رسالة المحرّر

الانفصال الذاتي بديلاً عن حرب بوتين

بقلم مرح البقاعي

الاستماع للمقال صوتياً

يبدو أن إدارة الرئيس بايدن قد تداولت بالفعل خططاً لمساعدة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمغادرة كييف في حال وقوع غزو روسي للبلاد.

ويمكن أن نضيف الآن، وبناء على تصريحات الرئيس الروسي بوتين الأخيرة في حال انفصال ذاتي لإقليمي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا واعتراف موسكو بالانفصال، بأن الأمر سيكون مخرجاً لبوتين بحيث يتفلّت من العقوبات الأميركية التي تنتظره في حال افتعاله اجتياحاً عسكرياً، ومن جهة أخرى سيُجنّب واشنطن الحرج من مغبّة عدم التزامها الكامل بدعم زيلينسكي كما وعدت.

وقد واجه زيلينسكي نائبة الرئيس الأميركي، كاميلا هاريس، حين التقاها موخراً في ميونخ بهذا الأمر، وقال لها وجهاً لوجه “إن عقوباتكم يجب أن تُفرض الآن وليس بعد الغزو حيث سيكون مفعولها قد انتهى عملياً في منع الكارثة، وكذاعليكم تصعيد وتيرة الدعم العسكري الأميركي الموعود، والذي مازال رمزياً لكييف، ولا يشكل بأية حال وضعاً رادعاً لموسكو يكفّها عن الغزو المرتقب”.

يبدو أن الحرب لن تقع في حال تمّ انفصال الأقاليم الشرقية عن أوكرانيا ضمن سيناريو بديل شعبي و”مشروع”، انفصال طوعي سيكون بإمكانه أن يحقّق أهداف بوتين كاملة دون أن يغامر بنقطة دم أو طلقة بندقية روسية واحدة.

مرح البقاعي

مستشارة في السياسات الدولية، صحافية معتمدة في البيت الأبيض، ورئيسة تحرير منصة .’البيت الأبيض بالعربية’ في واشنطن
زر الذهاب إلى الأعلى