الجنرال جون ريموند قائد القوات الفضائية الأميركية في حوار مع وايتهاوس ان أرابيك
كتب محمد ماهر
الاستماع للمقال صوتياً
|
قائد الـ Guardians: مهمة القوات الفضائية الأميركية هي الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الفضاء
كشف الجنرال جون ريموند، رئيس عمليات قوات الفضاء الأمريكية، لـ «وايتهاوس ان أرابيك» عن الأسباب التي دفعت واشنطن، إلى إنشاء القوات الفضائية الأميركية في ديسمبر 2019، موضحا أنه كان هناك عاملان رئيسيان لعبا الدور الأبرز لإنشاء القوة الفضائية الأميركية وهما:
السبب الأول: هو اعتراف دولتنا بالفضاء باعتباره مصلحة وطنية حيوية للولايات المتحدة.
والسبب الثاني: هو القدرة المتزايدة لدول مثل الصين وروسيا على تعريض أصولنا الفضائية للخطر من خلال العمل على تطوير مجموعة متنوعة من أسلحة الفضاء المضادة، ومن هنا برزت الحاجة الامريكية إلى انشاء خدمة عسكرية مخصصة لتنظيم وتدريب وتجهيز القوات في مجال فضائي متنازع عليه.
وتابع قائد القوات الفضائية الأميركية، في تصريحات خاصة لـ «البيت الأبيض بالعربية» من العاصمة واشنطن، انه لطالما كانت سياسة الولايات المتحدة تعزيز سلامة وأمن واستدامة مجال الفضاء على المدى الطويل، وتتشارك القوة الفضائية مع حلفاء أمريكا والدول ذات النهج المماثل والتي ترتاد الفضاء لردع العدوان في الفضاء وضمان بقاءه آمنًا ويمكن الوصول إليه. كما ندعم الجهود المبذولة لتعزيز قواعد السلوك المسؤول لضمان استمرار قدرة جميع الدول على جني فوائد ارتياد الفضاء الآن وفي المستقبل حيث أن تبادل المعلومات هو السبيل الوحيد لضمان عدم نشوب صراع فضائي ناتج عن سوء الفهم أو خطأ في التقدير.
وفي اعقاب تأسيس قوة الفضاء الأميركية في ديسمبر 2019، ادي الجنرال جون ريموند، اليمين الدستورية في 14 يناير 2020 ليصبح رسميا خلال حفل خاص في مبنى مكتب ايزنهاور التنفيذي بالبيت الأبيض في العاصمة الأميركية واشنطن، ليصبح أول رئيس لعمليات الفضاء الأميركية.
وبسؤال الجنرال ريموند، عن تنامي التهديدات الروسية والصينية في الفضاء، قال: ” ما نواجه في الفضاء هو اقرب إلى ” تحد ٌ” من كل من روسيا والصين، وهذا التحدي يتزايد في النطاق والحجم والتعقيد، وهو أمر مقلق للغاية لنا، كان الروس نشيطين مؤخرًا، حيث قاموا بالفعل ببعض التجارب مثل اختبار سلاح مضاد للأقمار الصناعية في مدار مشترك وتدمير أحد أقمارهم الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، مما أدى إلى إنتاج أكثر من 1500 قطعة من الحطام الفضائي حول الأرض، مما تسبب في تهديد سلامة الرحلات الفضائية لسنوات قادمة.
ومع ذلك، لا ينبغي أن تؤدي الطبيعة الحديثة للنشاط العسكري الفضائي الروسي إلى استنتاج مفاده أن روسيا تشكل تهديدًا في الفضاء اكبر من الصين”
وتابع: ” في الواقع يتمتع الصينيون بقدرات فضاء مضادة كبيرة وعملية تمثل بالنسبة لنا تحديا كبيرا، حيث أظهرت كل من الصين وروسيا القدرة على أداء مناورات معقدة في حول الأرض، وكلا الدولتين يمتلكان صواريخ أرضية مصممة لتدمير الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض، ولدى كلتا الدولتين مجموعة من أجهزة التشويش التي يمكنها تعطيل روابط الأقمار الصناعية وأجهزة الاستقبال، وكلاهما يطور أسلحة طاقة موجهة بالليزر يمكنها تعمية أجهزة الاستشعار البصرية أو إتلاف الأقمار الصناعية بشكل دائم”
وقبل إشاء القوة الفضائية كان الجنرال ريموند أو John W. “Jay” Raymond، أكبر ضابط فضاء في سلاح الجو الأمريكي، حيث امتدت سنوات خدمته بالجيش الأمريكي لما يقرب من37 عاما، تدرج خلالها في المناصب المختلفة حتى، شغل منصب نائب رئيس الأركان في الجيش الأمريكي خلال الفترة من أغسطس ٢٠١٥ حتى أكتوبر ٢٠١٦، ثم قاد الجنرال ريموند إعادة إنشاء قيادة الفضاء الأمريكية لتصبح القيادة الـ 11 في الجيش الأمريكي.
وحول الفرق بين USSF أو القوات الفضائيةا الأميركية ووكالة الفضاء الأميركية NASA أوضح الجنرال ريموند أن القوات الفضائية الأميركية هي خدمة عسكرية تتمثل مهمتها في الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الفضاء، NASA هي وكالة مدنية تركز على استكشاف الفضاء والبحث والاكتشاف العلمي، ومع ذلك، في حين أن للقوة الفضائية ووكالة ناسا مهمات مختلفة، فإن التعاون هو السمة الغالبة بين الجهتين حيث يعمل الطرفان بشكل وثيق في مشاركة الأبحاث والتدريب وتطوير التكنولوجيا الفضائية.
وعن سر اطلاق اسم “الحراس” أو الـ “Guardians ” على أفراد القوة الفضائية، أوضح الجنرال ريموند، أن الحراس أو Guardians هو اسم مرتبط منذ فترة طويلة بالعمليات الفضائية، ويرجع إلى شعار القيادة الأصلي لقيادة الفضاء الجوية في عام 1983، “حراس الحدود العليا”. ويربط اسم Guardian بين التراث الفخور للعمليات الفضائية الأميركية وقيم محترفي الفضاء العسكريين بمهمتهم الكبيرة والمتمثلة في حماية الأرض المرتفعة في نهاية المطاف.
وبسؤال الجنرال ريموند عما اذا كان هناك لدى قوة الفضاء الأمريكية أي خطط لمواجهة الأخطار غير التقليدية التي تواجه الأرض من الفضاء مثل النيازك أو حتى الـ (UAP)
قال الجنرال ريموند: “إن القوات الفضائية الأميركية ينصبّ تركيزها في الأساس على تنظيم وتدريب وتجهيز وتقديم قوات فضائية جاهزة لأوامر القتال، لدعم الاهداف الوطنية، والتي تمتد اليوم إلى المدار الأرضي في الفضاء، ومع ذلك، مع توسع مصالح أمتنا في الفضاء، أتوقع أن تتوسع مهمة قوة الفضاء أيضًا.
وبالنسبة للدفاع الكوكبي ومواجهة الاخطار غير التقليدية، تقع هذه المهمة في الوقت الراهن ضمن اختصاص وكالة الفضاء المدنية في بلادنا ، ناسا”
جدير بالذكر أن القوات الفضائية الأميركية أو الـ Guardians الجاردينز أي الحُراس كما يطلق عليهم، تعد أحدث فرع عسكري في الجيش الامريكي والتي أكملت للتو عامها الثاني في ديسمبر الماضي، حيث تأسست رسميا في 20 ديسمبر 2019.
وهي أول فرع جديد للقوات المسلحة الأميركية منذ 73 عامًا منذ انفصال سلاح الجو عن الجيش في عام 1947، لتصبح الفرع السادس في القوات المسلحة بعد كل من القوات الجوية والجيش والبحرية وسلاح مشاة البحرية وخفر السواحل.
ورسميا تقع القوة الفضائية تحت إشراف قيادة وزير القوة الجوية، على غرار الطريقة التي تخضع بها قوات المارينز لوزير البحرية. ولها زي رسمي وقيادة خاصة بها.
قبيل مغادرته البيت الأبيض أعاد الرئيس ترامب، في أغسطس 2019، إنشاء قيادة الفضاء الأمريكية كقسم داخل وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون كـواحدة من 11 قيادة مقاتلة موحدة، كل منها يشرف على منطقة جغرافية أو وظيفة معينة مثلها مثل القيادة الأوروبية والقيادة الإلكترونية والقيادة المركزية الخ .
وبشعار “دائما في الأعلى” تتولى قوات الفضاء الأميركية أو USSF مسؤولية تنظيم وتدريب وتجهيز القوات الفضائية لإجراء عمليات فضائية عالمية تعزز الطريقة التي تقاتل القوات الامريكية المشتركة، كما تضطلع بمهمة تقديم خيارات عسكرية لصناع القرار لتحقيق الأهداف الوطنية، كما تقوم القوات الفضائية حاليا بتشغيل ما يقرب من 80 قمرا صناعيا للجيش الأميركي.