آخر التحديثاتأبرز العناوينحوار خاص

المجلس العسكري السوري لوايتهاوس: حركة التحرر الوطني تعني إيجاد أطر جديدة للمعارضة

الاستماع للمقال صوتياً

القامشلي – حوار خاص

أجرى الحوار سلطان إبراهيم

مرت الثورة السورية على مدى أكثر من اثني عشر عاماً من عمرها بتطورات ومنعطفات كثيرة قادت إلى تغيير مسارات وتخللها ظهور قوى وخفوت أخرى إلى جانب تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة السوريين وأخيراً التطبيع العربي مع النظام، والذي تزامن مع الإعلان عن تأسيس المجلس العسكري السوري، الذي طرح خلال بيان عدة رؤى ومقترحات في إطار حركة تحرر وطني لتكون آلية عمل من أجل استعادة الثورة زخمها وبريقها، ويقول عضو لجان التواصل في المجلس العميد محمد العبيد في حديث لمنصة وايت هاوس إن أرابيك: إن حركة التحرر الوطني ليست كياناً سياسياً بالمعنى الحزبي وليست كياناً عسكرياً بالمعنى الفصائلي وإنما مظلة وطنية جامعة، وتهدف لإقامة دولة مدنية ديمقراطية، وفيما يلي نص الحوار:

1 – طرحتم في بيانكم (نحو استراتيجية نضالية جديدة) الخروج من الأطر الناظمة للصراع بين النظام والمعارضة، ماذا قصدتم في ذلك؟

ما ينبغي تأكيده أولاً، أن الثورة فعل إبداعي متجدد كما هي فكرة إبداعية في الأصل، ويكشف لنا تاريخ الثورات وحركات التحرر في العالم أن الثورة لا تعتمد نسخة واحدة من استراتيجيات ووسائل المقاومة، بل تحاول مواكبة التطورات والمستجدات وتطرح أفكاراً متجددة كما تتبع آليات مقاومة متجددة وفقاً لما هو مناسب لكل مرحلة، وبناء على هذا فهمنا وتصوّرنا للمنعطف الذي تمر به الثورة السورية، ونعني بالمنعطف تحديداً هو العطب الذي طال الكيانات الرسمية للثورة، في موازاة موجة التطبيع العربي مع نظام الأسد، وازدياد تجاهل المجتمع الدولي للمعاناة السورية، كل هذه الأمور تجعل لزاماً علينا التفكير والسعي بآن نعمل معاً لإيجاد أطر تنظيمية جديدة للمواجهة تتجاوز الهياكل التقليدية للمعارضة، وهذا ما دعوناه بـ” حركة التحرر الوطني”.

س2 – حركة التحرر الوطني. هل هي كيان سياسي جديد ينسف ما قبله أم كيان عسكري أم الاثنين معاً، وما هي طبيعتها؟

حركة التحرر الوطني ليست كياناً سياسياً بالمعنى الحزبي، وليست كياناً عسكرياً بالمعنى الفصائلي، وإنما هي مظلة وطنية جامعة، صحيح أن المجلس العسكري هو من بادر بهذه الفكرة كما بادر إلى تجسيدها ميدانياً، ولكنه أراد منها أن تكون إطاراً جامعاً لجميع القوى الوطنية التي تعمل من أجل التغيير في سوريا، بعيداً عن أي اعتبار إيديولوجي أو عرقي أو مناطقي، وبهذا المعنى فإن حركة التحرر الوطني هي الرد المناسب على سطوة الإيديولوجيا التي ما تزال تؤثر سلباً على رؤية الأحزاب والتيارات السياسية عموماً، أما طبيعتها فهي إطار وطني يضم قوى سياسية من جميع التوجهات وشخصيات وطنية بالإضافة إلى المجلس العسكري السوري الذي يُعدّ هو الحامل التنفيذي لتوجهات الحركة واستراتيجياتها.

العميد محمد العبيد

س3 – تحدثتم عن مشروعية النضال بكل الوسائل الممكنة، هل يعني هذا كفاح عسكري أم سياسي ومدني، وما هي أدواتكم للنهوض بهذه المهمة؟

لا شك أن الشعب السوري يواجه نظام إبادة حقيقي وليس نظاماً استبدادياً فحسب، فضلاً عن مواجهته لأكثر من جيش احتلال وأكثر من ميليشيا على الأرض السورية، ومن حق السوريين العمل من أجل تحرير بلادهم بجميع الوسائل الممكنة والمشروعة، ونعني بذلك جميع ما نصت عليه اللوائح الحقوقية العالمية التي تقر بمشروعية النضال لأي شعب يتعرض للإبادة والاحتلال، وبناء عليه فإن وسائلنا في النضال لا يمكن حصرها، سواء كانت الاحتجاجات السلمية و بإعلان العصيان المدني موازاةً مع دعم المسار الحقوقي لمحاكمة أركان النظام وأزلامه، كما يبقى الخيار العسكري أمراً قائماً، ولكن سيكون في الوقت المناسب، لأنه خيار تحدده وتقرره جميع القوى المنضوية في حركة التحرر الوطني وليس الجهة العسكرية فحسب.

س4 – ركزتم على ضرورة تجديد الثورة لنفسها، هل تمتلك الثورة العوامل الذاتية والموضوعية القادرة على إعادة إنتاجها؟

لعله من الضروري التأكيد على مسألة هي في غاية الأهمية، حيث إن المواجهة بين الشعب السوري ونظام الأسد ليست مواجهة سياسية فحسب، بل هي مواجهة وجودية، وقد رأينا ولمسنا بالفعل أنه على الرغم من انقضاء اثنتي عشرة سنة من نزيف الجرح السوري، أن أشد قطاعات الشعب السوري بؤساً من الناحية المعيشية وأكثرهم مصاباً، هي من تتصدّر الرافضين لإعادة تعويم النظام وتسويقه، بل هي الأكثر استعداداً للمواجهة، وهذا برهان ساطع على أن جذوة الثورة كامنة في النفوس ويمكن ان تنطلق من جديد حين تكون عوامل انطلاقتها قائمة، بل إننا على يقين بأن فكرة الثورة وروحها ما تزال حيّة ومتوقدة طالما بقيت معاناة السوريين قائمة، كما نعتقد اعتقاداً راسخاً أن جميع عثرات الثورة وإخفاقاتها كان مبعثها وسببها الفشل السياسي للكيانات المتصدرة ولم يكن السبب هو قلة التضحيات أو الخفوت الثوري لدى الجماهير، شعبنا السوري عظيم بعطائه ولكن خذلته شرذمة السياسيين وفشلهم. لدينا إيمان كبير بقدرة السوريين على النهوض واستكمال مسيرة النضال، بل لعلنا لا نراهن إلّا على السوريين وحدهم.

س5 – هل من الممكن أن تتواصلوا وتتعاونوا مع قوى سورية أخرى كجيش سورية الحرة وقسد؟

حركة التحرر الوطني تعمل تحت راية مشروع وطني يهدف إلى إسقاط النظام الحاكم وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة القانون والعدالة والمساواة، وترفض رفضاً مطلقاً جميع المشاريع والأجندات الوافدة وغير السورية، إنها خيار السوريين وحدهم، فما يجمعنا هو المشروع الوطني وليست التسميات فحسب، وبناءً عليه لا يمكننا اللقاء مع أي جهة تساوم الأسد ومشتقاته لتحقيق مصالح ضيقة على حساب القضية السورية، وكذلك لا يمكننا اللقاء مع أية جهة تحاول الاستثمار بدماء أهلنا لتحقيق تموضعات عسكرية محددة أو الحصول على امتيازات مناطقية معينة، القضية السورية كما نراها ونؤمن بها هي واحدة متكاملة لا تتجزأ، فمن كان يؤمن بالمشروع الوطني السوري كما نراه ونعمل عليه فهو مرحب به بكل تأكيد.

س6 – هل لكم تواصل أو تتلقون دعماً من دول غربية؟ على اعتبار أن بيانكم جاء بالتزامن مع التحرك العربي نحو النظام المرفوض من الغرب؟

من جهة التواصل السياسي والدبلوماسي نؤكّد أن لنا قنوات اتصال وجسور مع جهات دولية وعربية عديدة، ونحن نحرص على إقامة علاقات طيبة مع كافة الأطراف المناصرة لقضيتنا السورية وذلك بموازاة حرصنا الشديد على أن تكون الأولوية في هذه العلاقات للمصلحة الوطنية السورية، أما من جهة الدعم المالي فنعتقد أن المال السياسي كان من أهم عوامل الخراب للثورة السورية، ولهذا كان حرصنا شديداً أن يكون تمويلنا ذاتياً سورياً مصدره الأساسي هو حركة التحرر الوطني ذاتها.

ج7 – ما هي رؤية المجلس لمستقبل الأوضاع في سوريا؟

لا شك أن المآلات الراهنة للحالة السورية هي في غاية التعقيد، وأن معاناة أهلنا السوريين تزداد وجعاً، ولا يجوز تجاهل ما هو قائم من انهيار اجتماعي ومعيشي في بلدنا الحبيب سورية، ولكن لدينا يقين أن نظام الأسد بات متهالكاً، وهو أضعف بكثير من إرادة السوريين وإصرارهم على النصر، كما أننا على يقين بأن كل موجات التطبيع مع النظام وجميع الارتدادات الدولية لن تتمكن من إعادة تعويمه، ولعلنا نلحظ ذلك تماماً في خيبة الأمل العربية من التقارب معه، ولكن نؤكد في الوقت ذاته أيضاً أن جميع المقومات الدولية والإقليمية لسقوط النظام الأسدي لا يمكن أن تكون ناجعة إن لم تقترن بمبادرة السوريين أنفسهم فهم أساس الفعل والمبادرة معاً، ولعل هذا هو إحدى موجبات انطلاق حركة التحرر الوطني.

سلطان ابراهيم

إعلامي وصحافي سوري - مراسل وايتهاوس في سوريا
زر الذهاب إلى الأعلى