ما تخبرنا به انتفاضة السويداء
الاستماع للمقال صوتياً
|
بيروت – وايتهاوس
مقال رأي بقلم يعرب صخر
عمت المظاهرات السويداء وسرعان ما انتشرت في درعا، ولتلتقي مع اعتراضات من قبل الموالين لبشار من العلويين، ومن ثم في عموم سوريا.
ماذا تخبرنا هذه الاحتجاجات؟
أولا: دروز السويداء رفعوا يافطات ضد الإخوان المسلمين ليقولوا ان انتفاضتهم ليست بقيادة دينية وقطعا لطريق قفز الإخوان على التكلم باسم الانتفاضة.
وكذلك رفعوا يافطات ضد الائتلاف الوطني لإفهام كل الأطراف أن الائتلاف لا يتكلم باسمهم وأنه لا يمثلهم.
ثم رفعوا العلم الدرزي وعندهم يعني علم النخوة والتآصر الدرزي، أيضا لقطع كل شبهة لحركتهم بأنها متابعة لمن تسلق قيادة ثورة 2011.
ورغم هذه التحفظات ارتفعت شعارات الشعب السوري واحد وكرامة السوري فوق كل اعتبار مع أن محرك الانتفاضة المباشر كانت المطالب الاقتصادية الاجتماعية: الاحتجاج على تدني الأجور وعلى ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة والفقر؛ ورغم ذلك اتخذت طابعا سياسيا عاما، لأن كل تحرك شعبي هو عمل سياسي بجوهره رغم محاولات حصره بالمطالب النقابية؛ اذ لم تمنع كل التحفظات اعلاه من اصطباغه بصفة سياسية عامة حتى لا نقول ثورية.
هذه التحفظات بنظرة أعمق ناتجة عن لمسهم عجز الإخوان وكافة الأسماء الدينية من النصرة إلى داعش إلى جيش الإسلام، وبالإجمال كافة الأسماء الدينية، عن تقديم تجربة تنمية وإدارة ديمقراطية لمناطقها المحررة، بحيث يلمس مواطنو المناطق الخارجة عن سلطة بشار الأسد أي تغيير ذا معنى او مختلف؛ بالعكس كانوا نسخة عن ممارسات سلطة بشار: حروب بين الفصائل المختلفة على المعابر لأنها تدر أرباحا، والتهريب من وإلى مناطق النظام لجني الأرباح أيضا، والتربح من تهريب النفط بخاصة؛ هذا إضافة للصراع على النفوذ فيما بينها وكانت وما زالت لا تقل دموية عن دموية النظام، وقبل ذلك كله الإمعان في تهجير الكرد وخاصة أهل عفرين في مناطق لا أمن ولا أمان فيها، فقر وبطالة وتدني مستوى معيشة، وفوق ذلك تسول مساعدات المنظمات الدولية.
سلطة النظام وسلطة 2011 لا فرق بينهما
لا كرامة ولا حرية ولا مستوى معيشة أعلى
لذا لا داعي للانتساب إلى أي منهما، بل الاحتجاج ونبذ كليهما.