا تريده من الإخوان المسلمين بما يلحق سوريا بالسلطنة العثمانية
إيران تريده شيعيا ما يهيء إلحاق سوريا بولاية الفقيه
السعودية ومعظم الخليج يريدون رئيسا يفكّ ارتباط سوريا بايران
الفرنسيون يريدون رئيسا يحترم وحدة لبنان وحرياته
الأميركيون يريدونه ضد الارهابيين والإرهاب، والباقي تفاصيل
اسرائيل تريده كما الأسد تماما، شريكا في السلام على حدودها
الشعب السوري (يريده أن يكون للجميع لكي يكون الجميع معه) ويريده أن (يأتي ويغادر من خلال صناديق الاقتراع).
لا يمكن وبأي مقياس جمع هذه المتناقضات على طاولة الحل السياسي في معركة الصراع على سوريا، ولكن
كل الزبد يذهب جفاء وما يريده السوريون كما قال يوما أبوالعلاء المعري: وأي عظيم راب أهل بلادنا/ فإنا على تغييره قدراء.