أميركا والعالمالبيت الأبيض

البيت الأبيض يحتفل بوصول أول أسود أميركي حرّ إلى ليبيريا

الاستماع للمقال صوتياً

أعلن البيت الأبيض في بيان رسمي اليوم صادر في تاريخ 10 فبراير 2022، أن الرئيس بايدن قرّر تسمية وفد رئاسي إلى مونروفيا لحضور الاحتفال بمرور مائتي عام على وصول أول أمريكي أسود حرّ إلى جمهورية ليبيريا.

وجاء في البيان أن تاريخ 14 فبراير ويمثل وصول أول الأمريكيين السود الأحرار إلى جزيرة بروفيدنس في عام 1822، مما أدى إلى إنشاء مدينة مونروفيا، وفي عام 1847، جمهورية ليبيريا.

وستترأس السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة الوفد.

نبذة عن تاريخ ليبريا:

قبل 175 عاما، في 26 يوليو/تموز 1847، أعلنت مستوطنة للسود المحررين في الولايات المتحدة، والذين انتقلوا إلى الساحل الغربي لأفريقيا، الاستقلال تحت اسم ليبيريا. وأقاموا أول جمهورية في القارة السمراء على غرار النظام الأمريكي.

فكيف بدأت قصة المستعمرة الأميركية التي استقلت عن أمريكا؟

في عام 1816 تأسست جمعية الاستعمار الأمريكية، على يد سياسيين أمريكيين بارزين حينئذ، مثل روبرت فينلي، وأندرو جاكسون، وجيمس مونرو، ودانيال ويبستر، وفرانسيس سكوت كي. واشترت الجمعية أراضٍ في ما كان يُعرف باسم ساحل الفلفل، وأطلقوا عليها اسم ليبيريا، وهي كلمة مشتقة من “ليبرتي” وتعني الحرية، لإرسال السود المحررين في أمريكا إلى هناك.

واستطاعت أول مجموعة من السود المحررين، والتي كانت مكونة من 528 شخصا فقط، بناء مستوطنة قوية على أساس القيم الأمريكية.

وفي عام 1822، قاد القس جوندي أشمان جهود المستوطنة، وتفاوض مع السكان الأصليين للحصول على قطعة أرض في كيب ميسورادو، فنمت المستوطنة لتصبح موطنا للسود الأمريكيين المحررين، والذين أُطلق سراحهم من جزر الإنديز، وحملت اسم مونروفيا نسبة للرئيس الأمريكي جيمس مونرو، وتحولت لاحقا لعاصمة للبلاد.

ومنذ عام 1822 وحتى الحرب الأهلية الأمريكية عام 1861، هاجر نحو 15 ألفا من السود الأمريكيين المحررين إلى ليبيريا.

وفي أربعينيات القرن التاسع عشر، بدأ البريطانيون في التحرش بالمستوطنة التي باتت تفرض ضرائب على التجار البريطانيين في المنطقة. وعندما طلب حاكمها دعم واشنطن ضد البريطانيين، ترددت.

وبحلول عام 1847، أصبح جوزيف جينكين روبرتس، المولود في فرجينيا في الولايات المتحدة، حاكما للمستوطنة، وشعر أن ليبيريا جاهزة للاستقلال. وفي العام التالي، أصبح رئيسا منتخبا للبلاد.

وكان روبرتس قد انتقل إلى ليبيريا عام 1829 وهو في العشرين من عمره، قادما من بيترسبورغ بفرجينيا. وفي ذلك الوقت كانت ليبيريا مستوطنة مملوكة لجمعية الاستعمار الأمريكية.

ومع الاستقلال، صدر في ليبيريا دستور مماثل للدستور الأمريكي.

وقد ظل روبرتس رئيسا حتى عام 1856. وانتهت تجارة العبيد تماما في عهده من موانئ بلاده، بمساعدة الأسطولين الأمريكي والبريطاني.

وتقول دائرة المعارف البريطانية إنه بين عامي 1848 و1956، اعترفت العديد من الدول باستقلال ليبيريا. إلا أن اعتراف واشنطن تأخر حتى عام 1862.

ويبلغ عدد سكان ليبيريا حاليا 4.6 مليون نسمة، نحو 5 في المئة منهم من أحفاد السود الأمريكيين المحررين. وحتى اليوم، ما زالت هناك توترات بين هؤلاء والسكان الأصليين لهذه المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى