آخر التحديثاتأبرز العناوينالسياسات الخارجية الأميركية

الرياض في صلب الرؤية الأميركية

الاستماع للمقال صوتياً

الرياض – أميركا والعالم

بقلم خالد آل شلوان

لم تعد #السعودية بالنسبة لدونالد #ترامب مجرّد حليف اقتصادي أو شريك نفطي تقليدي، بل باتت في صلب رؤيته لما يمكن أن يكون “نظامًا دوليًا جديدًا” متعدد الأقطاب، تقوده تحالفات مدفوعة بالمصالح الاقتصادية والتكنولوجية بدلًا من الأيديولوجيا أو الالتزامات العسكرية التقليدية. فمنذ زيارته الأولى إلى #الرياض في عام 2017، حين أبرم صفقات تجاوزت 400 مليار دولار، ظل ترامب يرى في السعودية نموذجًا لحليف يمكن التعويل عليه، ليس فقط في ملفات الطاقة والدفاع، بل أيضًا في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة.

خالد آل شلوان _ باحث سياسي سعودي

والزيارة الحالية عام 2025 – رغم خروجه من السلطة – تؤكد أن السعودية ما تزال تمثّل محورًا مركزيًا في مشروعه السياسي الخارجي، سواء عاد إلى البيت الأبيض أم بقي فاعلًا في خلفية المشهد. ما يعزز هذا التصوّر هو التحوّل السعودي الكبير في السنوات الأخيرة نحو مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وتكنولوجيا الفضاء، مما يجعلها منصة جذابة ليس فقط للاستثمارات، بل أيضًا كـ”جسر جيواستراتيجي” في ملفات معقّدة مثل #إيران، #اليمن، والعلاقات العربية الإسرائيلية.

أبعاد الزيارة وتوقيتها

عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الواجهة الدولية، لكن هذه المرة ليس عبر المنصات الانتخابية أو المؤتمرات السياسية، بل من خلال زيارة رسمية أثارت الكثير من الجدل إلى المملكة العربية السعودية، برفقة وفد رفيع المستوى من كبار رؤساء شركات التكنولوجيا العالمية، على رأسهم إيلون ماسك، إلى جانب ممثلين عن Meta، Google، OpenAI، وغيرهم.

الزيارة جاءت في توقيت إقليمي ودولي بالغ الحساسية، في ظل تصاعد التوتر في مناطق مثل غزة ولبنان واليمن، وتزايد الاستقطاب العالمي بين القوى الكبرى. ومع ذلك، بدا لافتًا أن ترامب اختار الرياض لتكون أول محطة في تحركاته الدولية منذ خروجه من البيت الأبيض، ما يطرح تساؤلات حول رمزية هذه الخطوة ودلالاتها المستقبلية.

إيلون ماسك والتكنولوجيا في واجهة المشهد

وجود شخصيات مثل إيلون ماسك أضفى على الزيارة طابعًا استراتيجيًا، خصوصًا مع الحديث عن إمكانية فتح مراكز إقليمية لشركاته داخل مشروع “نيوم”، ما يدفع نحو شراكة حقيقية تتجاوز الطابع السياسي التقليدي. كما أن مشاركة شركات ذات وزن عالمي في الزيارة – وبعضها على خلاف سياسي مع إدارة بايدن – يعكس أبعادًا داخلية أمريكية موازية.

ردود الفعلبين الترحيب والتحفظ

الزيارة قوبلت بترحيب في بعض الأوساط، خاصة في الإعلام الإسرائيلي، الذي رأى فيها خطوة نحو محور إقليمي جديد. في المقابل، انتقد ديمقراطيون في واشنطن هذه الخطوة، معتبرين أن ترامب “يوظف رمزيته السابقة لعقد صفقات خارج الأطر الرسمية”، ما يفتح الباب أمام سجال جديد حول تداخل السياسي بالاقتصادي في الدبلوماسية الأمريكية.

ما بعد الرياض؟

سواء كانت هذه الزيارة تمهيدًا لحملة رئاسية قادمة أو مجرد تحرك لإعادة التموضع على الساحة الدولية، فهي تشير بوضوح إلى تحوّل عميق في العلاقة بين الرياض وواشنطن، تتجاوز التحالف الكلاسيكي نحو شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد. وإذا ما عاد ترامب إلى البيت الأبيض في 2026، فقد تكون هذه الزيارة أول فصول السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة التي ينوي رسمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى