آخر التحديثاتأبرز العناوينمقال الرأي

 عوائق حل القضية الأوكرانية

الاستماع للمقال صوتياً

الدار البيضاء- مقال الرأي

بقلم أيوب نصر

يوم الجمعة 21 مارس 2025، أجريت مقابلة إذاعية في برنامج “عالم سبوتنيك” الذي يبث على أثير راديو سبوتنيك الروسي، حول الإجتماع الأمريكي الروسي الأوكراني، الذي كان الإثنين الموالي في السعودية، وكان من الأسئلة التي طرحت علي سؤال حول الموانع التي تقف دون الوصول إلى هدنة طويلة الأمد في أوكرانيا، وكان جوابي، والنقل هنا بالمعنى دون الحفاظ على اللفظ، أن المانع هو غياب الثقة، خاصة عند الجانب الروسي، وذلك أن ما كان من خرق لإتفاقيات المينسك، لازال له الأثر البالغ في النفسية الروسية، وأن حتى الجانب التركي الذي كان إلى الأمس القريب يلعب دور خط الإتصال الساكن والضامن للحد الأدنى من الثقة، تم استبعاده وإرجاء دوره في الأشهر القليلة الأخيرة.

فالجانب الروسي ينظر إلى الهدنة الطويلة باعتبارها فرصة لإعادة تجهيز الجيش الأوكراني ومده بالسلاح والعتاد، وإعطاءه فرصة لترتيب صفوفه من جديد، وهذا ما كان فعلا، حيث أن الجانب الأوكراني، وهو الطرف الأكثر تضررا، والأكثر حاجة إلى هدنة ولو جزئية، فإنه لم يوافق على ذلك إلا بعد وعد أمريكي بتزويده بأنظمة الدفاع الجوي، وهذا يجعل الطرف الروسي في شك ويحدث عنده ضربا من الريبة في مدى صدق الجانب الأمريكي.

ولكن هل مسألة غياب الثقة وحدها التي تقف دون التوصل إلى هدنة طويلة الأمد؟ الجواب: لا، وإن كانت كافية ليس فقط لمنع الوصول إلى هدنة دائمة بل حتى إلى هدنة جزئية وهذا ما حدث حقا.

لكن هناك أمر آخر يمنع الوصول إلى هدنة طويلة، وهو التقارب الروسي الصيني، وقد سعت إدارة بايدن سعيها لإحداث تباعد بين الروس والصينيين، وذلك بمحاولة إبعاد الصين عن روسيا، وذلك أن إدارة بايدن كانت ترى في روسيا هي العدو الأول لها، وهي، أي الإدارة الأمريكية السابقة، كانت تسير وفق الرؤية البريطانية التي تنظر إلى روسيا على أنها العدو الأول بدلا من الصين، ولهذا قام هنري كيسنجر، بثقله التاريخي، بزيارة الصين محاولا  استمالتها ودفعها بعيدا عن روسيا، لكن الأمر لم يحدث كما ارادت له إدارة بايدن.

وأما إدارة ترامب فهي تنظر للصين على أنها العدو الأول والخطر الأكبر ولذلك تجد جهدها في احتواء روسيا وإبعادها عن الصين، وعزل الصين وحدها، ولهذا فأي تنازل ستقدمه الإدارة الحالية لصالح الروس فلابد أن يكون مقرونا بابتعاد الروس عن الصينيين.

وابتعاد روسيا عن الصين أو العكس، هو أمر مستبعد حاليا، ذلك للعلاقات القوية التي تجمعهما الآن، والشراكة الإستراتيجية التي بينهما، ولهذا سيكون أكبر العائق أمام حل الأزمة الأوكرانية هو إقناع الروس بالتخلي عن شراكتهم مع الصينيين أو العكس

كاتب مهتم بالشأن الأوراسي والعلاقات الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى