الرئيس الصيني إلى السعودية الأسبوع المقبل
الاستماع للمقال صوتياً
|
وايتهاوس إن أرابيك/ The Guardian
يزور الرئيس الصيني، شي جين بينغ، المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل.
الاستعدادات للزيارة تجري على قدم وساق في العاصمة الرياض، حيث يتم التخطيط لإقامة حفل استقبال يقارب الحفل الفخم الذي استقبلت فيه المملكة الرئيس الأميركي الأسبق، دونالد ترامب، في الرحلة الخارجية الأولى له إثر وصوله إلى البيت الأبيض في العام 2016 كرئيس للولايات المتحدة.
وقد يكون شكل واستعدادات الاستقبال والترحيب بالزعيم الصيني، يتناقض تناقضا صارخا مع شكل الاستقبال المتواضع الذي قدّمته المملكة للرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، خلال شهر حزيران/يونيو الفائت، حيث كان مستوى التمثيل في استقبال الرئيس في المطار حال وصوله إلى أراضي المملكة منخفضا عن المستوى الذي كان يجب أن يكون لرئيس أميركي في أول زيارة له للبلاد.
ومن الجدير بالذكر أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة العربية السعودية، وهي أكبر مشترٍ للنفط السعودي. وكانت العلاقات التجارية بين البلدين قد تطورت في نفس الوقت الذي ابتعدت فيه واشنطن عن الشرق الأوسط، وأبدت نوعا من التقاعس عن حماية المملكة وكذا الإمارت العربية المتحدة من هجمات الحوثيين التي طالت العمق السعودي والإماراتي في آن.
وعلى العكس من الموقف الأميركي من أحداث بعينها في الشرق الأوسط، لم تقم الصين بالإدلاء بأي تعليق علني أو موقف رسمي من حرب السعودية في اليمن، كما أنها لم تتدخل حين قررت المملكة مقاطعة قطر، أو تبدي رأيا في حادث الإعدام الوحشي للمعارض والصحافي السعودي جمال خاشقجي. بينما الأحداث عينها تم استهدافها بالإدانة الشديدة من الولايات المتحدة وأوروبا.
هكذا تدخل الصين لتملأ الفراغ الإقليمي المتصاعد الذي تخلّفه إدارة بايدن بشكل متصل، وذلك نتيجة لانسحاباتها المتكررة في غير مكان من منطقة الشرق الأوسط، سواء كان الانسحاب عسكريا أم سياسيا تكتيكيأ، أو حتى على مستوى التحالف الاستراتيجي الذي يعود تاريخه إلى عقود بعيدة من الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.