حقل نفطي إيراني مشترك مع السعودية قد يكون مؤشر البداية

كتبت مرح البقاعي 

رسالة المحرّر

ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن شركة النفط البحرية الإيرانية، أن إيران ستبدأ قريباً تطوير حقل “إسفنديار” النفطي الذي تشترك فيه مع المملكة العربية السعودية في حقلها النفطي المُسمّى حقل “لولو”.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من إسفنديار في غضون السنوات الثلاث المقبلة، حيث تعمل إيران على تطوير مواردها من النفط والغاز بكوادر ذاتية بمعزل عن العقوبات الأميركية المفروضة عليها، مما قد يعني أنها ستحتاج وقتا أطول لحصد العوائد. ومع ذلك، يبدو أن طهران مصممة على المضي في تطوير مواردها بعد أن أصبح حيّز العرض ضيقا للغاية، وأن معظم صادرات النفط الخام الإيرانية تذهب إلى الصين حصراً.

WHIA Channel المقال في فيديو من إخراج فريق وايتهاوس إن أرابيك

غير أن أوروبا تبدو حريصة اليوم على تدفق بعض النفط الإيراني إلى أسواقها إثر مقاطعتها النفط الروسي ضمن حزمة عقوباتها على موسكو بسبب حرب بوتين على أوكرانيا.

وقد يكون هذا الأمر هو ما يقف وراء سعي الاتحاد الأوروبي الحثيث ومحاولة التوسط لتسريع الوصول إلى اتفاق نووي جديد بين طهران وواشنطن. وقد أعد الاتحاد الأوروبي ما أسماه الصيغة النهائية للاتفاقية في وقت سابق من هذا الشهر وقدمها للطرفين للنظر فيها.

يبدو أن مساعي الأوروبيين سترى النور قريباً، حيث قامت طهران بالتنازل عن شرط إزالة الحرس الثوري اإيراني من قائمة الإرهاب، وهذا كان طلباً لن توافق عليه واشنطن أبداً، وشكّل عائقاّ طويل الأمد في وجه التوصّل إلى اتفاق مقبول لإدارة الرئيس جو بايدن.

الأمر الأكثر أهمية في هذا النبأ الذي أوردته طهران هو أن هذا الحقل هو مشترك مع المملكة السعودية، وأن مباشرة العمل فيه دونما عوائق قد تعني أن المحادثات بين العاصمتين الرياض وطهران، التي انطلقت بشكل متواضع بوساطة عراقية، إنما تنضج على نار هادئة، ولا سيما أن كل المؤشرات القادمة من واشنطن تشي بأن اتفاقاً نووياً سيتم إنجازه خلال أسابيع، وفي موعد سابق للانتخابات النصفية الأميركية التي تتحرّك في الحقيقة على صفيح ساخن في شدّ وجذب عنيف بين الحزبين الأميركيين – الديمقراطي الحاكم، والجمهوري المتربص للعودة إلى الحكم.

فهل سيكون الانفراج في عقدة الاتفاق النووي مع طهران بالتزامن مع الانفراجات في العلاقات البينية السعودية الإيرانية (حقل إسفنديار نموذجاً)، قادماً، وبأسرع مما نتصوّر؟

أتساءل.