مستشار البيت الأبيض الأسبق لـ “وايتهاوس ان أرابيك”: من الخطأ الاعتقاد أن البشر هم وحدهم في هذا الكون
الاستماع للمقال صوتياً
|
الفيزيائي الأمريكي بجامعة هارفارد آفي لوب: اذا كان هناك سبب واحد لجذب انتباه الحضارات الأخرى لكوكب الأرض فهو (الذكاء الاصطناعي)
حوار خاص أجراه محمد ماهر عضو هيئة تحرير وايتهاوس ان أرابيك WHiA
الشهر الماضي، شهد الكونجرس الأمريكي، جلسة استماع تاريخية، لمناقشة سلسلة الظواهر الجوية المجهولة أو( Unidentified Aerial Phenome) المعروفة اختصارا بـ UAP والتي كانت حتى وقت قريب تسمى بـ Unidentified Flying Objects والمعروفة اختصارا بـ (UFOS) أي الاجسام الطائرة مجهولة الهوية، والتي شهدتها الولايات المتحدة الامريكية خلال الفترة الماضية.
وخلال الجلسة التي شارك فيها مسؤولو البنتاجون، ومجتمع الأمن القومي الأمريكي، ومسؤولي الاستخبارات، تمت اثارة تساؤلات أكثر بكثير من تقديمها لـ إجابات واضحة للراي العام الأمريكي والدولي حول ماهية تلك الاجسام المجهولة التي تم رصدها، بل تركت الباب مفتوحا على مصراعيه امام جميع التكهنات والنظريات المختلفة.
وقال الفيزيائي الأمريكي، آفي لوب، الذي يقود مشروع جاليليو للبحث عن ظواهر جوية مجهولة يمكن أن تكون بسبب حضارات غير أرضية، بجامعة هارفارد الامريكية، لـ وايتهاوس ان أرابيك WHiA: “إن هناك تفسيران محتملان للظواهر الجوية المجهولة، أولها: إما أنها من صنع البشر أو من صنع حضارات خارج كوكب الأرض، حيث أنه في الحالة الأولى، ترغب الحكومة في معرفة التقنيات التي تستخدمها الدول الأخرى، اما في الحالة الثانية، يرغب العلماء في معرفة التقنيات التي طورتها حضارات خارج كوكب الأرض”.
وتابع لوب، الذي سبق وشغل منصب رئيس قسم علم الفلك بجامعة هارفارد (2011) -2020)، وعضوية مجلس مستشاري الرئيس الامريكي للعلوم والتكنولوجيا، أن “جلسة الاستماع الأخيرة في الكونجرس كانت معنية في الأساس بالظواهر الجوية المجهولة كتهديد محتمل للأمن القومي، لحماية سلامة العسكريين الامريكيين وأمن أمتنا، بينما المجتمع العلمي يرغب في معرفة اذا ما كانت مثل تلك الظواهر لـ أصول تكنولوجية من خارج الأرض أم لا”، مؤكدا “أن هذا يعد اهم وأكبر اكتشاف في تاريخ الإنسانية، ولذلك يجب تسخير كافة الجهود والإمكانيات لمعرفة الحقيقة”
.
ونبه الفيزيائي الأمريكي، في تصريحات خاصة لـ وايتهاوس ان أرابيك WHiA، إلى أن “البحث عن ذكاء خارج الأرض، لم يحظى لعقود بالاهتمام الكافي من الأوساط العلمية بما في ذلك من مجتمع العلماء المشاركين في البحث عن ذكاء خارج الأرض”، معربا عن أمله في أن تساهم جلسة الكونجرس الأخيرة، في مناقشة جادة حول تلك الظواهر، مشيرا إلى انه من الوارد أن تكون بعض مثل تلك الظواهر التي تم رصدها أمورا عادية أو حتى ظواهر طبيعية ولكن من أجل معرفة ما إذا كان هذا صحيحا أو انه راجع لـ اصل تكنولوجي من خارج الأرض، نحتاج إلى تحليل البيانات المتاحة بأفضل الأدوات الممكنة المتاحة لنا اليوم، وعدم الاعتماد على بيانات ذات جودة رديئة من العقود الماضية، مشددا على ضرورة تجاوز التعقيدات الحكومية في واشنطن وفي الأوساط الاكاديمية للعمل معا في بحث جاد حول طبيعة مثل هذه الظواهر.
وبسؤال عالم الفلك الأمريكي، مؤلف كتاب “خارج الأرض: العلامة الأولى للحياة الذكية خارج الأرض” عن ترجيحه الشخصي في مسألة الظواهر الجوية المجهولة، قال: “انظر، لقد أنشأت البشرية أول مفاعل نووي منذ ثمانين عاما، ومع ذلك، لم يكن هناك دليل في ذلك الوقت على أن أول مفاعل أرضي جذب انتباه حضارات خارج الأرض، ربما نظرا لأن الطبيعة تصنع أيضا مفاعلات نووية بمقاييس أكبر بكثير على شكل النجوم والشموس، وبالتالي لم يكن إنجازنا عميقا بشكل خاص على النطاق الكوني، نفس الشيء تكرر عندما تمكن المجتمع العلمي من تطوير أشكال بدائية للحياة في مختبراتنا، فقد حققت الطبيعة هذا التحدي ايضا في وقت مبكر من الأرض، بناءً على عمليات كيميائية عشوائية، وفي الحقيقة لا شيء من هذا أو ذاك يدعو لجذب الانتباه إلى الأرض”، مستدركا: “أن الامر الذي ربما قد يكون شكل فارقا كبيرا وجذب الينا الأنظار في محيطنا الكوني، هو إنشاء نظم للذكاء الاصطناعي (AI) والذي تزامن مع اتساع انتشار الظواهر الجوية المجهولة خلال الآونة الأخيرة”.
ورجح لوب، أن تكون بعض تلك الظواهر الجوية المجهولة راجعة بشكل أو بآخر إلى ذكاء اصطناعي من خارج الأرض، حيث يمكن في مرحلة ما أن تنجح النظم الأرضية للذكاء الصناعي التعرف على تلك النظم الأخرى (الغير أرضية)، بينما يكف المجتمع العلمي كمشاهد فقط، لكن عاد واكد ان هذه الفرضية لدينا ليس لديها ادلة تدعمها حتى اللحظة.
ومن الجدير بالذكر أن عالم الفلك الأمريكي لوب، يعكف على مشروع بحثي عملاق تحت اسم (جاليليو) يعكف خلاله مع مجموعة من العلماء والباحثين للبحث عن أدلة مادية على التكنولوجيا التي تنتمي إلى أصول خارج الأرض، بتكلفه 1.75 مليون دولار، وباستخدام شبكة من التلسكوبات الأرضية للبحث عن أجسام بين النجوم تنتمي لـ أصل من خارج الأرض، ومتابعة أي جسم غريب قد يكون سفنا فضائية محتملة في مدار الأرض، فضلا عن مركبات طائرة مجهولة الهوية في غلافنا الجوي.
يمكن متابعة الكاتب على تويتر @maher004