المعارضة العراقية في موقفها من المشهد الانتخابي الأميركي
الاستماع للمقال صوتياً
|
ميشيغان – مقال الرأي
بقلم رفعت الزبيدي
كلمة المرشّح الجمهوري لولاية ثانية في البيت الأبيض دونالد ترامب في اليوم الختامي لمؤتمر الحزب الجمهوري حملت رسائل إلى دول عديدة منافسة للسياسة والنفوذ الأمريكي في العالم منها روسيا والصين، والدول التي تسعى للحصول على السلاح النووي مثل إيران إحدى دول محور الشر في الشرق الأوسط المتبقية من دول أخرى كالعراق (عهد صدام حسين )، وليبيا (عهد القذافي)، وسوريا.
ذكر ترامب أنه سيُنهي الأزمات الدولية، وذكر أن إيران في عهده أفلست بسبب العقوبات التي فرضتها إدارته وكانوا على وشك التوصل إلى إتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي لولا إدارة الرئيس الحالي بايدن. بمعنى أن الملف النووي سيكون من أكبر التحديّات لإدارة المرشّح الجمهوري ترامب في حال فوزه في شهر فبراير/ تشرين الثاني من هذا العام، يُضاف إليه السلوك الإيراني العدواني المستهدف للمصالح الحيوية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط خصوصا إسرائيل.
إشارة ترامب الى إقتراب إيران من صنع السلاح النووي لايمكن الانسحاب منها، فهذا الأمر هو جزء من وعوده الانتخابية وكذلك جزء من الأمن القومي الأمريكي والإسرائيلي.
مايهمني في هذا السياق هو السلوك العدواني وسياسة الهمينة التي تمارسها إيران خصوصا في العراق الذي أصبح دولة فاشلة ذات حكم مليشياوي تقوده أحزاب الإسلام السياسي.
ولابد من الواقعية في القول أن معظم رؤساء الحكومات العراقية المتعاقبة بعد العام 2003، ينفذون أجندة السياسة الإيرانية وآخرها حكومة محمد شياع السوداني. وصل الأمر إلى تغلغل إيراني شبه كامل في المؤسسة التعليمية التي يقودها وزير من العصائب الموالية لإيران، فضلا عن وزارتي الداخلية والدفاع. الحقيقة أن تركة سياسة أوباما وبايدن خطيرة جدا، ولابد لقوى المعارضة العراقية من التفاعل الإيجابي مع إدارة دونالد ترامب إن فاز في الانتخابات. السؤال هل هناك بوادر بشأن ماذكرت؟
واقع الحال لا! وهذه من سيئات المعارضة التي لاتعرف كيف تقدم نفسها وتعمل ضد المشروع الإيراني ومليشياتها في العراق، على العكس تماما نجد المعارضة الإيرانية في تصاعد واضح من حيث التنسيق على مستويات عالية جدا مع شخصيات مهمة، ليس من الحزب الجمهوري والإدارات الأمريكية السابقة سواء في عهد ترامب أو غيره وحسب، إنما من دول أوروبية أيضا وعلى مستوى رؤساء حكومات وأعضاء برلمان والاتحاد الأوربي.
نحن نقوم بكل مانستطيع من تحفيز وتشجيع المعارضين لسياسة الهيمنة الأجنبية والمليشيات في العراق، ونعوّل على العراقيين في الخارج نحو مؤتمر للحوار الوطني لبلورة الجهود ضمن مشروع وطني حقيقي وفق رؤية جامعة للمصالح الوطنية، الإقليمية والدولية. العالم سئم من سياسة الحروب بالوكالة في العراق، سوريا، لبنان واليمن.
مازالت لدينا فرصة مهمة وناجحة إن أحسنّا استغلال الفرص. أعتقد أن ملف إيران وأذرعها في المنطقة ستضع الحزب الجمهوري على المحك وليس فقط الرئيس السابق ترامب.
إنّ رؤيتنا الوطنية المعارضة قابلة للتحديث مع مستجدات الأحداث.