آخر التحديثاتأبرز العناوينمقال الرأي

كيف ننظر إلى تعزيز المصالح الأمريكية في العراق؟

الاستماع للمقال صوتياً

ميشيغان – مقال الرأي

رفعت الزبيدي

من خلال مايُطرح في مفهوم تعزيز المصالح الأمريكية ضمن السياق العراقي حيث دعم القوى التي تتماشى مع الرؤية الأمريكية لإضعاف النفوذ الإيراني، وتأمين الاستقرار وفق المصالح الأمريكية، وضمان بقاء العراق ضمن دائرة النفوذ الغربي. شخصيا  أعتقد أن الرؤية الأمريكية تصطدم بمفهوم الاضرار بالمصالح المتوازنة بين العراق والولايات المتحدة وقد إستغلتها إيران في الترويج الى شخصيات او قيادات تدّعي أنها مع مفهوم الدولة ولكنهم يعملون وفق السياسة الايرانية في العراق.مثل مصطفى الكاظمي ومحمد شياع السوداني.

هناك مشكلة في تقييم الشخصيات العراقية وفق العلاقات الاستراتيجية لا ادري هل هناك ضعف في البصيرة لدى المحلل الأمريكي ام هي سياسة متعمدة للابقاء على بؤر التوتر.

يبدو لي  أن الولايات المتحدة سواء بسبب ضعف الرؤية الاستراتيجية أو لاعتبارات سياسية متعمدة، تساهم بشكل غير مباشر في إبقاء العراق في حالة من عدم الاستقرار المدروس، حيث يتم تدوير شخصيات تدّعي الاستقلالية بينما تخدم المصالح الإيرانية فعليًا. قد يكون هناك قصور في فهم الديناميكيات العراقية، حيث تعتمد واشنطن على تقارير غير دقيقة أو على شخصيات تقدم نفسها كـ “وسطية” لكنها في الواقع تعمل ضمن الأجندة الإيرانية. المحلل الأمريكي قد يكون بعيدًا عن الواقع العراقي أو متأثرًا بمراكز دراسات لا تملك العمق الكافي لفهم التوازنات الحقيقية.

كما أنه من المحتمل أن واشنطن تفضل إبقاء العراق في حالة “توازن هش”، بحيث لا يكون تابعًا بالكامل لإيران، ولكن أيضًا غير قادر على الاستقلال الحقيقي. هذا يسمح للولايات المتحدة بالإبقاء على وجودها العسكري والاقتصادي، واللعب بورقة العراق في مفاوضاتها مع إيران ودول المنطقة. إيران إستغلت هذه المشكلة او الثغرة من خلال  الترويج لشخصيات ذات وجه مزدوج: شخصيات مثل مصطفى الكاظمي ومحمد شياع السوداني تم تقديمها كـ “معتدلة” لكنها عمليًا لم تتخذ أي خطوات حقيقية ضد المشروع الإيراني. كذلك يتم التحكم بالمؤسسات الأمنية والاقتصادية من خلال شخصيات محسوبة على طهران رغم الغطاء الأمريكي. والأمر الآخر هو إضعاف والتشويش على البديل الوطني عبر تشويه المعارضة الحقيقية، وخلق انطباع بعدم وجود بديل قوي يمكنه مواجهة النفوذ الإيراني، بعد العام 2019 تم إنتاج قوى معارضة وهمية ( مصطنعة ).

أعتقد آن الأوان لإعادة تقييم الشخصيات العراقية بناءً على أفعالها ( سيرتها الذاتية )لا على تصريحاتها.ولابد من  الضغط الدولي والإقليمي لدعم بدائل حقيقية وليس مجرد وجوه يتم تدويرها. إضافة الى إيجاد قنوات اتصال مباشرة بين الولايات المتحدة والقوى الوطنية العراقية التي تملك رؤية واضحة للاستقلال الحقيقي.

أقولها بوضوح التصحيح  الاستراتيجي للسياسة الأمريكية في ملف العراق  يبدأ من دعم فكرة مؤتمر الحوار الوطني خارج العراق والذي  نتبنّاه منذ فترة طويلة. تٌقدم فيه أوراق عمل ينبثق عنها مشروع وطني ملزم لجميع الأطراف، لابد من خلق ظروف مساعدة لهكذا فكرة ورؤية واقعية. هذا مانعمل عليه وهناك إستجابة من بعض القوى المستقلة من داخل وخارج العراق وإن كانت ليست بالمستوى الطموح لكنها ستؤول الى مشروع حقيقي. 

رفعت الزبيدي

سياسي عراقي وكاتب في النظم والحقوق المدنية - خريج جامعة Grand Canyon University.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى