هل تكون أحداث ليبيا ذريعة مصر للانسحاب من قمّة الجامعة العربية في الجزائر؟
الاستماع للمقال صوتياً
|
وايتهاوس إن أرابيك/ AP
انسحب وزير الخارجية المصري اليوم الثلاثاء من جلسة لجامعة الدول العربية عُقدت في العاصمة القاهرة، حين ترأستها نجلاء منغوش — كبيرة الدبلوماسيين في حكومة طرابلس برئاسة عبد الحميد دبيبة.
جاءت هذه الخطوة احتجاجا واضحا على تمثيلها ليبيا في القمة العربية، فمصر تدعم حكومة باشاغا المنافسة لحكومتها.
وبدت مقاعد الوفد المصري فارغة بينما كانت منغوش، وزيرة خارجية حكومة طرابلس، تلقي كلمة أمام اجتماع لوزراء الخارجية العرب.
ففي حركة محرجة لأن الاجتماع ينعقد في بلده، غادر وزير الخارجية المصري سامح شكري غرفة الاجتماعات في مقر جامعة الدول العربية عندما شغلت منغوش مقعدها لترأس الاجتماع.
مصر ترى في الفوضى بليبيا المجاورة تهديدا لاستقرارها، حيث يستخدم المسلحون الصحراء الليبية كملاذ آمن يشنون منه هجمات مميتة على قوات الأمن المصرية.
وتقول الحكومة المصرية إن ولاية حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها انتهت بعد أن نصّب البرلمان الليبي الذي يتخذ من الشرق مقرا له رئيسا للوزراء في وقت سابق هذا العام.
وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع ، حاول منغوش التقليل من شأن انسحاب شكري قائلة إنها “ليست بأزمة وإنما اختلاف في وجهات النظر” فيما يتعلق بشرعية حكومة دبيبة.
نشأ الجمود السياسي الحالي في ليبيا نتيجة الفشل في إجراء الانتخابات في ديسمبر ورفض دبيبة التنحي. وردا على ذلك، عيّن البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا له ، رئيس الوزراء المنافس، فتحي باشاغا، الذي سعى منذ شهور لنقل حكومته إلى طرابلس دون جدوى.
ساهمت الانقسامات في تجدد القتال في الدولة التي مزقتها الحرب. وأسفرت الاشتباكات الدامية بين الميليشيات المدعومة من الإدارتين المتنافستين عن مقتل 23 شخصا الشهر الماضي في العاصمة الليبية، ما ينذر بعودة أعمال العنف وسط جمود سياسي طويل.
الجدير بالذكلر أن مصر داعم رئيس للقائد العسكري المتحالف مع باشاغا وهو الجنرال خليفة حفتر.