آخر التحديثاتأبرز العناوينرسالة المحرّرمقال الرأي

Arab Lobby Vs. Arab NATO

الاستماع للمقال صوتياً
رسالة المحرّر 
بقلم مرح البقاعي
 
منذ تاريخ وصولي في بداية التسعينات إلى الولايات المتحدة الأميركية للعيش والعمل في العاصمة واشنطن، كنت أتساءل وارغب، بل وأعمل بإمكانات محدودة لكن مستقلة، على تشكيل منظمة عربية تشمل معظم نخب العرب الأميركيين من أكاديميين وسياسيين وسيدات ورجال أعمال ووجوه اجتماعية مؤثرة، وتضم مختصين في رسم استراتيجيات عمل قوى الضغط الفاعلة، وتهدف إلى  العمل بمهنية وبحياد على الدفع بالقضايا العربية الأساسية وصياغة رؤية عامة وشاملة لدعمها في مواقع صنع القرار في واشنطن على اختلاف مشاربها السياسية في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتنوّع مصالحها في الشرق الأوسط.
 
كنت ومازلت أتساءل لماذا وكيف لا نملك نحن العرب الأميركيون  لوبي قوي يكون علامة مؤسسية توازي اللوبي الإسرائيلي متمثلاً بمنظمة (American Israel Public Affairs Committee (AIPAC؟
 
في العام 1995 أطلقت ومجموعة من الشخصيات السورية والعريسة الأميركية البارزة منظمة دعيناها ’أوغاريت’، وكان من مؤسسيها السيدة مي ريحاني، المرشحة الرئاسية اللبنانية الحالية، لعلها تذكر المبادرة. إلى أن المنظمة لم تصمد طويلاً أمام شدة المفارق العربية البينية للأسف الشديد.
 
لكن ماذا عن الراهن والعرب بأمس الحاجة إلى نهوض عظيم من كبوتهم، وإلى من يحمل قضاياهم الأساس والعاجلة إلى العالم لتلقى الدعم اللازم، بما يساعد على شدّ عضدها وتحقيق استدامتها بدعم دولي ضمن عملية السلام الشامل في الشرق الأوسط، استعداداً للتنمية المتكاملة.
 
وببساطة أتساءل: هل يمكن أن يكون لدينا قريباً  منظمة عربية أميركية تجمع في شعارها رمزي الهلال والعلم الأميريكي، مقرها واشنطن، وتحمل مثلاً اسم American Arab Public Affairs Committee (AAPAC)؟
 
نحن قادرون وعارفون وفاعلون، لكن جهودنا غير متلاحمة، وجزرنا منعزلة عن بعضها البعض، وتغيب عنا الإرادة السياسية، فهل تستعيدها النخب العربية الأميركية قريباً لتساهم في نهضة أوطانها الأم؟ّ
 
العرب لا يحتاجون إلى من يصنع لهم’ NATO عربي’، بل هم في حاجة إسعافية إلى ’Lobby عربي’ من صناعتهم الخالصة.
 
 

مرح البقاعي

مستشارة في السياسات الدولية، صحافية معتمدة في البيت الأبيض، ورئيسة تحرير منصة .’البيت الأبيض بالعربية’ في واشنطن
زر الذهاب إلى الأعلى