آخر التحديثاتأبرز العناوينحوار خاص

طالبان: لا أجانب في القاعدة الأميركية بكابول

الاستماع للمقال صوتياً

حوار خاص

المقابلة التي أجراها الدكتور عبيد الله برهاني، الكاتب الزميل في منصة البيت الأبيض، مع السيد عمر صمد، نائب وزير خارجية أفغانستان السابق وسفير أفغانستان لدى عدة دول.

المحاور: في ضوء التطورات الأخيرة، برز اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستعادة قاعدة باغرام الجوية كقضية جيوسياسية مهمة، قد تترتب عليها تداعيات على مستقبل أفغانستان والمنطقة برمتها تحت حكم طالبان. كيف تقيّم هذا الاقتراح؟

عمر صمد: أشار الرئيس ترامب إلى قاعدة باغرام في مناسبتين، قبل الانتخابات وبعدها، إلا أنه لم يقدّم بعد سياسة واضحة أو هدفًا محددًا مرتبطًا بهذه الفكرة. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان يعتبر القضية قد طواها الزمن أم أنها مسألة تستدعي المعالجة مستقبلًا إذا دعت الحاجة.
ما طرحه رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب يستند إلى المناقشات التي جرت خلال مفاوضات الولايات المتحدة مع طالبان بين عامي 2018 و2020 حول إمكانية التعاون في مكافحة الإرهاب، وهو تعاون كان قد يشمل وحدات متعددة الجنسيات في باغرام. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، وانهارت المحادثات خلال إدارة بايدن، خاصة بعد أن أقدم الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني على مغادرة البلاد، تاركًا فراغًا في السلطة ملأته طالبان.

المحاور: هل تعتقد أن طالبان قد تفكر جديًا في مثل هذا الطلب؟

عمر صمد: لطالما نفت طالبان بشدة المزاعم المتعلقة بوجود قوات صينية أو أجنبية أخرى في باغرام، وهي تتمسك بموقفها الرافض لوجود أي قوة أجنبية في القاعدة. أما احتمال إعادة النظر في هذا الموضوع في إطار محادثات الدوحة، التي ورثتها إدارة بايدن عن ولاية ترامب الأولى، فهو أمر غير مرجح في الوقت الراهن.

المحاور: ما هي التداعيات الأمنية المحتملة لهذه القضية داخل أفغانستان؟
عمر صمد: نحن الآن في عام 2025، وقد شهد المشهد الأمني والجيوسياسي العالمي والإقليمي تحولات كبيرة منذ عام 2020. طالبان باتت السلطة الحاكمة، وتغيرت الأولويات الإقليمية وفقًا لذلك. إذا أبدت طالبان اهتمامًا بهذا الطرح، فسيتطلب الأمر جهودًا دبلوماسية رفيعة المستوى لإقناع بعض القوى الإقليمية بأن الوجود الأمريكي أو قوات مكافحة الإرهاب في باغرام لا يمثل تهديدًا لها. ومع ذلك، أشك في أن العديد من الدول في المنطقة سترى في ذلك مصلحة لها.

المحاور: كيف قد يؤثر هذا التطور على العلاقات الإقليمية لأفغانستان؟:
عمر صمد: بناءً على المعطيات السابقة، من المحتمل أن يزيد هذا المقترح من تعقيد المشهد الإقليمي، بل وقد يثير ردود فعل سلبية من بعض الدول. كما قد يضع طالبان في موقف صعب، خاصة في ظل سعيها للحفاظ على موقفها كدولة غير منحازة.

المحاور: وفقًا لتحليلك، ما هي النتيجة الأكثر ترجيحًا؟
عمر صمد: السيناريو الأمثل قد يكون استغلال هذا الملف كنقطة انطلاق أو مبرر لإعادة فتح الحوار حول قضايا ذات اهتمام مشترك لكلا الجانبين. ولكن لتحقيق ذلك، يجب أن تتوفر إرادة سياسية ورغبة حقيقية في الحوار، وهو أمر لا يبدو متاحًا في الوقت الراهن.

د. عبيد الله البرهاني

أكاديمي وكاتب سياسي أميركي من أصل أفغاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى