آخر التحديثاتأبرز العناوينمقال الرأي

قصة نجاح عنوانها المملكة العربية السعودية

الاستماع للمقال صوتياً

مكّة المكرّمة – وايتهاوس

مقال الرأي بقلم د. عبد الحفيظ محبوب

بشغف ترقّب العالم بث لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صباح يوم الخميس 21/9/2023 مع شبكة فوكس، نيوز وهي المقابلة المنتظرة الأولى مع قناة إخبارية أميركية منذ العام 2019 عندما أجرى البرنامج الشهير 60 دقيقة المذاع على قناة سي بي إس الأميركية.

يقود ولي العهد محمد بن سلمان مساعي تهدئة في المنطقة وإنهاء الصراعات، تخدمه التحولات الدولية، وذلك بهدف تحويل المنطقة إلى أوروبا جديدة، فكل الشركات العالمية والمستثمرين كانوا بانتظار هذه المقابلة من أجل الاطمئنان وضخ استثماراتهم في المنطقة الموعودة، وقد أصبحت السعودية قصة القرن الحالي.

 علق كبير مذيعي فوكس نيوز بيرت باير على لقائه  بولي العهد بأنه لم يحصل على هذا العدد من التصريحات في مواضيع إقليمية ودولية شتى، وضمن لقاء تلفزيوني واحد، كما في الحوار مع ولي العهد. وقال هناك لحظات تاريخية في هذه المقابلة، وكان عنوان اللقاء (عدالة متوازنة وغير خائفة).

بُثّ اللقاء من جزيرة سندالة -المشروع الأول لنيوم، واتسمت بالواقعية والموضوعية والاعتزاز والفخر والأمل لكل دول المنطقة التي تأمل أن تشملها رؤية المملكة 2030 بعد محاولة التوصل إلى تسويات سياسية في اليمن وسوريا ولبنان والسودان، خصوصا بعد مصالحة العلا ثم المصالحة مع إيران برعاية بكين وعودة العلاقات المحتملة مع إسرائيل برعاية واشنطن بعد تحقيق دولة فلسطينية كاملة العضوية، ولاسيما أنها مشاركة في الممر الهندي العابر إلى أوروبا من السعودية والأردن وإسرائيل نحو ميناء حيفا.

وحول سياسات السعودية النفطية، كان رد سمو ولي العهد أن سياسة السعودية النفطية يحكمها العرض والطلب، والتزام السعودية باستقرار أسواق النفط. فإذا حدث نقص في المعروض فدور السعودية في أوبك+ هو سد النقص والعكس الصحيح، من أجل استقرار السوق.

أشار ولي العهد أن السعودية تلتزم بالحياد الإيجابي في الملفات الدولية، فلديها علاقات مع روسيا وأوكرانيا في آن،  وهي وسيط بين الجانبين من أجل إحلال السلام بينهما. كذلك ترى السعودية انضمامها إلى البريكس على أنها تساهم في  منظمة اقتصادية وليست سياسية، وفيها حلفاء مثل أمريكا الهند والبرازيل. وشدّد الأمير محمد بن سلمان أن أسامة بن لادن هو عدو للسعودية وأمريكا في آن، وأراد أن يوقع العداوة بين البلدين.

تؤكد السعودية الثوابت في سياستها الخارجية، وبشكل خاص تؤكد ترسيخ المصداقية في النهج السياسي الخارجي، حيث تضع مصالحها مقابل مصالح الأطراف الأخرى على الطاولة، ولديها أبعاد سياسية يفرض عليها كدولة مهمة الوصول إلى حالة التوازن، لذلك أكد سمو ولي العهد في لقائه قائلا “إذا امتلكت إيران النووي فستمتلك السعودية النووي من أجل تحقيق الردع والتوازن”. وأوضح أن علاقة السعودية بأمريكا تتطور، وهي استراتيجية، خصوصا في القضايا المحورية والأمنية، وأنه في المحيط الدولي ليس هناك طرف يستطيع الاستغناء عن الآخر. وأوضح سمو ولي العهد من منطلق الواقعية السياسية ومن منطلق موازين القوى، يُفترض التعاون وليس الصراع.

تستهدف السعودية أن ينتقل الاقتصاد السعودي من المرتبة 17 إلى المرتبة 7، خصوصا وأن الاقتصاد السعودي يمتلك مقومات هائلة لم تستغل ولم تستثمر جميعها بعد. والسعودية تتجه نحو تحويل التحديات إلى فرص، فمثلا تمتلك المملكة 1150 جزيرة في البحر الأحمر، وهي جزر مرجانية مياهها نقية يمكن استثمارها وتحويلها إلى وجهات سياحية عالمية، وهي الأقرب إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا.

لذا انتقلت السعودية من استهداف جذب 100 مليون سائح العام 2030 إلى 150 مليون سائحا، بعدما زارها نحو 40 مليون سائح في العام 2022، ما رفع إسهامه في الناتج المحلي من 3 في المائة إلى 7 في المائة، مع وضع مستهدفات جديدة بطموح أكبر لرؤية 2030 وبعد ذلك الانتقال إلى التنفيذ والاستعداد لرؤية 2040.

 وتيرة تقدم السعودية ستستمر بسرعة أعلى، ولن تتوقف السعودية أو تهدأ ليوم واحد وفقا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقائه.

د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب

أستاذ الجغرافيا السياسية والاقتصادية بجامعة أم القرى بمكة [email protected]
زر الذهاب إلى الأعلى