إيران تبيع “خردة عسكرية” لروسيا.. وواشنطن تردّ
الاستماع للمقال صوتياً
|
كتبت مرح البقاعي
رسالة التحرير
سواء كانت الطائرات الإيرانية بدون طيار التي نقلتها موسكو من طهران عبر طائرتي شحن روسيتين لمساندة جيشها في غزواته على الأراضي الأوكرانية، سواء جاءت هدية من طهران لحليفتها في حروبها المتوالية ضد شعوب حرّة الأول كان سورياُ والثاني أوكراني، أم أنها مدفوعة الثمن، فالطائرات أثبتت أنها أقرب إلا “الخردة العسكرية” منها أن تكون فاعلة في المعارك.
فالدفعة الأولى من طائرات “درونز” الإيرانية الصنع التي تلقتها روسيا من إيران تواجه بالفعل صعوبات فنية عديدة، وذلك وفقا لتقارير متطابقة.
هذا ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لم يرغب بذكر اسمه قوله إن روسيا واجهت “إخفاقات عديدة” مع الطائرات الإيرانية وهي من سلسلة “شاهد” و”مهاجر6″، وكلاهما مصنوع في إيران.
وأشارت رويترز إلى أن روسيا كانت بطيئة في تطوير قدرات طائراتها القتالية، والعقوبات الواقعة على حكومة موسكو جعلت من الصعب اقتناء التكنولوجيا المستوردة واللازمة لصناعة الدرونز، حيث نأت الشركة الرئيسة المنتجة لتلك التكنولوجيا في الصين عن بيعها إلى روسيا أو أوكرانيا لتجنب التورط في الحرب.
واشنطن التي تتابع بدقة الجسر الجوي للمعدات القتالية بين موسكو وطهران، لديها معلومات دقيقة أيضاً عن القطع الأساس المصنوعة منها الدرونز الروسية التي قامت موسكو بتطويرها واستخدامها في شهر يوليو الفائت، والتي كشفت التحقيقات في حطام بعض ما سقط منها أثناء المعارك على أرض أوكرانيا أنها تحوي قطعاً مسروقة من التكنولوجيا الغربية.
وواشنطن قامت بما يلزم للتصدي لاعتداءات الدرونز الروسية. فقد ضمّنت حزمة مساعداتها الدفاعية الأحدث لأوكرانيا أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار تُعرف باسم صواريخ VAMPIRE، والتي يمكن لصواريخها الموجهة بالليزر اصطياد طائرات الدرونز بصورة استباقية وبدقة بليغة. ولدى صواريخ فامباير الأميركية ميزة إضافية لسهولة التنقّل بها، حيث يلزم لتشغيلها شخصان فقط ويمكن تركيبها بسهولة على ظهر شاحنة نقل صغيرة الحجم.
فصل المقال يكمن في أن صفقة الدرونز بين إيران وروسيا قد تكون سبباً رئيساً في تعطيل التقدّم في المفاوضات النووية التي تهدف إلى إنجاز اتفاق جديد بين إيران والعالم الحرّ، وقد تكون تلك الصفقة المشبوهة طلقة الخلاص التي ستقوم بالإجهاز على المفاوضات المتعثرة أصلاً.