آخر التحديثات

الشرق الأوسط إثر انكشاف ’نموذج الثورة الإيرانية’

الاستماع للمقال صوتياً

ميشيغان – مقال الرأي

رفعت الزبيدي

الحديث عن بداية حقبة “الشرق الأوسط الجديد” ونهاية المشروع الإيراني ممكن إذا توفرت مؤشرات قوية على تغير جذري في التوازنات الإقليمية والدولية. هذا التحول لن يكون سريعًا، لكنه قد يبدأ بخطوات استراتيجية تشير إلى ضعف المشروع الإيراني وصعود قوى جديدة تؤسس لمرحلة مختلفة. هنا يمكن أن أشير إلى دلالات حقبة الشرق الأوسط الجديد وذلك من خلال مثلا النقاط التالية: 

  • انسحاب الميليشيات الإيرانية أو ضعف سيطرتها في مناطق نفوذها التقليدي مثل العراق، سوريا، واليمن. (الوضع في العراق مازال تحت سيطرة وهيمنة الميليشيات الموالية لولي الفقيه الإيراني وهذا يعني استمرار التحايل على العقوبات الدولية ومد إيران بالأموال).
  • تقليص القدرات الاقتصادية الإيرانية نتيجة للعقوبات الدولية أو الحصار الإقليمي الفعّال. 
  • ظهور قيادات إقليمية جديدة. 
  • تحالفات قوية بين القوى الإقليمية ودعمها لمشاريع وطنية ترفض الهيمنة الإيرانية.
  • إذا تم تنفيذ مشروع وطني عراقي يقود حكومة قوية ومستقلة، فسيكون ذلك نقطة تحول تُضعف المشروع الإيراني الذي يعتمد على العراق كقاعدة اقتصادية وعسكرية. (هذا للأسف ما نسعى إليه ولكننا بلا معين! وسيبقى نقطة ضعف تهدد إفشال المشروع الإيراني الذي سيُجدد حيويته من خلال النظام السياسي في المنطقة الخضراء).
  • حلول سياسية في النزاعات الإقليمية مثل التوصل إلى اتفاقيات لإنهاء الحروب في اليمن وسوريا، ما يقلل فرص إيران في استخدام هذه الساحات كأوراق تفاوض. 
  • نجاح مشاريع اقتصادية كبرى في الخليج، مع تعزيز الاستقرار الداخلي، يجعل الدول العربية قادرة على قيادة المنطقة بدلاً من السماح لإيران بملء الفراغ. 

أما دلالات نهاية المشروع الإيراني فيفترض من خلال:

أولا/ انحسار دور حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات العراقية الموالية لإيران. (الذي تحقّق الآن هو دور حزب الله في لبنان وبقي العراق ينتظر دوره بالإضافة إلى اليمن).

ثانيا/ استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني يمكن أن يؤدي إلى تغيير داخلي يضعف سياسة التمدد الخارجي. (الإحتجاجات تظهر وتختفي بين مدة وأخرى). 

ثالثا/ ازدياد عزلة إيران دوليًا نتيجة لاستمرار سياساتها العدائية ورفضها الحلول السياسية. (إيران هنا تلعب أدواراً متعددة بفضل علاقاتها مع اليسار الأوروبي وأوراق أخرى مثل بعض التنازلات الموضعية).

رابعا/ انكشاف “نموذج الثورة الإيرانية” وفقدان جاذبيته لدى الشعوب الأخرى في المنطقة وهذا ما يُعرف بتراجع الدور الأيديولوجي. 

في كثير من المناسبات كنتُ قد أشرت إلى أهمية دور العراق المحوري في ظل قيادة وطنية تراعي توازن العلاقات الإقليمية والدولية وتكون مستقرة ومتحررة من كافة أشكال الهيمنة والنفوذ الأجنبي وأهمها الإيراني. للأسف لا توجد مؤشرات تدّل على ذلك. ولهذا في تصوري أن مفهوم الشرق الأوسط الجديد لا قيمة له إن لم يتحقق ما أشرتُ إليه.

على القوى المعارضة – إن كانت موجودة – أن تنخرط في حوار جاد لتفعيل وجودنا كمعارضة متجانسة وفق مشروع وطني مقنع للجميع يتماشى مع ما تسعى إليه إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. بل حتى من هم داخل العملية السياسية ممن لم يتورطوا في ملفات انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالي أن يعودوا إلى ما طرحناه سابقا و يراجعوا أنفسهم لتجنيب العراق مخاطر قادمة سيكونون جزءاً من المحرقة إن حدثت. هناك استحقاقات لابد منه الاعتراف بها والتعامل مع واقعيتها إن أرادوا أن يسلموا على أنفسهم وليس من الحكمة ربط مصيرهم بقيادات متهمة بالخيانة والولاء الى دولة أجنبية مثل إيران. 

رفعت الزبيدي

سياسي عراقي وكاتب في النظم والحقوق المدنية - خريج جامعة Grand Canyon University.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى