محاور الشرق الأوسط ودور السياسة الأميركية
الاستماع للمقال صوتياً
|
ميشيغان – مقال الرأي
خاص البيت الأبيض بالعربية
بقلم رفعت الزبيدي
خمسةٌ وأربعون عاما من عمر النظام الجمهوري الإسلامي في إيران (النظام الشمولي) وحسب تصنيف السياسة الأمريكية تعتبر إيران من محور الشّر.
شخصياً أعتبر أن سياسة الرّدع والاحتواء لإيران قد فشلت من قبل الولايات المتحدة. واقع الشرق الأوسط يشير إلى ذلك وينقسم إلى محورين متصارعين هما المحور العسكري (المقاومة) تقوده إيران من خلال أذرعها الميليشياوية في العراق، سوريا، لبنان واليمن. أما المحور الثاني وهو المحور السياسي الذي تعمل عليه المملكة العربية السعودية ودول أخرى في المنطقة، فيسعى إلى وضع حد لمعاناة الفلسطينيين وإقناع دول العالم على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الشرعية ضمن ما يُعرف بحل الدولتين.
وإذا ماعدنا الى الإحصائات الرسمية لعدد الضحايا الفلسطينيين من جرائم إسرائيل، وضحايا الجماعات الإسلامية في الحروب الطائفية أيضا في نفس الدول العربية المشار إليها أعلاه، نجد الأرقام مخيفة في نتائجها الكارثية على أجيال وأجيال إن إستمر محور اليمين الإسرائيلي المتطرف والمحور الإيراني يعبثان بمقدرات شعوبنا.
هل الولايات المتحدة جادّة في شرق أوسط جديد يكون للمحور السياسي دور فعّال في الاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة؟ دعونا نكون صادقين مع أنفسنا من كلا المحورين. ماذا يجبُ علينا فعله كناشطين أو معارضين للمشروع الإيراني في المنطقة؟ أنا لايهمني من يحكم إيران ولا كيف هي السياسة الإيرانية مع شعبها، يهمني أن تعود لبنان إلى جمالها ونظافتها بدلا من النفايات المنتشرة، والاقتصاد المنهار الذي عبّر عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بنفسه في خطابه اليوم الثُلاثاء بقوله (الاقتصاد اللبناني في جنازة).
في العراق وضع مأساوي حقيقي، فساد مالي، انهيار أخلاقي في المجتمع، ميليشيات تتحكم في مناطق هُجرّ سكانها ويعيشون في المخيمات في ظروف سيئة. قيادات سياسية ودينية فاشلة وفاسدة. ماذا نتوقع من المحور الولائي لإيران؟ اليمن وسوريا نفس المآسي. متى تصحو شعوبنا من غفلتها عن المخاطر المهلكة؟ ماذا نريد من المحور السياسي؟
الولايات المتحدة وحلفاؤها عليهم أن يدركوا أنه لا معادلة القوة والأساطيل تنفع في سياسة الردع ولا المفاوضات مع إيران وإطلاق الأموال المجمدة تنفع في سياسة الاحتواء، لابد من استراتيجية جديدة. حتى سياسة الضغط والأدوار الهزيلة لسفارات الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق لم تنجح في كبح جماح وخطورة الميليشيات ومن يقف خلفها من داخل العملية السياسة.
أعتقد أن المرحلة الحالية هي مرحلة الانفتاح على الجماعات العراقية المعارضة الحليفة للمشروع السياسي في المنطقة وذات الرؤية الحقيقية لإنقاذ العراق، ونفس المعادلة صالحة مع سوريا، لبنان واليمن.
إقامة منطقة آمنة للمعارضة هو أهم رادع حقيقي يشكل بديلا واقعيا في المستقبل شريطة غربلة المعارضة من الاختراق الإيراني أو من أحد الكيانات السياسية، مع تشكيل تحالف دولي فاعل يعترف بشرعيتها، وحين تكون ناضجة يُفرض على النظام السياسي في العراق المشاركة في الانتخابات بضمانة أمنية ومراقبة دولية صارمة.
من الجانب الإسرائيلي، يُفترض بالمحور السياسي في المنطقة العمل على إسقاط حكومة نتنياهو بحكومة منفتحة على تبني حل الدولتين، والضغط على الكنيسيت الاسرائيلي للاعتراف بحل الدولتين أيضا، وهذا يعتمد على التنسيق مع جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة وأوربا وإسرائيل.
ضرورة إقناع روسيا والصين بالتخفيف من دعم النظام الإيراني والتعامل بجديّة مع المحور السياسي في المنطقة وعدم ربطه بالتنافس الحالي بين محوري روسيا والصين ضد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين خصوصا الملف الأوكراني.
أعتقد أنه من المهم جداً النظر إلى النقاط الثلاث والتفكير بتفعيلها وتطويرها ضمن آليات ناجحة وسريعة.