لماذا لم يلتحق زيلينسكي بالناتو؟

يقول أعضاء الحلف الأطلسي (الناتو) إنهم يشكلون مجتمعين أعظم قوة في التاريخ؛ لكن لماذا لم تدعم هذه القوة العظمى دخول أوكرانيا بشكل فعلي إلى صفوف الحلف وتركت الباب أمامهاموارباً، مرحبةً بانضمام كييف لكن غير حاسمة بدعم ملموس وفي التوقيت المناسب لانضمامها.

هذا على الأقل ما تحدّث به الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، مؤخراً خلال مؤتمر الأمن في مي

ونيخ. كان كلامه يرشح بالضيق مما لمسه باستمرار من الترحيب الشكلي والبروتوكولي بانضمامه للناتو، دونما إعطاء وعود حاسمة أو برنامج واضح من الأعضاء يدعم ويهيّ الطرف لانضمام أوكرانيا عضواً فاعلاً في الحلف.

مؤكد أن بوتين تجاوز الخطوط الحمر التي رسمها الناتو وغزا أوكرانيا غير آبه بالعقوبات أو بما سيترتب من كوارث إنسانية على هذه المغامرة الطائشة التي تعزّز من نزعته العدوانية الغاشمة؛ ومن المؤكد أن خطوط الناتو الحمر لا تختلف عن خطوط أوباما من قبلها في الحالة السورية

وفي الحالتين كان اللاعب الشرير الأعظم هو فلاديمير بوتين، بوتين الذي يقفز فوق خطوط العالم الحر كلها، مديراً ظهره للقوانين الدولية والتحذيرات الكونية التي كانت تنهال علي من كل حدب وصوب.

ومن غير المستغرب أن يسارع ربيب بوتين، بشار الأسد، لإعلان اعترافه بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين طالما ما زال – كمستبد صغير – يحبو على بلاط المستبد الأكبر الروسي، ويتمتع بحمايته.

إلا أنه من المستغرب فعلاً أن “الناتو القوي” لم يكن حاسماً بما يكفي لاستيعاب إرادة الرئيس زيلينسكي بالانضمام إليه قبل أن يسبق السيف العزل.

يقف الحلف الأطلسي اليوم، بجيوشه كافة وكتلته الدولية الصلبة، عاجزاً، في حالة دفاع هش عن أوكرانيا واستقلالها، إثر ضربة بوتين الاستباقية، حيث لم يعد من الممكن للجرح سوى إيقاف النزيف دون القدرة على معالجة أسبابه في الجسد المصاب،. وقد قالها زيلينسكي في ميونخ بوضوح أن “منظومة الأمن الأوروبية تعطينا دواء للسعال لمعالجتنا من وباء قاتل بدلاً من ان تسعفنا باللقاح”!

الولايات المتحدة الأميركية ودول الناتو مجتمعة، كانت قد رسمت سيناريو مسبق لإمكانية وقوع الغزو الروسي لأراضي أوكرانيا، لكن هل قامت في الوقت عينه بما يلزم لمنع هذا الأمر قبل وقوع الفأس في الرأس وعجّلت باستقبال كييف ضمن عواصم الحلف، وأخذت الطريق الأقصر والأقل كلفة على الجميع لمنع حدوث هكذا اجتياح غادر! أتساءل.

لمشاهدة كلمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام مؤتمر ميونيخ للأمن