آخر التحديثاتأبرز العناوينمقال الرأي
غاز غزة قطبة مخفية في هذا العدوان
الاستماع للمقال صوتياً
|
مونتريال – مقال الرأي
بقلم بسام أبو طوق
عند نشوب الحرب الأذربيجانية الأرمنية الثانية عام 2020 حول إقليم قره باغ، شاركت إسرائيل بالاستشارة والعمل المشترك الى جانب حكومة أذربيجان في طرد حوالي مئة ألف أرمني من بيوتهم، من أجل مد خط أنابيب لنقل النفط من باكو إلى الهند وباكستان ودول أخرى مجاورة.
هذه الجريمة التي شاركت فيها إسرائيل كانت بروفة تدريب لحملة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تقوم بها الآن في قطاع غزة. إلى جانب صراع الوجود وحق الشعوب الأصلية في تقرير المصير والعيش بحرية على أراضيهم التاريخية، تعبق رائحة الغاز والنفط أمام كل عدوان إسرائيلي سابقا وحاليا ولاحقا، وهذه الرائحة من خلف ومن أمام كل ما حدث سابقا”و يحدث الآن.
تدفع حكومات إسرائيل اليمينية المتطرفة المتعاقبة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة برا وبحرا وجوا إلى المقاومة اليائسة، وآخر حلقاتها طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وتواجهها إسرائيل بحرب هي الأكثر وحشية وتدميرا. ولكن وراء الأكمة ما وراءها، فإسرائيل لم تنتفض لتحرير أسراها من قطعان المستوطنين فقط، بل هو انطلاق مخطط شيطاني معتمد مترصد للحظة المناسبة والشرارة المطلوبة.
بطوفان أقصى أو بدونه، تنتهج إسرائيل سياسة الإبادة والتهجير لسكان غزة نحو الجنوب لمسح المنطقة، وتمرير شبكات الأنابيب من غاز ونفط ذهابا وإيابا ويتم شيطنة المقاومة وتحميلها المبررات والنتائج، فقطرة النفط أو الغاز المسال هي الغاية لدى إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة ولو كانت الوسيلة شلالات الدم الفلسطيني.
غاز غزة كان في عين الحروب الإسرائيلية السابقة، ولا يمكن تجاهل دوره في حرب الإبادة الحالية، ولا في المعلوم منها والمجهول من ترتيبات ما بعد الحرب في غزة أو ما يسمونه باليوم التالي.
وزاد في الطنبور نغما إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية بوتيرة فاقت التوقعات فارتفعت أسعار الغاز وتفاقمت أزمة الطاقة، ومع ذلك تغيب قصة الغاز هذه عن تحليل أسباب الحرب وأهدافها وترفع حكومة اليمين المتطرف وكاهنها الأكبر نتنياهو من وزن الأساطير والخرافات على حساب الوقائع والاقتصاد.
وليس في حساب شركات النفط والغاز توقفات أو ظروف خاصة بالحروب، وهي تواصل الحفر والتنقيب والتطوير ولا يعيقها في ذلك دفن الموتى أو تطهير المنطقة أو مسارات المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية.
وهكذا بعد مرور ثلاث أسابيع على بدء الحرب، وفي التاسع والعشرين من أكتوبر تجد إسرائيل الوقت الكافي للإعلان عن منح إثني عشر ترخيصا للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط وبعض هذه التراخيص -بالصدفة- تقع في في مناطق محاذية لبحر قطاع غزة.
وفي العشرين من ديسمبر يتحدث الرئيس التنفيذي لشركة أوجيان الإسرائيلية للطاقة أمام مؤتمر الأعمال الإسرائيلي العالمي ويقول: (إن الاستقلال في مجال الطاقة مهم بغض النظر عما إذا كانت هناك حرب أم لا، وأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في حوض البحر المتوسط التي تتمتع بالاستقلال في مجال الطاقة، وأن الخطأ الذي وقع فيه الأوربيون هو أنهم سلموا مفاتيح الطاقة للرئيس الروسي). ولأن شركات النفط لا تهدف إلا للربح والنمو فهو يرى: (أن لا فائدة من الاحتفاظ بالغاز في الأرض، فهو لا يعرف ماذا سيحدث بعد مائة عام، وهذا هو الوقت المناسب لاستغلال الموارد).
وعودة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، ففي الظاهر والباطن في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، واللغة التي تصاغ بها نشرات الأخبار والبيانات العسكرية والتعليلات الأمنية والتحليلات والسرديات المدفوعة أو العفوية، تكمن مقاصد شيطانية ومغالطات وأساطير، وفي كل ما حدث ويحدث وسيحدث تتربص خديعة كبرى عنوانها وهوامشها تهجير متكرر لشعب صامد يتمسك بأصابعه العارية بحقه في تقرير مصيره وحياته.
الأرمنية _____ الأرمينية
أرمني _______ أرميني
اليابسة ______ الباسلة
ثلاث أسابيع ____ ثلاثة أسابيع
سلمت يداك أبو بشر … لم يستطع أبو عمرو تصيد الهفوات فاللغة قوية متماسكة ..
يتمحور المقال حول العامل الإقتصادي ولكن مع أهميته أرى بأن مخططا أكبر من ذلك يحاك للرحيل الفلسطينيين من غزة والضفة إلى سيناء والأردن كخطوة نحو توسيع الكيان باتجاه النيل والفرات ..
سعدت بملاحظاتك اعتقد ان الارمني ينتمي الى الشعب الارمني وان الارميني هو مواطن في جمهورية ارمينيا, سميت المقاومة باليائسة ( وليس اليابسة)بمعنى استحالة الانتصار العسكري لا غنى عن المقاومة الباسلة كما اسميتها انت ولكن مع باقي اساليب المقاومة شعبية سياسية دبلوماسية مدنية الخ..العامل القتصادي موضوع تكتيكي ومنغير،اوافقك المخطط الاكبراستراتيجي وثابت وصمود الشعب الفلسطيني على ارضه هو الاعجاز التاريخي.
شكرا لملاحظاتك.. مودتي واحترامي،